تمكنت قوات الجيش واللجان الشعبية، أمس السبت، من صد زحف مكثف لقوى العدوان، من جهة لحج على باب المندب، رغم كثافة الغطاء الجوي والبحري. وأفاد "اليمن اليوم" مصدر عسكري أن وحدات من قوات العدوان، بينهم سعوديون وخليجيون ومسلحون، مزودين بعشرات المدرعات والآليات العسكرية، حاولوا أمس التقدم باتجاه باب المندب في سادس هجوم من نوعه، منذ الخميس الماضي، إلا أن قوات الجيش واللجان الشعبية أجبرتهم على العودة وكبَّدتهم خسائر فادحة في الأرواح، بالإضافة إلى تدمير 4 آليات حديثة. وأوضح المصدر أن الزحف باتجاه باب المندب تم بغطاء جوي تجاوز ال 20 غارة، استهدفت من خلالها جبل الشيخ سعيد وجزيرة ميون ومناطق السويدية والعرضي، فيما قصفت البوارج الحربية التابعة للعدوان ذات المواقع بعشرات الصواريخ. وكان العدوان بدأ عملياته للسيطرة على الممر المائي الدولي، فجر الخميس الماضي، حيث تصدت قوات الجيش واللجان لهجوم بري بمشاركة 50 آلية عسكرية حديثة، حاولت التقدم من بعض مناطق الصبيحة وخور عميرة في محافظة لحج بغطاء جوي. وقال ل"اليمن اليوم" المصدر العسكري إن القوات الغازية تقدمت حتى القرب من منطقة السويدية والعرضي، ودارت اشتباكات عنيفة مع قوات الجيش واللجان الذين أمطروهم بالقذائف وصواريخ الكاتيوشا وتمكنوا من تدمير 7 عربات عسكرية و4 مدرعات، والقضاء على العشرات من المهاجمين، وإسقاط طائرة أباتشي بصاروخ أرض- جو، شاركت ضمن عدد من الطائرات الأباتشي وال f16 في الهجوم، وتم دحر الغزاة إلى منطقة سُقية باتجاه محافظة لحج. ومساء ذات اليوم حاول عدد من البوارج الحربية التابعة للعدو في مياه البحر العربي من التقدم باتجاه باب المندب، غير أن القوة الصاروخية اليمنية تصدت لها وأجبرتها على التراجع. وعاود الغزاة ومرتزقتهم، صباح اليوم التالي الجمعة، المحاولة من جديد للتقدم باتجاه باب المندب ولكنها باءت بالفشل. وكشف ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري عن مشاركة فصائل من تنظيم القاعدة والجماعات السلفية في الهجوم على باب المندب. وأشار المصدر إلى أن تنظيم القاعدة، المتواجد علناً وبقوة في عدد من المناطق بمحافظتي عدنولحج، دعا أنصاره إلى الالتحام والمشاركة في ما أسماه ب"الجهاد لتحرير باب المندب"، موضحاً بأن هذه الدعوة تمت بشكل علني وعبر مآذن عدد من مساجد عدن، مساء الخميس، بينما يجوب عناصر «القاعدة» الشوارع لتحفيز أنصار التنظيم على الانخراط في العمل العسكري. إلى ذلك، دان مصدر مسؤول في المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي التصعيد الخطير الذي أقدم عليه تحالف العدوان ومرتزقته باتجاه باب المندب. وقال المصدر: إن إقدام العدوان السعودي ومرتزقته على شن عدوان عسكري جوي وبري وبحري على قوات الجيش اليمني التي تتولى حماية منطقة باب المندب الاستراتيجية يمثل تصعيداً خطيراً في مسار العدوان على الشعب اليمني، ومحاولة لخلط الأوراق واستهداف أمن وسلم المنطقة، والعالم كله، بالنظر إلى الأهمية الاستراتيجية لمنطقة مضيق باب المندب، مشيراً إلى أن هذا التصعيد الذي يستهدف ضرب مقدرات القوات اليمنية التي تتولى حماية أمن منطقة باب المندب يؤكد، بما لا يدع مجالاً للشك، سعي العدوان السعودي ومرتزقته لدعم التنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة الرامية إلى بسط نفوذها وسيطرتها على مضيق باب المندب وما يمثله من أهمية استراتيجية ليس لليمن والمنطقة، بل وللعالم أجمع، حيث يعد أحد أهم شرايين حركة الملاحة والتجارة الدولية. وحذر المصدر من خطورة ما سيترتب على هذا العدوان من مخاطر كارثية على سلامة الملاحة الدولية في مضيق باب المندب في حال نجحت التنظيمات الإرهابية، كداعش والقاعدة وغيرها، من بسط سيطرتها والتحكم في أمن المضيق، سيما بعد أن ساعدها العدوان ومرتزقته في السيطرة على محافظات وموانئ يمنية هامة، كما هو في حضرموتوعدن وغيرها.. مضيفاً: كما يكشف هذا التصعيد عن إصرار السعودية ومرتزقتها على الضرب عرض الحائط بكل الجهود الأممية الرامية إلى إيقاف الحرب ورفع الحصار واستئناف العملية السياسية، سيما في ظل الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشها الشعب اليمني جراء استمرار العدوان والحصار الجائر منذ أكثر من ستة أشهر في مختلف المجالات، خاصة ما يتعلق منها بانعدام السلع الغذائية والمواد الطبية والمشتقات النفطية وكل متطلبات الحياة اليومية للإنسان اليمني. وحمَّل المصدر دول تحالف العدوان السعودي ومرتزقته المسؤولية الكاملة عمَّا سيترتب على هذا التصعيد على أمن وسلامة الملاحة الدولية في مضيق باب المندب، داعياً المجتمع الدولي- وفي المقدمة الأممالمتحدة ومجلس الأمن- إلى تحمُّل مسؤولياتهم القانونية تجاه الشعب اليمني، والعمل على إيقاف العدوان السعودي، ورفع الحصار الجائر على الشعب اليمني، والضغط باتجاه استئناف العملية السياسية بين اليمنيين برعاية أممية، وبما يسهم في الحفاظ على وحدة وأمن واستقرار اليمن والمنطقة والعالم أجمع. من جهته دعا المتحدث الرسمي لجماعة أنصار الله، محمد عبدالسلام، المجتمعَ الدولي إلى ألَّا ينخدع بالتضليل السعودي، وأن يدرك أن من يجرُّ الصراع اليوم إلى باب المندب من دون أي مبرر هو العدو الذي بات يهيِّئ المنطقة لعناصر القاعدة وداعش، كما بات معروفاً في مناطق دخلها الاحتلال الأجنبي. وحمَّل السعودية مسؤولية إشعال فتيل النار في باب المندب وارتكاب الحماقات غير المحسوبة وتداعياتها، مشيراً إلى أن الجيش واللجان الشعبية كانوا حريصين على تجنيب باب المندب أي صراع عسكري، لما له من تداعيات معروفة على اليمن والمنطقة والعالم. وقال إن افتعال السعودية لمعركة في باب المندب ومهاجمة المواقع التابعة لقوات الجيش التي تقوم بمهمات الحماية والمراقبة الأمنية هو «تصعيد مكشوف وغير مبرر هدفه إثارة المجتمع الدولي حول سلامة الممر الملاحي، لكون تلك العناصر قد وصلت إلى طريق مسدود، ولم تعد حربها على اليمن سوى انتقام للمأزق الذي وضعت نفسها فيه، ولهذا تسعى إلى جرِّ العالم إلى مغامراتها غير المحسوبة».