كشفت مجريات تطورات الهجوم البري الواسع الذي شنته قوات تحالف العدوان السعودي ومسلحين موالين لها خلال اليومين الماضيين نحو محافظة تعز بمناطقها الجبلية والساحلية في ذو باب –باب المندب جنوب غربي اليمن ،في مسعى لإحتلالها، مشاركة مقاتلي القاعدة ، وداعش جنبا إلى جنب قوات التحالف في إطار شراكة ميدانية ، منطلقة من عدن ومحافظات الجنوب تحت غطاء من قصف جوي وبحري كثيف، وهو ما يثير علامات استفهام حول دافع تحالف العدوان الذي تقوده السعودية لتمكين التنظيمات الارهابية الاخطر حول العالم من أهم ممر مائي. ورصدت تقارير أمنية منذ بدء الهجوم الذي تقوده قوات التحالف بقيادة السعودية والاماراتية وبالشراكة مع التنظيمات الارهابية ، مصرع العشرات من مسلحي القاعدة بينهم من قيادات فرع التنظيم في جزيرة العرب والذي يتخذ من اليمن مقرا له. وإلى جانب العشرات من مسلحي التنظيمات الارهابية الذي قتلوا وجرحوا جنبا إلى جنب مع قوات التحالف الغازية ومرتزقة محليين مدعومين من الرياض على ايدي قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية ، تداول نشطاء في تعزوعدن خلال اليومين الماضيين صور لقتلى كثر من قيادات تنظيم القاعدة تصدروا جموع مهاجمة، أبرزهم محمد جمال، المكنى أبو الزبير العدني، الذي لقي مصرعه خلال المواجهات التي دارت بمنطقة "ذباب"-باب المندب/خط العمري التابعة لمحافظة تعز ، وكذا يوسف البكاري الملقب بأبي الخطاب، و القياديين موصوفين من أخطر القيادات الميدانية للتنظيم في كل من تعزوعدن. ومني حلفاء التحالف السعودي والموالون لعبدربه منصور هادي، خلال اليومين الماضيين، بخسائر بشرية فادحة في ذباب قرب معسكر العمري عندما قتل العشرات وأصيب أكثر من ذلك، وتفاوتت التقديرات بين 300- 400 قتيل وجريح بينهم القيادي البارز في القاعدة هاشم السيد الذي يدعى "قائد المقاومة" المعين من هادي، وكذا القياديين في تنظيم القاعدة حسن اليزيدي. وسبق أن تشاركت عديد من الفصائل والتنظيمات الارهابية مع قوات التحالف الذي تقوده السعودية في عملية احتلال مدينة عدن وعدد من المحافظاتجنوبياليمن في يوليو الماضي ، وبعد معارك اسفرت عن انسحاب قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية. لكن شراكة تلك الفصائل المتناقضة والتنظيمات الارهابية مع تحالف العدوان والغزو ظهرت تمكينا للجماعات الارهابية ، وسرعان ما انتج الاحتلال فوضى عارمه وسباق سيطرة ونفوذ لكل فصيل على الارض فكان حظوظ القاعدة وداعش الاكبر منها وبالسلاح المتطور الذي دعمت به دول العدوان الخليجي، لتنحدر الفوضى العارمة في عدنوالمحافظاتالجنوبية والمتواصلة تنازعا في ادارة الحكم وفق مساحات نفوذ السيطرة لكل فصيل مسلح والتناحر البيني والاغتيالات والتصفيات والاعدامات شبه يومية حتى اللحظة. وتتجه دول تحالف العدوان وبكل ثقلها العسكري والتحشيدي للتنظيمات الارهابية والمرتزقة منذ ايام وتحت غطاء جوي غير مسبوق نحو احتلال محافظة تعزاليمنية واستنساخ تجربة عدن ومحافظات جنوبية اليها في تمكين الجماعات الارهابية المختلفة وتسليم المحافظة لها مع اهم الممرات المائية في العالم ، لتبدأ بعد ذلك جولة تناحرات بينية جديدة ضريبتها مزيد من دماء اليمنيين، ومعها صراع دولي من نوع آخر سيفرضة سيطرت تحالف التنظيم الارهابية بالسيطرة على المضيق باب المندب.