توالت ردود الأفعال المحلية والدولية، أمس، عقب تبني تنظيم "داعش" الإرهابي للهجمات على مقر بحاح ووزرائه، ومقرين للقوات الإماراتية في عدن. فبينما أصابت هوية منفذي الهجوم الشارع العدني بصدمة، إلا أن قوى العملاء صعَّدت من عمليات التنكيل بحق مواطنين شماليين، فيما اتهم مسئول إماراتي جماعة الإخوان، "حزب الإصلاح" بالوقوف وراء تلك الهجمات الإرهابية بالتزامن مع توقع قيادي "إخواني" في عدن مزيداً من تلك العمليات، التي شككت الولاياتالمتحدة من تورط داعش فيها. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، أمس، إن بلاده لا يمكنها تأكيد أن تنظيم "داعش" هو المسئول عن الانفجارات التي هزت مدينة عدن، التشكيك الأمريكي يعكس التنصل عن مسؤولية ما آلت إليه عدن جراء العدوان السعودي المدعوم أمريكياً. الهجمات دفعت أيضاً الهلال الأحمر الإماراتي إلى تعليق أعماله في المدينة عقب العمليات التي استهدف أحدها مقره في مديرية البريقة، وخلفت قتلى وجرحى، بينما انقطع التيار الكهربائي- الذي تشغله شركات إماراتية- بصورة مفاجئة عن المدينة. الشارع الجنوبي، كما تناقل ناشطون جنوبيون في مواقع التواصل الاجتماعي، لم يكن مصدقاً بأن (3) من شباب المدينة نفذوا العمليات، إذ تناقل ناشطون صوراً لأحد منفذ العمليات وهو يرتدي ملابس شبابية ب(استايل عصري)، إضافة إلى تسميته لصفحته على الفيسبوك باسم "ود كريزي موت." وقال الناشطون إن الشاب يدعى "معاذ أنور" من أبناء حي الشيخ إسحاق بمديرية المعلا، وأن الصور المتداولة له تم نشرها قبل (3) أشهر من اختفائه وتسميته من قبل "داعش" ب"أبو سعد العدني." وقال ناشطون محتكُّون بعائلة "معاذ" إنه كان يعاني من ظروف اجتماعية صعبة، وأنه فكر بالاغتراب عن المدينة عدة مرات. وتناقل الناشطون أيضاً معلومات عن المنفذ الآخر للهجوم على فندق القصر- مقر حكومة بحاح- والذي سمته "داعش" ب"أبو أوس العدني." وقال الناشطون إن اسمه الحقيقي (عبدالله محمد عبدالله عتوري اليافعي)، وأنه كان يسكن حي (سي كلاس) بمديرية البريقة قبل اختفائه عن عائلته. ودعا الناشطون إلى تبني فكر لمواجهة التطرف واستغلال "الفاقة" في المجتمع. ورغم أن هوية منفذ الهجمات تؤكد بأن تواجد تنظيم "داعش" بات واقعاً في عدن ويدير عملياته من المدينة، إلا أن ذلك لم يشفع للمواطنين البسطاء ممن يسكنون المدينة وينتمون إلى محافظات شمالية، إذ أفادت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" قيام مجاميع مسلحة في مديريتي دارسعد والمنصورة بمداهمة منازل شماليين ولوكندات شعبية، واقتياد شبان أغلبهم من محافظة تعز إلى جهة مجهولة. وكانت مجاميع مسلحة أعدمت، خلال اليومين الماضيين، بائع خضار من تعز واقتادت (4) شبان من وسط لوكندة شعبية في خور مكسر بتهمة "خلايا نائمة". وفي سياق استهداف المواطنين "مناطقياً" تداول ناشطون في ما تسمى ب"المقاومة الجنوبية" وثيقة تتضمن شروطاً لدخول "الشماليين المدينة"، منها ضرورة أن يكونا "رجل وامرأة." تداعيات الهجمات في عدن ، دفعت الهلال الأحمر الإماراتي إلى تعليق أعماله في المدينة إلى وقت غير معلوم، وفقاً لمصادر أمنية. وأشارت المصادر إلى أن أعضاء في الهلال الأحمر الإماراتي غادروا عدن عقب مقتل عدد من زملائهم في مقر الإدارة الإماراتية في عدن. كما انقطع التيار الكهربائي، أمس، بصورة مفاجئة، غير أن مصادر في مؤسسة الكهرباء أرجعت الانقطاع إلى أسباب تتعلق بانعدام الوقود وارتفاع في نسبة العجز. سياسياً، اتهم نائب رئيس شرطة دبي، ضاحي خلفان، جماعة "الإخوان" بالوقوف وراء الهجمات في عدن. وقال خلفان في تغريدة على صفحته في تويتر إنه لا يمكن لأية جماعة مسلحة من خارج عدن أن تنفذ تلك العمليات. الاتهامات والتلميحات تزامنتا أيضاً مع تهديدات أطلقها القيادي "الإخواني" نائف البكري، تناقلتها وسائل إعلام محلية، من هجمات جديدة قد تطال المدينة. والبكري أقيل مؤخراً من منصب محافظ عدن بضغوط إماراتية بعد أسابيع على تعيينه من قبل السعودية بصفته "قائداً للمقاومة" في عدن. وأعقب إقالة البكري اتهامات إماراتية صريحة ل"الإخوان" ببيع مواد الإغاثة في السوق السوداء تزامناً مع اختفاء 150 عربة مدرعة تابعة للقوات الإماراتية حينها.