انقضى يوم عاشوراء، وانتهت المناسبة بإقامة مسيرة للحوثيين وأتباع الإمام الحسين، عليه السلام، واجتماع البعض في البيوت لتذكُّر معركة كربلاء التي خاضها الحسين مع يزيد بن معاوية.. وانتصر فيها دم الحسين على سيف يزيد، ولتذكر المظلومية والعطش الحسيني.. ولمن لا يعرف فقد ذُبح الإمام الحسين ظامئاً بعد أن منعوه من الماء. انتهت المناسبة، وأطلَّ الكثيرون من نوافذ الفيس بوك والتويتر للإساءة للحوثيين، واليمنيين بشكل عام. إذ قام الكثير منهم بنشر صور لأشخاص يجلدون أنفسهم بالسكاكين والسلاسل، والدماء تغمر أجسادهم، وعلَّقوا على هذه الصور بأنها للحوثيين، وأنهم يقومون بهذا الفعل في يوم عاشوراء حزناً على الحسين.. ونسي هؤلاء المأجورون أن هذه الأفعال ليست من ثقافة اليمنيين، إذ لا يقوم بالتطبير إلا أهل باكستان والهند بشكل كبير، والتطبير هو أن يجلد الشخص نفسه في هذه المناسبة بأشياء حادة تخدش الجلد وتسيل الدم. الحوثيون زيود، والزيود ثقافتهم مختلفة عن الثقافات الأخرى.. حتى في إيران لا يقوم الشيعة كلهم بهذه الأفعال. فإذا افترضنا أن الحوثيين يمشون على نهج السيد حسن نصر الله، فإن أصحاب نصر الله لا يضربون أنفسهم في عاشوراء، وإنما يتذكرون مآسي كربلاء ويبكون ويطبخون الطعام ويوزعونه، ويرددون الأناشيد البكائية في مجالس العزاء.. ومحال أن يقوم اليمنيون بهذه الأفعال.. وقد خرج الآلاف في مسيرة عاشوراء بصنعاء، يوم أمس الأول، ولم يحدث من هذه الأشياء ما يوجب خديعة الناس بالصور الأجنبية التي يزعمون أنها في اليمن. البعض من هؤلاء المأجورين قام بعمل صور فوتشوب، لأشخاص يجلدون أنفسهم في باب اليمن، قلب صنعاء، ولو حدث ذلك حقاً لقامت القنوات السعودية بتغطية الحدث كما يجب. الحوثيون أصحاب فكر، فقارِعُوهم بالفكر، أو فاتركوا هذا السخف الذي لا يدل سوى على العجز والارتزاق.