عدة رسائل سياسية واضحة الملامح برزت فجأة على سطح الأحداث بعد الإعلان عن مفاجأة الرحلة السرية التي قام بها لموسكو الرئيس السوري بشار الأسد وفقا لما أعلنه الكرملين رسميا صباح أمس الأربعاء كما جاء في بيان بثته قناة روسيا اليوم. الرسالة الأهم أن الرئيس الأسد يستطيع اليوم مغادرة بلاده وهو مطمئن رغم اعتقاد الكثير من المراقبين السياسيين بان زيارة من هذا النوع غير ممكنة بدون تفاهمات روسية أمريكية خلف الأضواء. وكان بيان رئاسي سوري روسي مشترك أعلن أن الرئيس السوري بشار الأسد زار العاصمة الروسية أمس الأول حيث التقى الرئيس فلاديمير بوتين بحضور رئيس الوزراء ديميتري ميدفيديف ووزيري الدفاع والخارجية سيرغي شويغو وسيرغي لافروف. فيما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الرئاسة السورية أن "الأسد عاد إلى دمشق بعد هذه الزيارة" التي جاءت مفاجئة وخاطفة وفق مراسل الميادين في موسكو. وبحسب بيان مشترك صدر في الوقت نفسه عن الكرملين والرئاسة السورية فإن الأسد وبوتين ناقشا استمرار العمليات العسكرية الروسية في سوريا وبحثا استمرار القتال ضد الجماعات الإرهابية هناك. وأضاف البيان أن بوتين أبدى للأسد استعداده للمساعدة في العمليتين العسكرية والسياسية في سورية وأنه سيجري اتصالات مع قوى دولية أخرى لبحث التوصل إلى حل سلمي. من جهته أعرب الأسد عن بالغ امتنانه لما تقدمه روسيا من مساعدات مؤكداً أن الدعم الروسي حال دون حدوث سيناريو مأساوي في سوريا وتوسع الإرهاب. وإذ شدد الرئيس السوري أن الإرهاب يشكل عائقاً أمام الحل السياسي في سورية قال الأسد إن أي عمل عسكري يفترض أن تليه خطوات سياسية مؤكداً أن الشعب السوري بأكمله يريد المشاركة في تقرير مستقبل البلاد. من جهتها ونلقت قناة "روسيا اليوم"، تصريحات المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف قال فيها، إن الرئيسين بوتين والأسد ناقشا خلال لقائهما بموسكو التي وصلها الأخير الثلاثاء، المسائل المتعلقة بمتابعة العملية الجوية الروسية في سورية. وأشار بيسكوف إلى مشاركة عدد من كبار المسؤولين في الحكومة الروسية في المباحثات، التي وصفها بأنها كانت "طويلة بالقدر الكافي"، وتناولت عمليات الجيش السوري والتعاون في "مكافحة الإرهاب". ولفت المتحدث إلى اطلاع بوتين على معلومات مفصلة حول آخر تطورات الوضع في سوريا. +++المقداد من جانبه أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن سوريا ليست لقمة سائغة لا للقطريين ولا للسعوديين ولا للأتراك محذراً من أن رد دمشق سيكون قاسياً في حال أي عدوان عليها. وقال المقداد في حديث مع قناة الميادين رداً على تصريحات وزير الخارجية القطري "إذا نفذت قطر تهديداتها بالتدخل عسكرياً في سوريا سنعتبر ذلك عدواناً مباشراً" مضيفاً أن دور الدوحة والرياض وأنقرة كان واضحاً في تدمير سوريا. وأكد المقداد أن "سوريا ستستمر بالدفاع عن الشرعية الدولية بوجه من يدعم القتلة والإرهاب". وكان وزير الخارجية القطري خالد العطية قال في مقابلة مع "سي ان ان" إن بلاده لا تستبعد إعادة النظر في الخيار العسكري في سوريا كما أنها لا تستبعد أي عرض مع السعودية وتركيا في سبيل تحقيق ذلك.