دان مصدر مسؤول في المؤتمر الشعبي العام إقدام قوات العدوان السعودي على خرق هدنة وقف إطلاق النار التي دعت إليها الأممالمتحدة والمتزامنة مع انعقاد مشاورات سويسرا لحل الأزمة اليمنية . وكان العدوان وبعد ساعات من سريان الهدنة التي أعلنتها الأممالمتحدة صباح أمس شنت سلسلة غارات جوية في مأربوذماروتعز. وقال المصدر ل"المؤتمرنت": إن إقدام طيران العدوان السعودي على خرق وقف إطلاق النار بالقيام بعدة غارات على كوفل والمشجح بمديرية صرواح مأرب، وكذا عدة غارات على مدينة المخا، ومنطقة واحجة بباب المندب وغارات أخرى على شركة النفط في محافظة ذمار، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى، وكذا خرق مرتزقته للهدنة بعملية قصف الجحملية بمدينة تعز، والشريجة في القبيطة لحج بعد ساعات من بدء سريان الهدنة المفترضة؛ يؤكد حقيقة سعي تحالف العدوان الذي تقوده السعودية إلى إفشال الهدنة ووضع العراقيل أمام نجاح مشاورات سويسرا لحل الأزمة اليمنية والتي تنعقد برعاية الأممالمتحدة . ودعا المصدر المجتمع الدولي وفي مقدمته الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه الشعب اليمني ووقف ممارسات العدوان السعودي والضغط عليه للالتزام بوقف إطلاق النار بما يسهم في إنجاح مشاورات سويسرا لحل الأزمة اليمنية وإفساح المجال أمام إيقاف كامل ودائم للعدوان ورفع الحصار الجائر على الشعب اليمني واستئناف العملية السياسية بين المكونات اليمنية وحل الأزمة عبر الحوار والطرق السلمية . وكان المتحدث باسم وفد المؤتمر الشعبي العام المشارك في مشاورات سويسرا رحب بدعوة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في جلسة افتتاح المشاورات صباح أمس إلى وقف إطلاق النار باعتبارها خطوة هامة لإنجاح المشاورات ومعالجة كافة القضايا الإنسانية والأمنية والعسكرية لتحقيق سلام دائم ولرفع المعاناة عن الشعب اليمني بكافة صورها. كما دعا المؤتمر الشعبي العام كافة الأطراف إلى الالتزام بوقف إطلاق النار بصورة كاملة ودائمة. ويمثل وفد القوى الوطنية في المشاورات "المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله" فيما تمثل حكومة الفار هادي، العدوان. وشهدت مختلف جبهات القتال منذ سريان الهدنة التاسعة صباحاً أمس التزاما تاما من قبل الجيش واللجان الشعبية بوقف إطلاق النار بما في ذلك جبهات القتال في جيزان ونجران وعسير، ولكن مع إبقاء اليد على الزناد في حال واصل العدوان خروقاته -وفق ما أكده ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري. وفي المساء، خرق تحالف العدوان السعودي ومرتزقته اتفاق الهدنة بغارات جوية في مأرب وأخرى في تعز، فضلاً عن خرق ميداني من قبل المرتزقة في تعز والقبيطة بلحج. وكانت المشاورات انطلقت صباح أمس بجلسة افتتاحية. وأكد المتحدث باسم الأممالمتحدة أحمد فوزي "أن المشاورات تهدف إلى إرساء وقف إطلاق نار دائمة كما أنها تسعى أيضاً إلى تحسين الوضع الإنساني والعودة إلى انتقال سياسي سلمي ومنظم. من جهته وصف المبعوث الأممي إلى بلادنا إسماعيل ولد الشيخ- المسير للمشاورات ووقف إطلاق النار- المشاورات ب"المرحلة الحاسمة" تمهيداً لإقرار "سلام دائم" في هذا البلد، حسب ما جاء في بيان صادر عن الأممالمتحدة أمس. ودعا ولد الشيخ كل الوفود إلى التقيد الكامل بوقف إطلاق النار الذي يجب أن يكرس إنهاء أعمال العنف في اليمن، مضيفاً: "إن إقرار السلام ضرورة أساسية لإعادة إعمار اليمن والتعامل مع تداعيات الحرب والعودة إلى الحياة الطبيعية في كامل المحافظات وإعادة تشغيل العجلة الاقتصادية". وأضاف ولد الشيخ أحمد أن خبراء من الأممالمتحدة يعملون مع الوفود للتوصل إلى اتفاقات تسهل وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن. الجدير بالذكر أن السعودية أفشلت جميع الجهود الأممية التي نسقت لها سلطنة عمان لوقف القتال والجلوس على طاولة المفاوضات، وها هي تعمل اليوم بخرق اتفاق وقف إطلاق النار إلى إفشال المشاورات مرة أخرى. ففي 25 أبريل –بعد شهر من العدوان- عين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مبعوثاً أممياً إلى اليمن، خلفاً للمغربي جمال بنعمر الذي أقيل بضغوط سعودية جراء تصريحاته التي حمل فيها السعودية مسؤولية إجهاض الاتفاق السياسي لحل الأزمة اليمنية. من حينها بدأ ولد الشيخ أحمد جهوده لإعادة السلام بزيارات بين صنعاء والرياض التقى خلالها ممثلين من الأطراف المختلفة، وفي 20 مايو أعلنت الأممالمتحدة أنها سترعى محادثات سياسية بين الأطراف اليمنية في ال28 من الشهر نفسه، ثم تأجلت إلى يونيو بضغوط سعودية. وفي 14 و15 انطلقت الجولة الأولى من المحادثات المعروفة ب(جنيف1) وسرعان ما انفضت بالفشل، حيث لم يلتزم تحالف العدوان بوقف غاراته، ووفق تقارير دولية نشرت في حينها فإن السعودية كانت ترى في نجاح المفاوضات "ضربة قاسية لها كونها لم تحقق أي شيء يذكر من أهدافها المعلنة من حربها على اليمن". وتحت توهمها على قدرتها تحقيق انتصارات ميدانية ظلت السعودية تعرقل الجهود الدولية وأبرزها مشاورات مسقط، وتأجيلها مشاورات جنيف لمرتين قبل أن تخضع الآن مع تزايد الضغوط الدولية مع تنامي وسيطرة التنظيمات الإرهابية (داعش والقاعدة) في مناطق الجنوب التي انسحب منها الجيش واللجان الشعبية، فضلاً عن الضغوط الميدانية التي وصلت أطراف مدن رئيسية في قطاعات نجران وجيزان وعسير وسقوط نسقها الدفاعي الأول ومعظم النسق الدفاعي الثاني وسيطرة الجيش واللجان الشعبية على الشريط الحدودي بطول 70 كيلومترا وعمق 15كيلومترا.