نفذت القوة الصاروخية اليمنية، أمس، مذبحة تاريخية في صفوف الغزاة ودمرت معسكراً كاملاً بجيوشه وعتاده في منطقة (شعب الجن) جنوب مضيق باب المندب الذي تحول في لحظة يمانية إلى باب جهنم. وقال ل"اليمن اليوم" الناطق الرسمي للقوات المسلحة العميد شرف لقمان: إن القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية أطلقت، منتصف ليل أمس الأول "الأحد"، صاروخا بالستيا نوع توشكا، على مركز عمليات العدو في منطقة "شعب الجن" بباب المندب، غرب تعز، وأصاب الصاروخ هدفه بدقة مخلفاً مئات القتلى والجرحى من قوى الغزو والمرتزقة التابعين لهم. وفيما اعترفت قيادة حلف العدوان أمس بمصرع قائد العمليات الخاصة السعودية في اليمن، العقيد ركن عبدالله السهيان، والعقيد الركن في القوات المسلحة الإماراتية، سلطان بن محمد الكتبي، خلال ما وصفه تحالف العدوان بعملية "تحرير تعز"، إلا أن ذات التحالف تكتم عن ذكر عدد القتلى من المرتزقة وجنسياتهم، كما تكتم عن أداة القتل "صاروخ توشكا" لإدراكه حجم الفضيحة وما يعنيه بقاء القوة الصاروخية البالستية اليمنية بهذا الشكل رغم آلاف الغارات طيلة 9 أشهر. وفي تفاصيل العملية أوضح الناطق الرسمي للقوات المسلحة العميد شرف لقمان أن معلومات استخبارية دقيقة حصلت عليها وحدات الاستخبارات في الجيش واللجان كشفت عن مخطط لقوى العدوان بتنفيذ هجوم كبير يهدف إلى احتلال جبال ومعسكر العمري ومدينة ذباب والشريط الساحلي الممتد من باب المندب مرورا بذباب ووصولاً إلى المخا، تحت غطاء جوي وبحري مكثف وبالتزامن مع زحوفات أخرى كبيرة للمرتزقة صوب "الشريجة" و"الوازعية" و"حيفان"، التي عجزوا عن تحقيق أي تقدم فيها طوال 30 يوماً منذ إعلان حلف العدوان بدء عملية احتلال تعز. وتتمركز قوات الغزاة ومرتزقتهم في جزء من الشريط الساحلي لباب المندب من جهة الجنوب. وأشار لقمان في سياق حديثه ل"اليمن اليوم" إلى أن هذا المخطط كان من المفترض تنفيذه صباح أمس الاثنين -استباقاً للهدنة- والقوات والمعدات العسكرية كانت جاهزة ومتواجدة في معسكر الغزاة بمنطقة "شعب الجن" المحاذية لمديرية الصبيحة محافظة لحج، مؤكداً أن صاروخ التوشكا الذي أطلقته الوحدة الصاروخية في الجيش واللجان استهدف مقر قيادة عمليات الغزاة أثناء اجتماعهم لوضع اللمسات الأخيرة لمخطط الهجوم الكبير، وحقق الصاروخ هدفه بدقة. وأضاف: "التجمع كان مرصوداً وكانت ضربة معلم". وبخصوص إحصائية وجنسية القتلى من المرتزقة والمعدات العسكرية التي دُمرت خلال العملية، أفاد لقمان بأن الإحصائيات الأولية تشير إلى مصرع 159 من الغزاة والمرتزقة وإصابة المئات، متوقعاً أن يتجاوز عدد القتلى المائتين كون عملية الإغاثة من قبل قوات العدو استمرت حتى عصر أمس وهناك عشرات الجثث متفحمة وأخرى تحولت إلى أشلاء، لافتاً إلى أن في مقدمة القتلى قائد العمليات الخاصة السعودية وقائد القوات الإماراتية وقائد كتيبة مرتزقة ال"بلاك ووتر" وقائد المرتزقة المحليين في جبهة باب المندب، وقائد كتيبة المرتزقة السودانيين، وضباطا وجنودا سعوديين وإماراتيين وسودانيين ومغاربة، بخلاف المرتزقة المحليين. وأكد أن الضربة أسفرت عن تدمير 3 مروحيات أباتشي وأكثر من 40 آلية عسكرية، وإعطاب 3 منظومات (باتريوت)، بالإضافة إلى تدمير مباني مقر قيادة العدوان. في غضون ذلك، أفادت مصادر "اليمن اليوم" بأن قوة كبيرة من مرتزقة العدوان بقيادة قائد العمليات الخاصة السعودية في اليمن، العقيد ركن عبدالله السهيان توجهت أمس الأول من معسكرات الغزاة بمحافظة عدن إلى "شعب الجن" القريبة من "باب المندب"، مشيرة إلى أن هذه القوة مكونة من عشرات المدرعات والدبابات والأطقم العسكرية. وأوضحت المصادر أن مقر قيادة عمليات الغزاة في شعب الجن يستخدمونه لرفد الجبهات في مختلف المحاور بمحافظتي تعزولحج ومن هذا المقر يتم التخطيط والتوجيه بتنفيذ عمليات الزحف صوب تعز. وطبقاً للمصادر فإن العقيد السهمان لقي مصرعه مباشرة مع قائد معسكر المرتزقة المحليين في باب المندب صالح محمد الصبيحي وقائد كتيبة البلاك ووتر وقائد كتيبة المرتزقة السودانيين، الذين تفحمت جثثهم بشكل كامل، فيما أصيب العقيد الركن في القوات المسلحة الإماراتية، سلطان بن محمد الكتبي، بإصابة بليغة تم على إثرها نقله جواً مع عشرات المصابين إلى أريتريا حيث تتواجد القاعدة البحرية للمرتزقة، غير أن إصابة العقيد الكتبي لم تسمح له بالبقاء حياً وتوفي في أريتريا. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر في الاستخبارات إن 7 مروحيات نقلت جرحى الغزاة والمرتزقة وتوزعت ما بين السعودية وأريتريا. فيما أفاد الصحيفة شهود عيان ومصادر أمنية في ذباب ومناطق السقيا ورأس العارة بمحافظة لحج ومدينة عدن أن طائرات ومروحيات العدو استمرت في التحليق ذهابا وإياباً إلى موقع القصف في "شعب الجن" لأكثر من 3 ساعات فيما هرعت سيارات الإسعاف لنقل ما تبقى من المصابين إلى مستشفيات عدن ورأس العارة، وقدرت مصادر أمنية عدد الجثث المتفحمة التي وصلت إلى هذه المستشفيات بأكثر من 150 جثة، فيما غادرت السفن والبوارج الحربية التابعة للغزاة مواقع تمركزها بالقرب من السواحل اليمنية، خوفاً من تعرضها لضربات صاروخية. ومساء أمس ذكرت قناة "المسيرة" التابعة لجماعة أنصار الله "الحوثيين" أن عددا من المرتزقة المغاربة قتلوا في العملية النوعية بباب المندب. ونقلت القناة عن مصدر عسكري القول إن 12 من القوات الخاصة المغربية المشاركين في تحالف العدوان السعودي على اليمن قتلوا في القصف على مقر قيادة عمليات الغزاة في باب المندب، مشيرة إلى أنه تم التعرف على جثث 23 سعوديا و9 إماراتيين و7 ضباط مغاربة فيما توفي 5 مغاربة متأثرين بجراحهم. وأكد المصدر مصرع قائد كتيبة مرتزقة بلاك ووتر الأمريكية وهو كولومبي الجنسية ويدعى "كارل"، مشيراً إلى أن من بين قتلى "بلاك ووتر" مرتزقا أمريكيا يدعى "جورج إدغر ماهوني" الذي يعد أحد المتورطين في الجرائم التي ارتكبتها شركة "بلاك ووتر" في حق الشعب العراقي إبان الاحتلال الأمريكي للعراق. وتناقلت وسائل الإعلام التابعة لحلف العدوان أمس وصول جثمان قائد العمليات الخاصة السعودية في اليمن، العقيد ركن عبدالله السهيان، إلى القاعدة الجوية في الرياض ليتم نقله مساء إلى منطقة الجوف السعودية لدفنه هناك، فيما دُفن جثمان قائد القوات الإماراتية، سلطان بن محمد الكتبي، في مسقط رأسه بالإمارات. واعترف الإعلام السعودي أن الصريع السهيان كان توجه أمس الأول من عدن إلى باب المندب على رأس قوة كبيرة مكونة من 147 جندياً و16 دبابة . ويأتي مقتل العقيد السعودي بعد يومين من تكريمه بدرع الشجاعة من قبل الفار عبدربه منصور هادي. يذكر بأن الجيش واللجان الشعبية كانوا قد أطلقوا صاروخ توشكا في الرابع من سبتمبر المنصرم على معسكر المرتزقة في منطقة صافر محافظة مأرب ونتج عن ذلك مقتل وإصابة المئات من المرتزقة وتدمير مروحيات أباتشي وعدة عربات عسكرية. المواجهات الميدانية من جهة أخرى وفي سياق المواجهات الميدانية بين الجيش واللجان الشعبية وبين مرتزقة العدوان في مختلف المحاور بمحافظتي تعزولحج، أفادت مصادر عسكرية ل"اليمن اليوم" أن الجيش واللجان الشعبية تصدوا أمس لمحاولات زحف جديدة لمرتزقة العدوان في مديرية القبيطة محافظة لحج "المحور الشرقي". وأوضحت المصادر أن مجموعة من مرتزقة العدوان حاولوا أمس التقدم من كرش والحويمي صوب بوابة الشريجة، فيما نفذت مجاميع أخرى محاولات لاستعادة المناطق التي سيطر عليها الجيش واللجان أمس الأول في "المغنية" و"حنفات"، غرب كرش، غير أن محاولاتهم باءت بالفشل وعادوا أدراجهم بعد أن تكبدوا خسائر في الأرواح والمعدات. وفي اعتراف بمدى الخسارة البشرية التي يتعرض لها المرتزقة على أيدي الجيش واللجان، أعلنت أمس ما تسمى ب"المقاومة" في لحج حاجتها الماسة ل"500 مقاتل" لسد النقص الحاصل في جبهة "كرش- الشريجة". وجاء في الإعلان "مطلوب من أبناء ردفان ويافع 500 مقاتل وعلى من تتوفر لديه الرغبة وهو مسلح التواجد أمام الجامع الكبير بالحبيلين عند الساعة العاشرة صباحاً ،كون جبهات كرش محتاجة لهم لتخفيف الضغط على المقاتلين هناك". وفي المحور الغربي "ذباب- الصبيحة" قال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري إن مرتزقة العدوان جددوا أمس المحاولات للزحف صوب معسكر العمري، مشيراً إلى أن قوة الإسناد المدفعية والصاروخية للجيش واللجان تصدت لهم بقوة في مثلث العمري ونتج عن ذلك تدمير عربة مدرعة واحتراقها مع طاقمها بالإضافة إلى مصرع وإصابة عدد أخرى من المرتزقة وفرار البقية. كما تمكنت قوات الجيش واللجان الشعبية من تدمير آلية أخرى بقصف صاروخي استهدف تجمعاً للمرتزقة في جبل الشبكة بذباب. المحور الجنوبي "الوازعية" هو الآخر شهد محاولات زحف جديدة لمرتزقة العدوان لتخفيف الضغط على المرتزقة المتمركزين في منطقة الشقيراء، مركز مديرية الوازعية، وأيضاً لإيقاف تقدم الجيش واللجان الذين باتوا على مشارف حدود لحج. وطبقاً للمصادر فإن المرتزقة فشلوا في تحقيق أي تقدم ولاذوا بالفرار جراء ضربات الجيش واللجان التي أوقعت فيهم قتلى وجرحى وتدمير آليات عسكرية لهم. واختتم العدوان أمس يومه الثلاثين على مشارف محافظة تعز من الشرق والغرب والجنوب، دون تحقيق أي انتصار ميداني عدا خسائر يومية بين صفوفه وفي معداته.
