لن تدركوه مهما بحثتم، لن تشبهوه مهما وأينما كنتم، لن تقتلوه مهما قصفتم، صالح مُحصنٌ في قصر حميري سبئي يتكون من أكثر من عشرين غرفة تقريباً، أكبر غرفة في هذا القصر سكانها أربعة ملايين حميري أصيل، وأصغر غرفة يقيم فيها الآن سبعمائة ألف سبئي على الأقل. نعم.. صالح هو كل شيء هنا في هذه الأرض، أرض الجنتين بالنسبة لنا نحن أحفاد حمير وبلقيس وسبأ وأروى، أبناء الحرية والعزة والكرامة والكبرياء، بقوة وبأس السادس والعشرين من سبتمبر، والرابع عشر من أكتوبر، والثاني والعشرين من مايو الخلود والأبدية، وهو كل شيء وشبر في هذه الأرض التي هي أكبر مقبرة للغزاة عبر التاريخ الذي كنتم ومازلتم ترتعدون خوفاً وخشية منه، إذا فتحتم صفحة منه وجدتمونا نحن وصالح أولو قوة لم يمتلكها قبلنا أو بعدنا أحد، وبأس شديد الوضوح، عظيم الشموخ، عريض بالإباء والعز والكبرياء . مهما تحالفتم وتكالبتم وتآمرتم مع بعض العبيد المغفلين، إلَّا أن القصر شامخٌ، وطائراتكم الحديثة وبوارجكم تحتضر في سمائه وشواطئه المقفلة المبهمة. ولو استمرت حربكم الحاقدة ألف عام وعام، لما اهتزت لهذا القصر حجرة واحدة، ولن تنالوا النصر حتى تعترفوا بالهزيمة؛ لأن العالم الحُرّ يعلم بأن اعترافكم بالهزيمة هي فرصتكم الوحيدة والأخيرة لإيقاف تناسل جبال اليمن الشمَّاء التي تزحف نحوكم بكل قوة وبأس.