قال يوليوس قيصر حينما طعنه صديق عمره في المؤامرة الشهيرة عليه: "حتى أنت يا بروتس"؟ فطعنات الآخرين التي تلقاها يوليوس قيصر لم تؤثر فيه كما أثرت فيه طعنة بروتس الذي كان أقرب المقربين له، حتى أن الخنجر الذي طعنه به كان أهداه له في إحدى المناسبات.. ونحن في اليمن نقول للعربان الذين نسوا اليمن وتحالفوا مع أمريكا وإسرائيل والسعودية في العدوان على اليمن: "حتى أنتم يا عربان"؟ إن ما تقوم به السعودية من قتل لليمنيين وتدمير لمقومات الحياة في اليمن وصمت العرب على كل ذلك يدخل في نطاق الخيانة للعروبة وأصلها، وفي نطاق الانحراف عن البوابة الحقيقية للجهاد، فهل نسيتم اليمن أصل العروبة أيها العربان؟ وهل نسيتم أن قبلتكم الحقيقية في الجهاد هي فلسطين وليس اليمن؟ أم أنه المال السعودي الذي أعماكم عن كل هذا وجعلكم تحشدون قواتكم إلى اليمن لقتل اليمنيين؟ ثم ألم يكفِكم أيها العربان ما تقوم به السعودية من قتل وتدمير لليمن واليمنيين حتى ترسلوا قواتكم إلينا؟ بالأمس رئيس السلطة الفلسطينية وحركة حماس أعلنوا أنهم مع السعودية في عدوانها على اليمن، ونسوا أولاً أن الأولى بالجهاد والقتال هم الصهاينة الذين يستبيحون الأرض والعرض في فلسطين، وثانياً أعماهم المال السعودي حتى نسوا أن اليمنيين كان وما يزال لهم الدور الكبير في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وأن اليمنيين كانوا أول من أرسل الرجال لقتال الصهاينة وبعدهم جاءت مصر والسودان، واليوم ها هي موريتانيا تعلن استعدادها لإرسال جيش للقتال في اليمن بدلاً عن السعودية التي خافت من إرسال أبنائها للقتال في اليمن لأنها تعرف شجاعة وصلابة المقاتل اليمني، وأنهم لا يريدون أن يضحوا بأبنائهم فاشتروا جيوشاً مرتزقة ليقوموا بالدور بدلاً عنهم، ولا يهمهم سلامة هذه الجيوش أو عدم سلامتها، المهم سلامة أبنائها، أما الآخرون فلا يهم. ويمكنهم أن يضحوا بكل العرب في سبيل تحقيق أغراضهم وأهدافهم القبيحة في اليمن. أعتقد أن الدرس الأول الذي تلقاه بعض من أرسلتهم الإمارات إلى مأرب، والدرس الثاني لهم في عدن لم يصل إلى الموريتانيين بعد، وربما أنهم بحاجة إلى درس آخر سواء كان لجيشهم الذي سيرسلونه إلى اليمن أو لجيش آخر من المرتزقة الذين ترسلهم السعودية إلى اليمن، كما أن الموريتانيين لم يدرسوا التاريخ جيداً ولم يعرفوا ما حصل لكل من جاء إلى اليمن يحاول احتلالها.. وأقترح عليهم أن يسألوا المصريين على اعتبار أنهم كانوا آخر جيش تلقى دروساً في اليمن حين جاءوا في الستينيات من القرن الماضي وعادوا في توابيت الموت، ولقنهم أبناء اليمن دروساً في فنون الحرب والقتال، وكانت نكستهم في اليمن أهم أسباب هزيمتهم من الجيش الإسرائيلي لأنهم تركوا الجبهة الحقيقية وأتوا لليمن، فكان ما كان، وعلى الرئيس الموريتاني ألَّا ينجر وراء المال السعودي ويرسل أبناء بلده للموت في اليمن، وإذا كان ولا بد فعليه أن يرسلهم إلى فلسطين لقتال الصهاينة الذين يدنسون المسجد الأقصى ويعيثون في فلسطين الفساد وينتهكون الأعراض، كما أن على الموريتانيين أن لا يستجيبوا لقرار رئيسهم بإرسال أبنائهم إلى محرقة الموت في اليمن، ويجب عليهم أن يقنعوا هذا الرئيس الأحمق بالتدخل لوقف العدوان السعودي على اليمن ورفع الحصار عن الشعب اليمني الذي وقف مع موريتانيا في كل المراحل، وحتى لا يكون الجزاء كما فعل بروتس مع يوليوس قيصر، وحتى لا يجعلنا نقول: حتى أنتِ يا موريتانيا؟