أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن طيرانها نفذ، ليلة الأربعاء على الخميس، 22 طلعة في سوريا، وجهت خلالها ضربات إلى 27 موقعاً للإرهابيين. وقال المتحدث باسم الوزارة، اللواء إيغور كوناشينكوف، إن القاذفات الروسية هاجمت 8 مواقع للمسلحين في محافظة حمص، مما أسفر عن تدمير حصونهم بالكامل. وأضاف أن الطائرات الروسية وجهت ضربات على 11 منطقة تقع فيها معسكرات تدريب لتنظيم "داعش" في محافظتي حماة والرقة، وتم تدمير البنية التحتية الخاصة لتدريب الإرهابيين. من جهتها أعلنت هيئة الأركان العامة للجيش السوري، أمس الخميس، بدء قواته هجوماً واسع النطاق على مواقع الفصائل المسلحة لتحرير مناطق وبلدات تقع تحت سيطرتهم. وأكد العماد علي عبدالله أيوب، رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش السوري، أنه بعد الضربات الجوية الروسية التي خفضت القدرة القتالية لداعش "تنظم الدولة الإسلامية" والتنظيمات الإرهابية الأخرى، فقد حافظت القوات المسلحة السورية على زمام المبادرة العسكرية وشكلت قوات بشرية مزودة بالسلاح والعتاد كان أهمها الفيلق الرابع اقتحام. وأضاف أن القوات المسلحة السورية بدأت "هجوماً واسعاً بهدف القضاء على تجمعات الإرهاب وتحرير المناطق والبلدات التي عانت من الإرهاب وويلاته وجرائمه". فيما نقلت وكالة سانا الرسمية السورية عن مصدر عسكري قوله إن الطائرات الحربية الروسية بالتعاون مع القوات الجوية السورية تنفذ سلسلة ضربات جوية دقيقة على مجموعة من الأهداف لتنظيم "الدولة الإسلامية" في عندان والاتارب ودير حافر وغرب المصورة والباب بريف حلب، أدت إلى مقتل المئات من الإرهابيين وتدمير عشرات العربات المصفحة والآليات وراجمتي صواريخ "غراد" ومستودع ضخم للذخيرة. من جهته، قال مصدر عسكري سوري، الأربعاء، "بدأ الجيش السوري والقوات الرديفة عملية برية على محور ريف حماة الشمالي تحت غطاء ناري لسلاح الجو الروسي"، تستهدف "أطراف بلدة لطمين غرب مورك (حماة)، تمهيداً للتوجه نحو بلدة كفرزيتا" التي تتعرض منذ أيام لضربات روسية جوية. وكان الجيش السوري قد بدأ، الأربعاء، أكثر عمليات القصف كثافة منذ بداية الحرب الأهلية في البلاد، تمهيداً لعملية برية شمال محافظة حماة. وقال المصدر العسكري إن انطلاق العملية العسكرية سبقها جمع معلومات استطلاعية عن أماكن تواجد الإرهابيين، وأقدمت المدفعية على توجيه ضربات مكثفة على مواقع العدو بعد تحديد الأهداف، وذلك تمهيداً لهجوم قوات برية. وأشار المصدر نفسه إلى أنه قبل إطلاق العملية بأيام وجهت الطائرات الروسية ضربات دقيقة على مراكز قيادة ومخازن أسلحة ومعدات تابعة ل"الدولة الاسلامية" وتنظيمات أخرى تقاتل إلى جانب التنظيم بين محافظتي حماة وإدلب. تقدم للقوات السورية من جهتها أفادت مراسلة الميادين بأن الجيش السوري سيطر على قرية البحصة في سهل الغاب، متابعاً تقدمه في اتجاه المنصورة وذلك في العملية التي بدأها منذ صباح أمس، والتي جرى التمهيد لها بالقصف المدفعي وراجمات الصواريخ والإسناد الجوي الروسي. وكانت الطائرات الروسية شنت غارات على سهل الغاب في ريف حماه وسلسلة جبل الزاوية ودمرت نقاطاً لجيش الفتح. وترافق ذلك مع قصف الجيش السوري المنطقة ذاتها بالمدفعية وراجمات الصواريخ. كما شنت الطائرات الروسية سلسلة غارات على مراكز جيش الفتح في بلدة قرقور والشيخ سنديان في ريف حماه وسلسلة جب الأحمر في اللاذقية. يأتي ذلك فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس الخميس، أن أربع سفن حربية روسيّة في بحر قزوين أطلقت صواريخ على مواقع تشكّل بنية تحتية لتنظيم داعش في سوريا الليلة الماضية. وأضافت الوزارة في موقعها الإلكترونيّ أنّ الضربات أصابت منشآت لتصنيع القذائف والعبوات الناسفة ومراكز قيادة ومستودعات ذخيرة ومعسكرات تدريب تابعة لداعش. وكانت وزارة الدفاع الأميركية أعلنت أن طائرة للتحالف الأميركي اضطرت إلى تغيير مسارها أثناء تحليقها في الأجواء السورية تفادياً للاقتراب من مقاتلة روسية. سوريا تشيد بمصر بدوره شدد نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري، فيصل المقداد، في تصريح نقلته وكالة الأنباء السورية، الخميس، على ضرورة استعادة حرارة العلاقة السورية المصرية نظراً لوجود ما وصفه ب"عدو مشترك يهددهما وهو الإرهاب"، مرحِّباً ب"الموقف المصري الرافض لانتقاد العمل الروسي لمكافحة الإرهاب في سوريا"، وفق تعبيره. وجاءت مواقف المقداد بعدما صرح وزير الخارجية المصري، سامح شكري، بأن العملية الجوية الروسية في سوريا تهدف إلى "توجيه ضربة قاصمة لتنظيم داعش في سوريا والعراق، والقضاء على الإرهاب".