شؤون خليجية وجهت المملكة العربية السعودية صفعة لكل من الإمارات العربية المتحدة والنظام الحاكم في مصر، بعد استقبال سفارة المملكة في الدوحة للشيخ يوسف القرضاوي المحكوم عليه غيابيا بالإعدام في مصر، والذي تربطه علاقة وثيقة بالإخوان المسلمين، ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين المصنف من قبل الإمارات باعتباره تنظيمًا إرهابيًا بجانب الإخوان المسلمين. ويأتي ظهور "القرضاوي" في حفل السفارة السعودية بقطر تتويجًا لسلسة من الخطوات التي أقدمت عليها المملكة مؤخرًا، عبر التقارب مع الإخوان المسلمين بهدف تشكيل حلف سني يواجه النفوذ الإيراني الشيعي في المنطقة. وينظر البعض إلى التقارب السعودي مع الإخوان باعتباره استراتيجية جديدة لا تعني أن المملكة لم تعد تتخوف من الإسلام السياسي، وإنما ترغب في استخدامه لتحقيق مصالحها في المنطقة بدلًا من الصدام معه. وشهدت المملكة مؤخرًا لقاءات جمعت مسؤولين سعوديين بقيادات من الإخوان في اليمن والأردن وتونس وفلسطين، كما حضرت قيادات في "تحالف دعم الشرعية" الذي يسعى لإعادة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي للسلطة، اجتماعًا لرابطة العالم الإسلامي مؤخرًا بالمملكة. ويبدو أن التحركات السعودية للتقارب مع الإخوان ناجمة جزئيًا عن عدم وضوح الموقف المصري بشأن عدد من القضايا التي تشغل بال المملكة، كالحرب في اليمن وسوريا، وهي التحركات التي جعلت السلطة في مصر تسمح للإعلام بمهاجمة المملكة. "القرضاوي" في السفارة السعودية بالدوحة ووفقاً لتقرير أوردته وكالة أنباء "رويترز"، فإن الشيخ يوسف القرضاوي الذي تربطه صلات وثيقة بجماعة الإخوان المسلمين، حضر حفلاً للسفارة السعودية بالدوحة، في مؤشر على تخفيف حدة العداء من جانب الرياض تجاه الجماعة. ووفقًا ل"رويترز"، ظهر القرضاوي- المقيم بقطر، والذي تسببت خطبه الحادة في توتر العلاقات مع الجيران الخليجيين- إلى جانب رئيس الوزراء القطري والسفير السعودي في الدوحة، احتفالًا باليوم الوطني للمملكة. ومنح اعتلاء الملك سلمان- الذي يعتبر أكثر تعاطفًا مع الإسلاميين المحافظين من سلفه الملك عبد الله- عرش السعودية في يناير الماضي بصيص أمل لأعضاء الإخوان الهاربين في قطر، بأن رياح السياسة في الشرق الأوسط بدأت تتحول لصالحهم، مما قد يمنح الجماعة مزيدًا من حرية التحرك. وبينما أحجم الملك سلمان عن الظهور كصديق للإخوان، فإنه عمل على تخفيف حدة التوتر مع حلفاء الجماعة، فعزز علاقات الرياض مع تركياوقطر، وتواصل مع حزب الإصلاح ذراع الإخوان في اليمن. وقال مصري من أعضاء الإخوان الذين يعيشون في قطر طلب عدم نشر اسمه "نحن الآن متفائلون".. "القيادة (السعودية) الجديدة قد تعني حقبة جديدة للشرق الأوسط، حيث يتم التعاون مع الإسلاميين باعتبارهم شركاء.. بدلًا من شيطنتهم". وكانت محكمة مصرية قد حكمت في مايو الماضي بالإعدام غيابيًا على القرضاوي، في قضية تتعلق باقتحام سجون أثناء الانتفاضة التي أطاحت بحكم الرئيس السابق حسني مبارك في 2011.