العدو السعودي قرر إنشاء تحالف إسلامي لمحاربة الإرهاب مكون من 35 دولة عربية وإسلامية..ورغم أن هذا القرار قريب العهد، فإنه لفرط قربه غامض وغير واضح، إلا من حيث إن عددا من الدول التي سماها العدو السعودي ضمن تحالفه لم تقبل بهذا التحالف، وإلا من حيث إنه يصعب تصور العدو السعودي وهو في حالة حرب مع الإرهاب، واستحالة أن تكون قطر أو السودان مثلا عدوتين للإرهابيين.. قالوا إن هذا التحالف إسلامي، سني، فلماذا دخلت فيه البحرين وهي ذات أغلبية شيعية، ولم تدخل فيه العراق وهي أيضا مثل البحرين أغلب سكانها يدينون بالمذهب الشيعي، وما دخل لبنان، وهي ذات أغلبية مسيحية؟ الأمر يتعلق بالدول الحميمة لدى العدو السعودي، فهذا العدو قرب دولة واستبعد أخرى، والهدف من هذا التحالف هو حماية العدو السعودي، وتحسين صورته القبيحة أمام العالم.. السعودية هي الينبوع الكبير للإرهاب، وتستطيع أن تكون "نبعه" وتقضي على الإرهاب بمفردها دون حاجة لمعونة دول أخرى، تستطيع مملكة الوهابية القضاء على الإرهاب بسد ينبوعه، وهو الوهابية، أما هذا التحالف فهو من قبيل حملة العلاقات العامة لتحسين الصورة.. لقد تعرضت مملكة الوهابية لهجمات سياسية وإعلامية لا سابق لها، بعد هجمات باريس الإرهابية والهجمات الأخرى في بريطانيا وبلجيكا والولايات المتحدة، ولأول مرة يخرج مسئولون أوربيون كبار يطالبون السعودية بتحجيم الوهابية وعدم تصديرها إلى الغرب، وهذا التحالف جاء رد فعل لتلك الهجمات، هذا أولا، ثم- وهذا ثانيا- العدو السعودي بات يشعر أن الدب الروسي غاضب، ويمكن أن يضرب في أي وقت داخل السعودية، ولن يعدم الذرائع، فلجأ العدو السعودي إلى تأطير نفسه بهذا العدد الكبير من الدول، لحماية نفسه من أي هجوم محتمل، وثالثا هذا التحالف لجأ إليه العدو من أجل تقوية عدوانه العسكري على الشعب اليمني.. أما حكاية محاربة الإرهاب فهي خرافة، لأن السعودية ينبوع الإرهاب، ومشيخته، ومصدر تمويله، وقطر هي الأخرى أكبر داعم للإرهاب في الشام وليبيا واليمن، وباكستان مثلها مثل السودان لا يمكن أن تكون طرفا في أي حرب على الإرهاب، ناهيك عن دول إسلامية أعجمية معروفة بدعم الإرهاب..وكما قلنا قبل، تستطيع السعودية وحدها القضاء على الإرهاب، من خلال القضاء على الوهابية، ولكن هذا غير وارد، وغير ممكن أيضا لأن آل سعود وآل الشيخ الوهابي هما الأساسان اللذان بنيت عليهما هذه المملكة من البداية.. يود سعوديون التخلص من الوهابية، وهذا مطلب قديم، لكن لم يتحقق، ولن يتحقق، لأن الوهابية هي المؤسسة الثانية القوية بعد مؤسسة النفط، وقبل مؤسسة آل سعود، وتستطيع خلق مشكلة كبيرة خلال ساعات أو فتوى واحدة من شيوخ الوهابية.