نشرت صحيفة صانداي تايمز البريطانية موضوعا لافتا به صورة للملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز تحت عنوان "هل سيدمر هذا الملك بيت آل سعود"؟ وتناولت الجريدة إعلان إعدام 47 شخصا في السعودية بينهم القيادي الشيعي نمر النمر. وتضيف الجريدة أن صرخات المعترضين على قتل نمر النمر قد وصلت للساسة في كل الشرق الأوسط ليبادر بعضهم بتهديد آل سعود. وتوضح الجريدة أن نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي السابق قارن بين إعدام نمر النمر والإعدامات التي كان ينفذها نظام البعث وزعيمه صدام حسين في العراق. وتضيف الجريدة أن المالكي أكد أن ملك آل سعود سوف ينتهي ويتم الإطاحة بهم بسبب تصرفاتهم. وتقول الجريدة إن إيران، العدو القديم في المنطقة للسعودية، أكدت أن إعدام النمر جريمة ويعتبر جزءا صغيرا "من النظام الإجرامي لهذه العائلة الخائنة". وتضيف الجريدة أنه لم تمر سنة كاملة حتى الآن على تولى الملك سلمان البالغ من العمر 80 عاما منصبه ورغم ذلك تعد هذه السنة واحدة من أسوأ السنوات في تاريخ المملكة. وتشير إلى أن العالم الغربي أصبح يدرك حاليا أن الفكر الوهابي الذي بنيت عليه المملكة هو سبب التطرف الذي يجتاح المنطقة. وتقول الجريدة إن ذلك يتوازي مع الأدلة والإشارات العديدة التي توضح وجود مشاكل في العائلة السعودية المالكة بسبب السياسة التمييزية التي ينتهجها سلمان ومحاباة ابنه المفضل محمد بن سلمان، الذي تولى منصب وزير الدفاع رغم أن سنه لم يتخط الثلاثين عاما، وعين وليا لولي العهد. "ماذا سيفعل الغرب" الاندبندنت أون صانداي نشرت مقالا لروبرت فيسك حول الموضوع نفسه بعنوان "الإعدامات في السعودية مثل تصرفات تنظيم الدولة الإسلامية فماذا سيفعل الغرب؟" يقول فيسك إن ما حدث من إعدام 47 شخصا بهذا الشكل في المملكة العربية السعودية يعد تصرفا مشابها لممارسات تنظيم "الدولة الإسلامية" وهو تصرف غير مسبوق لبدء السنة الجديدة في المملكة على خلاف الاحتفالات المبهجة في دبي المجاورة. ويضيف فيسك أن قيام المملكة باستخدام مقاطع من القرآن لتبرير هذه الإعدامات يؤكد أنها تستخدم نفس أسلوب التنظيم. ويعتبر فيسك أن آل سعود ربما لم يكونوا راغبين بهذه الإعدامات سوى استفزاز إيران والشيعة في مختلف أنحاء العالم لإشعال صراع طائفي أكثر قوة على غرار ما يفعل تنظيم "الدولة الإسلامية". ويؤكد فيسك أن مقولة ماكبث "الدم سيؤدي لمزيد من الدم" تنطبق على الحالة السعودية بكل تأكيد، والتي تقود حملة لمكافحة الإرهاب، لكنها تستبيح إراقة الدماء، سواء دماء الشيعة أو السنة على حد سواء. ويقارن فيسك بين التصرف السعودي وتنظيم "الدولة الإسلامية"، قائلا إن التنظيم أيضا يقطع رقاب من يرى أنهم مرتدين من السنة ورقاب الشيعة والمسيحيين في العراق وسوريا على حد سواء. ويؤكد فيسك أن الإجراءات السعودية ضد النمر هي نفسها التي كانت ستستخدم ضده لو كان في قبضة التنظيم. ويشير فيسك إلى أن الاحتجاجات بدأت بالفعل ضد آل سعود في عدد من دول العالم خاصة في إيران التي صرح بعض قاداتها الدينيون بأن قتل نمر النمر سيؤدي إلى الإطاحة بآل سعود من السلطة. "الجريء" والصانداي تليغراف تناولت ذات الموضوع من زاوية التعريف بأسباب العداء بين النمر والنظام الحاكم في السعودية في مقال بعنوان "نمر النمر: رجل الدين السعودي الجريء". وحاولت الجريدة من خلال الموضوع إلقاء الضوء على نمر النمر والمشاكل التي سببها للأسرة المالكة في السعودية منذ بدأ معارضتهم علنا عام 2011. وتضيف الجريدة أن نمر النمر كان مصدر قلق مستمر في منطقة شرق المملكة العربية السعودية المليئة بالتوتر بسبب الأغلبية الشيعية التي تقطنها. وتقول الجريدة إن رجل الدين صاحب الشخصية القيادية والذي كان يبلغ من العمر 56 عاما أطلق دعوات لتشكيل جبهة معارضة في منطقة العوامية التي ينحدر منها. وتضيف أن العوامية هي إحدى المناطق الفقيرة في محافظة القطيف معقل المعارضة الشيعية في المملكة والتي تشكو دوما من تهميشها وتعرضها للظلم والاضطهاد على الأصعدة الدينية والاجتماعية والسياسية. وتشير الجريدة إلى أن الشيعة يقولون إن الوهابية، وهي التوجه الديني السائد في المملكة، تعتبرهم مهرطقين. وتوضح أن عام 2009 شهد بداية التوتر الحقيقي بين النمر والعائلة المالكة في السعودية، وذلك حين دعا إلى انفصال محافظتي القطيف والإحساء عن المملكة والاندماج مع الشيعة في مملكة البحرين في دولة شيعية واحدة. وتقول الجريدة إن النمر هدد آل سعود بأنهم إن لم يوقفوا سفك الدماء فإنهم سيفقدون ملكهم وهو الأمر الذي ترى الجريدة أنه سبب استفزازا كبيرا للأسرة المالكة.