اندلعت اشتباكات عنيفة في عدن ،أمس، بين فصيلين مكلفين بحراسة القصر الرئاسي (المعاشيق)، بينما أجلت مروحيات "إماراتية" عسكريين ومسئولين خليجين كانوا يشرفون على حماية القصر. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن الاشتباكات بدأت ظهرا بين عناصر يقودها قائد حراسة الفار هادي، وأخرى بقيادة شخص مقرب من مدير الأمن، شلال علي شائع، يدعى علي حداد تنتشر في منطقة حقات ومنزل (البيض) المطل على المعاشيق من الجهة الجنوبية.. وأشارت المصادر إلى أن الخلافات تفاقمت بين القائدين المواليين للرئيس الفار إثر اتهام الحداد لقائد حراسة هادي ومدير مكتبه -محمد مارم- بنهب مرتبات عناصره المكلفة بحماية القصر للشهر السادس على التوالي، مشيرة إلى أن مدير مكتب هادي وقائد حراسته أبلغا الحداد بسحب قواته من منطقة حقات وتسليمها لمقاتلين عادوا مؤخرا من السعودية. واستخدم الطرفان في الاشتباكات أسلحة متوسطة وقذائف هاون و"آر بي جي" وعربات مدرعة حديثة، فيما حلقت طائرات تحالف الاحتلال في سماء المنطقة دون أي تدخل لوقف الاشتباكات التي توسعت بعد ذلك لتصل وسط مديرية كريتر، حيث سقطت عدد من قذائف الهاون جوار مكتب البريد وأخرى بالقرب من البنك المركزي. وكشفت المصادر عن هبوط عدد من المروحيات العسكرية التابعة لقوات الاحتلال في باحة القصر، وقيامها بإجلاء ضباط إماراتيين وأجانب كانوا يشرفون على عملية تأمين القصر منذ شهرين. ونُقل العسكريون إلى بارجة حربية، بينما تواصلت المواجهات في محيط القصر حتى المساء. وكانت دفعة من مقاتلي هادي المدربين في السعودية وصلت مؤخرا إلى عدن، ويسعى هادي لتوطينها في القصر الرئاسي بدلا عن القوات الإماراتية التي اعتقلت مؤخرا وزير داخليته، حسين عرب، وقائد المنطقة العسكرية الرابعة ، أحمد سيف اليافعي في القصر بتهمة "هدر المال". وسقط خلال تلك المواجهات (3) جرحى كحصيلة أولية، وفقا لمصادر طبية. وتأتي تلك الاشتباكات بعد ساعات من هجوم استهدف قسم شرطة البساتين وأوقع جريحين من أفراد الشرطة، بينما أعلن قائد ما يسمى اللواء الثالث حماية رئاسية الموالي لهادي العميد، إبراهيم السياري انتهاء أزمة المواجهات بين قواته وإدارة الأمن التي شهدتها عدن،أمس الأول. وكشف السياري في تصريح صحفي أن الخلاف بين اللواء وإدارة الأمن كان بسبب معسكر طارق المحاذي لإدارة الأمن، مشيرا إلى أن اتفاقا رعاه محافظ عدن، عيدروس الزبيدي، وقضى بإعطاء إدارة أمن عدن جزءاً من مساحة المعسكر والبقية تمنح للواء. وتضمن الاتفاق أيضا إطلاق سراح شرطيين ومعالجة أحد جنود اللواء الجرحى. من جانبها كشفت مصادر عسكرية ل"اليمن اليوم" أن الإدارة الإماراتية بدأت مراجعة كاملة لعمليات تجنيد للآلاف تمت الأشهر الماضية، وضمت في غالبيتها مسلحي داعش والقاعدة والإخوان، على حساب الحراك. وأشارت المصادر إلى تشكيل لجنة عسكرية تضم سلفيين موالين للإمارات، هدفها مراجعة سجلات التجنيد بدوافع "وجود تلاعب".