استهجن المؤتمر الشعبي العام التصرفات والإجراءات التي عمد هادي وحكومته المزعومة على اتخاذها تجاه المفوضية السامية لحقوق الإنسان والقائم بأعمال مكتبها في اليمن، فيما اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان (زيد رعد الحسين) هذا الإجراء من قبل حكومة هادي دليلا على عدم احترامها لالتزاماتها وبما يهدد أي عملية مستقبلية للسلام في اليمن. وكان وزير خارجية هادي (عبدالملك المخلافي) أعلن أن ممثل المنظمة الدولية لحقوق الإنسان في اليمن جورج أبو الزلف (غير مرغوب فيه) وذلك غداة تقرير أكدت فيه المنظمة تزايد استخدام التحالف قنابل عنقودية محرمة دولياً على أحياء سكنية. وقال مصدر مسئول في المؤتمر الشعبي العام إن التصريحات الصادرة عن حكومة هادي المزعومة وما تضمنه بيان ما يسمى بخارجيتها تجاه القائم بأعمال مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في اليمن والعاملين في المكتب من الموظفين اليمنيين ومحاولة الافتراء عليهم بأكاذيب وأباطيل ما أنزل الله بها من سلطان يعكس الوجه الحقيقي لهادي وحكومته المزعومة التي لم تكتف بارتكابها لجرائم الحرب ضد الشعب اليمني سواء من خلال مرتزقتها، أو عبر شراكتها مع العدوان السعودي الذي يواصل حرب الإبادة ضد المواطنين اليمنيين بصورة يومية ومنذ عشرة أشهر، بل إنها تسعى إلى خلق تعتيم كلي على كل جرائم الحرب والإبادة التي يمارسها العدوان،وتحاول يائسة إسكات كل صوت يقول الحقيقة وينقل المعلومات الدقيقة عن تلك الجرائم إلى المجتمع الدولي والرأي العام العالمي . وأشار المصدر إلى أن تصريحات حكومة هادي المزعومة وبيانها الذي اعتبر القائم بأعمال مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في اليمن شخصا غير مرغوب فيه ووجه له وللموظفين اليمنيين الذين يعملون مع المفوضية ادعاءات ومزاعم كاذبة يؤكد حقيقة محاولتهم التملص والتهرب من المسؤولية المترتبة على التقارير والبيانات والمعلومات التي نشرتها المفوضية السامية لحقوق الإنسان حول الوضع الإنساني الكارثي وانتهاكات حقوق الإنسان في اليمن من قبل عدوان التحالف الذي تقوده السعودية ومعهم هادي ومرتزقته. من جهته وجّه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون انتقاداً شديداً لقرار حكومة هادي المزعومة طرد ممثل المنظمة الدولية لحقوق الإنسان في اليمن (جورج أبو الزلف). واعتبر مون أن الحكومة اليمنية-حكومة هادي المزعومة -باعتراضها على عمل الأممالمتحدة حول حقوق الإنسان (لا تحترم التزاماتها)، وهذا الأمر قد يترك أثراً سلبياً على عودة السلام والاستقرار إلى اليمن. مؤكداً أنه له (كل الثقة) بجورج أبو الزلف، وحض حكومة هادي على (إعادة النظر بموقفها من عملية طرده). وأضاف: لا يجوز أبداً أن يتعرض طاقم الأممالمتحدة للتهديد أو العقوبة بسبب قيامه بعمله الذي يقوم على أساس شرعية الأممالمتحدة، معرباً عن قلقه العميق على أمن الطاقم المحلي والدولي للأمم المتحدة الذي ما زال موجوداً على الأرض في اليمن. وفي السياق قال زيد رعد الحسين، مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان إن قرار اعتبار ممثله في اليمن شخصاً غير مرغوب فيه، غير مبرر ويؤدي إلى نتائج عكسية، ويضر بسمعة الحكومة –حكومة هادي- وشركائها في التحالف السعودي. ونقلا عن زيد قال روبرت كولفيل المتحدث باسم مكتب الأممالمتحدة لحقوق الإنسان: "قال المفوض السامي إنه يشعر بالأسف البالغ إزاء قرار الحكومة، وهو يرى أن فريقنا على الأرض يعمل بشكل جيد في ظل ظروف صعبة للغاية." مضيفا "نخشى من أن يعيق هذا القرار عملنا في المستقبل في اليمن، وأن يعرض القرار سلامة الموظفين الدوليين والمحليين المتبقين للخطر." وفي مؤتمر صحفي في جنيف نقل كولفيل عن المفوض السامي القول إن وظيفة مكتب حقوق الإنسان لا تتمثل في إلقاء الضوء على الانتهاكات المرتكبة من طرف واحد وإغفال انتهاكات الآخرين. وذكر أن المفوضية تحاول، قدر إمكانها في ظل ظروف خطرة ومتقلبة، مراقبة وضع حقوق الإنسان في اليمن وتقديم تقارير عنه بشكل حيادي. وكان الأمير زيد بن رعد الحسين، مفوض الأممالمتحدة لحقوق الإنسان في مجلس الأمن قال في منتصف الشهر الفائت وعلى هامش جلسة مجلس الأمن الدولي الأخيرة حول اليمن إن (التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن منذ تسعة أشهر، مسؤول عن عدد من الهجمات التي استهدفت مناطق سكنية تتميز بكثافة سكانية عالية، وتسببت في تدمير بنى تحتية كالمستشفيات والمدارس).