تبرأت كل من تونسوالجزائر من قرار وزراء الداخلية العرب حول اعتبار "حزب الله" منظمة إرهابية، في حين اتهمت إيران دول الخليج بتعريض استقرار لبنان للخطر، تزامنا مع تجميد أرصدة الحزب. وقالت وزارة الخارجية التونسية في بيان "تبعا للبيان الصادر عن الدورة 33 لمجلس وزراء الداخلية العرب الذي انعقد يوم 02 مارس 2016 بتونس، توضح وزارة الشؤون الخارجية أن هذا الإعلان الذي صدر عن إحدى مؤسسات العمل العربي المشترك التابع لجامعة الدول العربية، ليس فيه تصنيف لحزب الله كتنظيم إرهابي. كما أنّ هذا البيان ليس قرارا ذا صبغة إلزامية وإقرارية". وأضافت: "مثل هذا القرار يصدر بالتشاور بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، وتعلنه وزارة الخارجية وليس الداخلية"، لافتا إلى أن "علاقة تونسبلبنانوإيران متطورة جدا، وموافقة وزير الداخلية تأتي في إطار الإجماع العربي لا غير". وتابعت الخارجية التونسية في بيانها "إنّ موقف تونس، دولة المقر لمجلس وزراء الداخلية العرب الذّي أصدر هذا البيان، يأتي انطلاقا من حرصها على العمل العربي المشترك، ويندرج في إطار الموقف الجماعي الذي اعتمده المجلس في نهاية أشغاله". وأفادت "إنّ انخراط تونس في هذا التوجه الجماعي لا يحجب الدور الهام الذي لعبه حزب الله في تحرير جزء من الأراضي اللبنانيةالمحتلة ومواقفه الداعمة لنصرة القضية الفلسطينية". وتابعت "تشدّد تونس في الإطار ذاته، على ضرورة أن تتجنّب هذه الحركة (حزب الله) كل ما من شأنه أن يهدّد استقرار دول المنطقة وأمنها الداخلي". وقالت "تؤكد تونس بالمناسبة، وفاءها لأحد ثوابت سياستها الخارجية بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى". كما برزت مواقف تونسية جديدة منددة بوصف "حزب الله" ب"الإرهابي" صدرت من أحزاب وهيئات في المجتمع المدني التونسي، أبرزها الاتحاد التونسي للشغل والهيئة الوطنية للمحامين والحزب الجمهوري التونسي وحركة الشعب التونسية. تنديدات والأربعاء، نددت أحزاب سياسية ومنظمات تونسية بينها ثلاث منظمات من "الرباعي" التونسي الحاصل على جائزة نوبل للسلام لسنة 2015 بوصف حزب الله ب"الإرهابي" وطالبوا تونس بالتراجع عن ذلك. وطالبت الأحزاب والمنظمات الحكومة التونسية بالالتزام ب"ثوابت" السياسة الخارجية للبلاد القائمة على عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، وبعدم "الاصطفاف" وراء دول الخليج العربي أو الدخول معها في "أحلاف" ضد دول أخرى بالمنطقة. نفس الموقف عبر عنه وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، الذي أكد أن بلاده تتبرأ رسميا من هذا القرار، وقال بحسب صحيفة النهار الجديد الجزائرية "إن حزب الله حركة سياسية تنشط في دولة لبنان وفق قوانين هذا البلد، والجزائر مواقفها ثابتة، ولا ولن تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الشقيقة". وكانت الجزائر امتنعت عن التصويت على قرار وزراء الداخلية العرب، الذي عقد في تونس الأربعاء، واعتبر "حزب الله" إرهابيا، وأوضحت أن "أي تشويه لموقفنا هو تجن على الجزائر ومحاولة جرها لحساسيات إقليمية". كذلك كانت المواقف الفلسطينية معارضة لتصنيف "حزب الله" منظمة إرهابية، حيث شهدت البلاد رفضا واسعا ودعوات للالتفاف حول المقاومة، حيث اعتبر الشارع الفلسطيني القرار منسجما مع "التوجهات الصهيونية ولا يخدم الا عدو الأمة وعدو فلسطين". كما وصفوه بالترجمة العلنية لإدانة كافة أشكال المقاومة. وفي المواقف الفلسطينية، قال جميل مزهر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "هذا القرار وصمة عار على جبين مجلس التعاون الخليجي، لأن حزب الله هو الحزب الذي يواجه العدو الإسرائيلي ويدافع عن الكرامة العربية وعن فلسطين". بدوره، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب قال "هذا القرار لا يعبر عن الشعب الفلسطيني، وحزب الله هو حزب مقاوم في مواجهة العدو الصهيوني وكان له شرف تحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال "الإسرائيلي". المعارضة البحرينية إلى ذلك عبّرت القوى الثوريّة المعارضة في البحرين في بيان لها عن استنكارها الشديد لما ذهبت إليه حكومات مجلس التعاون، من تصنيف المقاومة الإسلاميّة المتمثّلة بحزب الله اللبنانيّ كمنظّمة إرهابيّة. وبحسب "موقع ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير" قالت القوى البحرينية (ائتلاف شباب ثورة الرابع عشر من فبراير، تيّار العمل الإسلاميّ، حركة أحرار البحرين، حركة خلاص، حركة الحريّات والديمقراطيّة حقّ، تيّار الوفاء الإسلاميّ) في بيان لها أمس الجمعة، أنّ "هذا القرار يكشف دون مواربة عمالة هذه الدويلات وولاء أنظمتها الأسريّة الشموليّة للكيان الصهيونيّ الغاصب، وعمالتها للاستكبار العالميّ، في وقت يشكّل هذا الحزب رأس الحربة في مقاومة الكيان الصهيونيّ الغاصب والدفاع عن شرف". وأشادت القوى الثورية المعارضة ب"الدور العربيّ والإسلاميّ، وبالنضال والجهاد المستمرّ الذي تقدّمه المقاومة الإسلاميّة المتمثّلة بحزب الله اللبنانيّ وأمينه العام سماحة السيّد المجاهد حسن نصر الله، وكلّ كوادر المقاومة وقياداتها وجمهورها، سيّما جهادها من أجل قضيّة الأمّة الإسلاميّة، ألا وهي تحرير فلسطين المحتلّة والأقصى الشريف".