أكد زعيم جماعة أنصار الله عبدالملك الحوثي مواصلة التصدي للعدوان بكل قوة والسير بكل عزيمة لتحرير كل شبر يمني وقع تحت سيطرتهم. جاء ذلك في كلمة متلفزة أمس بمناسبة ذكرى المولد النبوي وخصصت لها جماعته شاشات عملاقة داخل ملعب الثورة الدولي بالعاصمة صنعاء الذي امتلأت مدرجاته وأرضيته بعشرات الآلاف من المشاركين في الاحتفالية. وقال عبدالملك الحوثي بعد أن أسهب في سرد عظمة المناسبة "ذكرى المولد النبوي" أنه "لا مجال للهوان أمام عدوان غاشم دخل شهره العاشر وأنه مهما بلغت التحديات ومهما قيل عن تطورات ميدانية هنا أو هناك، كما حصل في بعض أجزاء من مأرب والجوف، فإننا والقوى الوطنية على كامل الاستعداد والجهوزية لصد العدوان وأن ما دون ذلك هو الاستعباد وهذا ما لن يكون". وتابع: "لقد حشدوا المرتزقة من كل أصقاع العالم، بلاك ووتر والجنجويد، بتاريخهم السيئ وسجلهم الحافل بالمجازر، والهدف يفوق مسألة احتلال أراضينا إلى سلب حريتنا وكرامتنا واستعبادنا"، لافتاً إلى الغزاة ومرتزقته في باب المندب "لقد خلط توشكا دماءهم، سعوديين، أمريكيين، إماراتيين، جنجويد، قاعدة وداعش، ليؤكد أن هذه الدول والجماعات التكفيرية والمرتزقة والمجرمين من كل بقاع الأرض هم شيء واحد". وأضاف: "إنها معركة الدفاع عن الأرض والعرض والدين وسنواجههم جيل بعد جيل". داعياً كافة القوى الوطنية إلى مضاعفة الجهود وتعزيز الخيارات الاستراتيجية الرادعة للعدو. وقال: "إن بلاك ووتر الأمريكية هي وجه أمريكا ومشروعها المشترك مع داعش والقاعدة في المنطقة وهي مافيا المخدرات والمتوحشون التكفيريون وهي حقوق الإنسان على الطريقة الأمريكية وهي الديمقراطية التي تعدنا بها أمريكا." ولفت إلى المشهد في المحافظات الجنوبية وتمكين العدوان لأدواته الإرهابية (داعش والقاعدة) وتعميم الفوضى قائلاً بأن هذا هو النموذج الذي يريدونه لليمن ككل. وقلل من أهمية الدور الذي تلعبه الأممالمتحدة من خلال المشاورات لوقف العدوان وحل الأزمة، كاشفاً عن الدور السلبي الذي لعبته أمريكا في مشاورات سويسرا الأخيرة. وقال: "الأممالمتحدة أداة بيد أمريكا ولا يمكنها أن تعمل بما لا تريده أمريكا ولا يمكننا من جهتنا الرهان عليها لوقف العدوان". مضيفاً: "السفير الأمريكي يتصل إلى سويسرا ويقول كفى مفاوضات.. وكفى..". وفي حشد غير مسبوق، وبخلاف الاحتفالات الجماهيرية التي شهدتها عدد من المحافظات، اكتظ كل شبر في مدرجات ملعب الثورة الدولي وأرضيته وساحاته الخارجية بعشرات الآلاف من سكان العاصمة صنعاء، مؤكدين في هتافاتهم الثبات والصمود لمقارعة العدوان ودحره من كل شبر من تراب الوطن. ويرى مراقبون أن هذا الحشد الشعبي غير المسبوق يحمل رسائل لتحالف العدوان ومرتزقته أكثر قوة من تلك التي تسطرها القوة الصاروخية الباليستية وأبطال الجيش واللجان الشعبية في مختلف جبهات القتال.