"حصار تعز" هو الملف الذي حمله وفد المرتزقة إلى مفاوضات سويسرا والعلكة الدائمة للنوائح المستأجرات من محللي الدفعي المسبق والمتحدثين باسم الشرعية والمقاومة على شاشات العربية والجزيرة، وسائر وسائل إعلام العدوان ومرتزقته واليافطة البديلة والمرادفة في صفحات التواصل ليافطة "يا سلمان اقصف اقصف"، التي رفعها المرحبون بعدوان التحالف السعودي قبل عشرة أشهر. لا أقصد هنا إنكار معاناة تعز ولا التقليل من حجمها بالحديث عن المآسي الأكبر لمحافظات ك(صعدة وحجة) التي يرقد أطفالها أشلاءً تحت أنقاض منازلهم، وليس فقط بجوار طبق البيض، كما أن غرضي ليس التذكير بأن اليمن كله تحت الحصار، وأن آلة حرب عدوان التحالف السعودي وتنظيماته الإرهابية تفتك بالآلاف من النساء والأطفال وتدمر المساكن والمنشآت المدنية في كل المحافظاتاليمنية تقريباً، بل أؤكد على وجود معاناة حقيقية وكبيرة في تعز، تبدأ من معاناة المدنيين في الأحياء الواقعة تحت سيطرة المليشيات الإرهابية التي تمنع اليوم برنامج الغذاء التابع للأمم المتحدة من الوصول إليهم وتريد السطو على المعونات وتمتد لتشمل تعز الإنسان على امتداد الخارطة اليمنية، ومأساة تعز هي مأساة واحدة من بين المحافظات الأكثر تعرضاً لغارات طائرات العدوان وقصف بوارجه وأسلحة مرتزقته، ومأساة أكثر من 4 ملايين يمني من أبناء تعز قتلوا وشردوا وخسروا مصادر أرزاقهم، ودمرت منازلهم ومحال أعمالهم في تعز، وفي بقية المحافظات. كل قنبلة وصاروخ وقذيفة وعبوة ناسفة أو بندقية إرهابي ومرتزق طالت محافظة يمنية، كان لتعز قسط من دمارها، وبين ضحاياها من أبناء تعز من قُتل، ومن سُحل، ومن دفن تحت الأنقاض، أو تمزق أشلاءً أو جُرح، أو فقد قريباً أو عزيزاً، مسكناً، أو محلاً، أو مصدر دخل. تعز بالنسبة لنوادب الدفع المسبق في فضائيات العدوان هي مجموعات المليشيا الإرهابية ومرتزقة العدوان من شذاذ الآفاق، والذين يحاصرون اليوم الأحياء التي يسيطرون عليها ويمنعون وصول الإغاثات إلى ساكنيها، وحصار تعز بالنسبة لهم هو منع دخول الأسلحة ومسلحي التنظيمات الإرهابية والمرتزقة إلى تعز لتحقيق حلم أسيادهم الخليجيين بإقامة دويلة الصراع الطائفية مع الشمال، التي ستؤمن انفصال الجنوب والسيطرة على عدن، ولن يكون ذلك أبداً. فاشتروا الكثير من المناديل، لكم ولمن يدفع ثمن دموعكم اليوم على تعز من أسيادكم.