بعث الأخ الزعيم علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية السابق.. رئيس المؤتمر الشعبي العام، برقية تعزية ومواساة في وفاة المفكر العربي الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل جاء فيها: الأخ الدكتور/ علي محمد حسنين هيكل الأخ الدكتور/ أحمد محمد حسنين هيكل الأخ الدكتور/ حسن محمد حسنين هيكل وكافة أسرة المرحوم الأستاذ محمد حسنين هيكل بجمهورية مصر العربية الشقيقة المحترمون بكل مشاعر الحزن والألم نبعث إليكم جميعاً، ولكل المفكرين والكتاب والأدباء العرب الأحرار، صادق التعازي وعميق المواساة، في وفاة المفكر المصري العربي الكبير، والقامة القومية العملاقة الأستاذ محمد حسنين هيكل، الذي وافاه الأجل بعد عمر حافل بالعطاء الفكري والصحافي المكرس لخدمة قضايا الأمة العربية المصيرية، والانتصار لقيم الحق والعدل والتحرر.. والذي يمثل رحيله خسارة فادحة لأسرته ولشعب مصر العروبة الشقيق، ولكافة أبناء الأمة العربية. لقد كان والدكم المرحوم بمواقفه القومية العروبية.. وفكره المستنير، المدافع الجسور عن الأمة والمتصدي الأول لكل محاولات تركيع الشعوب العربية المتطلعة للتحرر والانعتاق والتخلص من كل أنواع الظلم والاضطهاد، سواءً الذي كانت تمارسه الأنظمة الرجعية الكهنوتية الجاثمة على صدور شعوبها، أو ذلك الاستبداد والاستغلال المقيت لكل قوى ودول الاستعمار القديم والحديث، وكان صاحب رؤية ثاقبة، ورائداً من رواد داعمي ومناصري حركات التحرر العربي والأفريقي، وأثرى المكتبة العربية والدولية بكثير من المؤلفات السياسية والتاريخية والثقافية ذات الأبعاد الوطنية والقومية التي أنارت طريق الفكر العربي المتحرر من كل قيود الاستغلال والكبت والتسلط. كما أنه كان بالنسبة للشعب اليمني من أكبر المؤيدين لنضالهم في التحرر والاستقلال من الحكم الإمامي الكهنوتي المباد، ومن الاستعمار البريطاني البغيض الذي احتل جزءاً غالياً من وطننا اليمني مدة مائة وتسعة وثلاثين عاماً، ووقف إلى جانب شعبنا بالرأي والكلمة الحرة المسؤولة في نضاله ودفاعه المستميت عن الثورة اليمنية ضد قوى الاستعمار والتدخل السعودي السافر، ومحاولته وأد الثورة اليمنية التي تحقق انتصارها الشامخ بفضل التضحيات المشتركة للشعبين الشقيقين في اليمن ومصر عبدالناصر، واختلط الدم اليمني بالدم المصري في أقدس معارك الدفاع عن الحرية والكرامة والشرف العربي القومي، كما كان له الدور البارز والمؤثر في دعم الوحدة اليمنية، باعتباره الشمعة المضيئة في طريق الأمة العربية، والمعبرة عن المشروع القومي العربي للزعيم الخالد جمال عبدالناصر، إلى جانب تصديه بالفكر والكلمة وكشف المعلومات التي كانت تستهدف الوحدة اليمنية. ونحن إذ نشاطركم أحزانكم وآلامكم في رحيل والدكم الأستاذ محمد حسنين هيكل الذي رحل عنا في ظل ظروف هامة وحرجة وبالغة التعقيد، تواجه خلالها أمتنا العربية والإسلامية الكثير من التحديات الكبيرة والمؤامرات الخطيرة، وفي مقدمتها تحدي الإرهاب والعنف والتطرف الذي يحظى بدعم أقطار عربية متخمة بالمال والسلاح.. وتعتبر منبعاً لفكر الإرهاب ومصدرة له، بل حاضنة دافئة ومغذية له، والتي لم تكتف بنشر آفة الإرهاب وتشويه صورة الدين الإسلامي الحنيف، بل تمادت في العدوان على الشعوب الحرة وقتل البشر وتدمير الشجر والحجر، وليس أدل على ذلك ممَّا تتعرض له اليمن أرضاً وإنساناً من عدوان ظالم وغاشم من قبل نظام آل سعود ومن تحالف معهم من الأنظمة التي تنكرت لتضحيات شعوبها في سبيل التحرر من العبودية والتبعية والهيمنة والتسلط ومحاولات السيطرة على مقدرات الشعوب من خلال المال وكل أنواع المغريات. نسأل الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وغفرانه، وأن يسكنه فسيح جنانه، وأن يعصم قلوبكم جميعاً بالصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون كما بعث الأخ الزعيم علي عبدالله صالح، ببرقية تعزية مماثلة إلى أسرة الراحل الدكتور بطرس بطرس غالي، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، أكد فيها أن: الأمة العربية خسرت سياسياً ودبلوماسياً كبيراً برحيل الدكتور بطرس بطرس غالي الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، بعد حياة حافلة بالعمل الوطني والقومي والدولي وفي خدمة القضايا العربية في مختلف المحافل الإقليمية والدولية، والتي كان آخرها إسهاماته الكبيرة والبارزة في هيئة الأممالمتحدة من خلال منصبه كأمين عام للأمم المتحدة، ومواقفه المبدئية المناصرة للقضايا العادلة للشعوب المتطلعة للحرية والأمن والسلام. وعبّر الرئيس صالح عن امتنانه وامتنان الشعب اليمني العظيم للمواقف المؤيدة لحق شعبنا في الحرية والثورة والوحدة، ووقوفه بصلابة ضد محاولات وأد الوحدة اليمنية، حيث وقف مدافعاً عن وحدة اليمنيين باعتبارها قدر اليمنيين ومصيرهم الذي لا تراجع عنه. ومشيداً أيضاً بدوره الكبير في نهضة مصر العروبة.. مصر عبدالناصر.. مصر القومية العربية، من خلال المواقع القيادية والمناصب الوزارية الذي تبوأها في مصر، وكان وطنياً مخلصاً لوطنه مصر ولتطلعات المصريين. وأشار الرئيس صالح إلى أن تبوء الدكتور بطرس بطرس غالي للمكانة الدولية المرموقة من خلال اختياره لأعلى منصب دولي، وقيادته لأهم وأعرق المنظمات الدولية (الأممالمتحدة) الذي أثبت من خلاله مقدرةً فائقة ونبوغاً متميزاً وحنكة فذة في إدارة شئون دول العالم في المنظمة الدولية المعنية بتحقيق السلام والعدل في ربوع المعمورة، والدفاع عن الحقوق المشروعة لكل شعوب العالم، لقد اتسم المرحوم بطرس غالي بالثبات في مواقفه المبدئية والتعبير عن إرادة الشعوب المضطهدة، بالذات تلك التي تتعرض للمؤامرات والاضطهاد ومصادرة الحريات والحقوق، وإن ما تميز به الدكتور بطرس غالي من صفات وقدرات فائقة أنه من ذلك الجيل الفاعل والمقتدر الذي أسهم في ثورة 23 يوليو العظيمة بمصر بقيادة عبدالناصر، ولكونه أيضاً من الذين أسهموا بفاعليه في ترسيخ وتجذير أسس الدولة المصرية الحديثة دولة المؤسسات العريقة والنهوض الحضاري. معبراً عن صادق تعازيه وعميق مواساته وكل قيادات وهيئات وحلفاء المؤتمر الشعبي العام وأنصاره، الذين يمثلون القاعدة العريضة من أبناء الشعب اليمني، في هذا المصاب الجلل، سائلاً المولى أن يغفر له وأن يعصم قلوب أسرته وأصدقائه ومحبيه بالصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون