أكد اللقاء التضامني الموسع لأبناء محافظة تعز أنه لا يمكن القبول بتفتيت اللُّحمة الوطنية وتعريض الوطن للشتات والتمزق الذي يسعى له العدوان، مجددين دعوة كل المغرر بهم ومن يعملون في إطار العدوان للعودة إلى جادة الصواب وعدم الاتكاء على مواقف القوى الخارجية كونها لا تنطلق من الحرص على أمن واستقرار اليمن بقدر ما تنطلق من مصالحها وتعمل وفق أجندتها ومشاريعها. جاء ذلك في بيان صادر عن اللقاء المنعقد أمس في ملعب الشهيد الظرافي بصنعاء بحضور محافظ المحافظة عبده محمد الجندي وعدد من مسئولي المحافظة والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية وجمهور كبير من أبناء تعز المقيمين في العاصمة صنعاء . واستنكر المشاركون في اللقاء الأعمال الإجرامية التي قامت بها الجماعات الإرهابية من سحل وسلخ وإحراق وذبح وتنكيل بالجثث في الأحياء التي سيطروا عليها داخل مدينة تعز مؤخراً، مؤكدين رفضهم "الدعوات الطائفية والمذهبية والمناطقية والإضرار بالوحدة الوطنية وتمسكهم بمبادئ الوحدة والتعايش السلمي بين اليمنيين جميعاً ورفض كل أشكال الفرقة والتشرذم". وشدد أبناء تعز على أن "طبيعة المرحلة الراهنة لا تحتمل مزيداً من العبث ولا تحتاج إلى المراوغات السياسية التي تدمر البلد بقدر احتياجها إلى صدق النوايا وتغليب مصلحة الوطن على ما عداها من مصالح، وعلى المكونات السياسية أن تكون أكثر عقلانية وتدرك أن مسؤوليتها تكمن في إخراج اليمن من الأزمة والحرب وليس البحث عن أزمات جديدة، فالوطن سيبقى ودون ذلك زائل لا محالة". وعبروا عن تثمينهم وتقديرهم العالي للمبادرة التي أطلقها محافظ تعز عبده الجندي الهادفة إلى وقف الاقتتال الداخلي وتعزيز وحدة الصف بين جميع أبناء المحافظة " مشيرين إلى أن استجابة بعض القوى والمكونات السياسية لهذه المبادرة تعد تعبيرا عن رقي أبناء هذه المحافظة بتغليب المصالح الوطنية على المصالح الذاتية" داعين " كافة القوى والمكونات السياسية في كل المحافظات إلى السير على هذا النهج من أجل اليمن أولا". بدوره رحب محافظ تعز عبده محمد الجندي بالضيوف والحاضرين من أبناء تعز الشرفاء لتأكيد مواقفهم الوطنية في مواجهة وردع العدوان ومرتزقته. وقال " إن الجيش واللجان الشعبية يقفون بالمرصاد للمرتزقة الذي يرتكبون أبشع الجرائم بحق أبناء تعز من سحل وتمثيل بالجثث وغيرها من الجرائم وبالأمس بدؤوا يتساقطون كأوراق الخريف". مؤكداً "اتركوا تعز للسلام اتركوا تعز للثقافة اتركوا تعز للأقلام اتركوا تعز لكل ما هو جميل وأنقذوا أنفسكم وكل ما قمتم به محسوب عليكم، لقد صنعتم نصرا بلا حرب". وأضاف "هاهي الحرب تريكم في لحظاتها الأولى أنكم لستم بمستواها، ونحن قلنا ولا نزال ضاغطين على أبناء القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية أن لا يدخلوا مدينة تعز حرمة للنساء والأطفال وحرمة للمدنيين لكن وقد وقعت الواقعة "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى? نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ". ودعا محافظ تعز المغرر بهم والذين يقاتلون من أجل المال أن يعودوا إلى جادة الصواب ويتركوا الانتهازية وهم مواطنون ولهم في ذلك الآمان ..لافتا إلى أنهم إذا أصروا على مواقفهم فسيكون مصيرهم كما كان بالأمس ممن قتلوا في ضربة واحدة أكثر من 80 شخص. وأضاف: إن الجيش واللجان الشعبية ليسوا ضعفاء والمبادرة التي تقدمت بها ليست من ضعف ولكن لأننا نقدم السلام على الحرب ونقدم الأمان على غيره. من جانبه أكد قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء عبدالله يحيى الحاكم أن الجيش واللجان الشعبية وافقوا على المبادرة التي تقدم بها المحافظ في حينه.. مجددا استعداد وموافقة الجيش واللجان الشعبية على تنفيذ المبادرة ابتداء من اليوم إذا التزم مرتزقة العدوان بها. وأوضح أن الجيش واللجان الشعبية حريصون ولا يزالون حتى اللحظة على تجنيب المنطقة الخراب والدمار والصراع .. وقال" في حال التمادي والإصرار على القتل والتشريد والسحل وارتكاب الجرائم بحق أبناء تعز من قبل المرتزقة لن نسكت حتى لو فنينا من الأرض". من جانبه أكد مفتي تعز الشيخ سهيل بن عقيل أهمية الوقوف ضد كل خائن باع وطنه أينما وجد وأن يكون اليمنيون يدا واحدة في مواجهة العدوان. وقال " إننا هنا أمام مجزرة ليس لها مثيلا في التاريخ، حتى عندما دخل التتار بغداد لم يرتكبوا ما ارتكبه العدوان الغاشم ضد الشعب اليمني" .. مبيناً أن هذه الجريمة ليست مختصة باليمن فقط بل بالإنسانية جمعاء وبالشعوب وبالأخص الشعوب العربية والإسلامية. وألقيت في اللقاء الجماهيري عدد من الكلمات التي أوضحت في مجملها أن هذا اللقاء يأتي امتدادا لمقررات مؤتمر الثبات الوطني بما يعكس مسؤولية أبناء المحافظة الوطنية والتاريخية تجاه كل الوطن وباعتبار محافظة تعز مركز التحولات الثقافية والسياسية والاجتماعية ولما تختزنه من موروث ثقافي وحضاري.