رجع هادي أو لم يرجع، عادت حكومة بحاح أو لم تعد، جلس اليمنيون على طاولة المفاوضات أو فضلوا المتارس وسيلة لحل خلافهم، قبلوا بالقرار 2216 أو تحفظوا عليه، اتفقوا على آلية تنفيذه أو انتصر شيطان التفاصيل، المهم هو: ما موقع العدوان السعودي الحقير وتحالفه في مسار المفاوضات على طاولة الدعوة الأممية؟؟ اختزال القضية في مجرد الصراع بين الأطراف اليمنية وإدراج ملف العدوان ضمن أجندة أحد الأطراف ليس أكثر من تغطية على جرائم العدوان وإخراجه عن طبيعته كاعتداء مسلح من دولة على دولة أخرى وإعفاء المعتدين من تبعاته وأي مفاوضات لا تتحمل فيها مملكة العدوان المسؤولية عن دماء أطفالنا ونسائنا التي سفكتها وعن بلادنا التي دمرتها لن تكون طريقا لسلام مستقبلي أبدا أيا كانت القوالب القانونية والسياسية التي أفرغت فيها واستندت إليها، وأيا كانت الأطراف التي اتفقت عليها، هذا في حال أمكن اتفاق كهذا نظريا يمكن للمملكة أن تجعل هادي في أي وقت يطلب منها وقف العمليات الجوية والبحرية ومنحه فيلا في جدة فتقوم بتنفيذ ذلك على اعتبار أنها كانت تقوم بمساعدة السلطة الشرعية وتحت هذه اليافطة تستطيع الانسحاب من المعركة بنفس الطريقة التي دخلت بها، لكننا نعرف أنه ليس لهادي مشروعية قتلنا ولا قرار إرسال طائرات التحالف لقصف بلادنا وإنما هو ومشروعيته وجوقة المرتزقة في فندق النارسيس مجرد أدوات وخدم في بلاط الصبية الذين يشنون هذه الحرب القذرة على كل شيء في بلادنا منذ ما يقارب العام، هذه الطريقة في وقف الحرب يمكن أن تكون مادة للاستهلاك الآسن على شاشة الجزيرة والحدث ليس إلا أما على الأرض فإن طريق الخروج الوحيدة من هذا العدوان هي تحمل المملكة تبعات عدوانها وكل مفاوضات لا تضع انتصافنا من المملكة على طاولتها فلن تثمر سلاما أبدا.