يقفون جهاراً نهاراً، وبالأيدي والألسن والقلوب في صف العدوان السعودي الأجنبي على اليمن، كحال مواقف فروع تنظيمهم الدولي مع التدخلات السياسية والعسكرية الأجنبية على أوطانهم في سوريا والعراق وليبيا.!! حيثما حلت وطلت فصائل جماعة الإخوان المسلمين تتوفر أحصنة طروادة، وقناطر للدخلاء والأجانب، بيد أن اليمن أعطتهم أكثر من غيرها، وفرطوا بها أكثر من غيرهم، على حساب الدولة والوطنية والثورة والوحدة والحرية.. (إنهم العجز الذي يقتفي أثر الكيان السعودي بانتهازية لا مثيل لها!). العبارة للكاتب "محمد ناجي أحمد"، أحد أبرز الباحثين المتمرسين بشئون التاريخ اليمني الحديث، ويتابع متحدثا عن تاريخ هذه العلاقة المشبوهة: (كان موقف الإخوان المسلمين كأفراد: شمالا وجنوبا في اليمن ضد الثورة اليمنية، فهم في الشمال كانوا ضمن حركة الأحرار اليمنيين ضد التدخل المصري ومع المصالحة الملكية السعودية، وفي الجنوب كانوا كرموز -باستثناء طرموم- متهاونين مع الاستعمار، وبعضهم انخرط مع الجبهة القومية قبل أن يؤطروا كإخوان مسلمين.. في الشمال كان يحيى الفسيل في جبهة الملكيين، وكذلك كان اليدومي الأب والابن، وكان الزنداني وحركة الإخوان المسلمين في الشمال يقومون بدور المرجفين، الذين نفذوا العديد من العمليات التفجيرية في حصار صنعاء، وبثوا الإشاعات والدعاية لصالح الملكيين، وبشروا بانتصارهم! حتى أن يحيى الفسيل أفتى بعدم صحة صلاة من صلى وفي جيبه ريال جمهوري! طبعا بعد ذلك بعقود أنكرها الفسيل كما فعل عبدالوهاب الديلمي مع فتوى "قتل المتمترسين" التي أطلقها في حرب 94م ! منهج الإخوان المسلمين في اليمن كما يرددون دوما أنه دعوي تربوي سلمي، ومع ذلك فهم منذ تأسيسهم منتصف الستينيات، بل قبل ذلك حين كانوا أفرادا بانتماء إخواني -يقفون ضد نظام السلال لأنه في صراع مع آل سعود، وينفذ السياسة الناصرية اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا. وفي ظل جمهورية 5 نوفمبر 1967م لم يبدأ الفراق بينهم وبين حكم القاضي الإرياني إلاّ حين ضاقت السعودية وأدواتها المحلية بالذاتية اليمنية للقاضي الإرياني عام 1973م، بمعنى؛ كانت الذاتية اليمنية تخدم مملكة آل سعود في مرحلة صراعها مع المد القومي الناصري، ثم أصبحت سقفا مزعجا في مرحلة تالية لها. وفي مرحلة الرئيس المقدم إبراهيم الحمدي، بدأ حكمه بمد يده لهم لكنهم غاضبوه وانحازوا للقبيلة السياسية متجهين نحو خولان وخمر، وكان لعبدالمجيد الزنداني وعبدالملك الطيب اليد الطولى في هذا الطريق، منفذين لسياسة آل سعود في ضرورة القضاء على الحمدي ومن حالفه من القوميين واليساريين). مرورا بموقفهم ضد الوحدة ثم معها، وصولا إلى ممارساتهم خلال الربيع العربي.. يتجلى بأكثر مما ينبغي أن كل القيم القيمة لا تمثل بحال عناصر بنيوية في المنظومة المبدئية لهذه الجماعات الأشبه بالجاليات الأجنبية في بلدانها، بقدر ما تشكل السلطة والمصالح الانتهازية الخاصة ملامحها السياسة البرجماتية في كل بلد وفي كل مرحلة.