فيما الاستعدادات لخوض جولة مباحثات سلام جديدة تجري في ال18 من الشهر الجاري في دولة الكويت الشقيق، وعلى مسافة قريبة من الفريق المعني بمتابعة ورصد التطورات العسكرية على أرض الميدان بعد العاشر من هذا الشهر وهو الموعد المقرر لوقف العمليات القتالية في كل محاور الجبهات.. استبق الرئيس السابق عبده هادي الأحداث بتصريح قال فيه إن هذه الجولة الحوارية تأتي في وقت تآكلت فيه القوى الانقلابية في صنعاء وأوشكت على السقوط!! وهو ما يعني أن الرجل استنطق مهاراته القيادية ووعيه السياسي المتأصل والمكتسب لينصح خصومه في البلاد بانتهاز الفرصة للخروج من ورطة حرب ومأزق قرار تجسدت صورها المهزوزة في سبت الملايين في شمال وجنوب العاصمة. أجمل ما في تصريح هادي أنه أعاد للأذهان الظروف والمعطيات المحيطة بهذه الحرب البربرية.. السعوديون، وقد منحتهم الأقدار عملا بهذا القدر من البلادة والغباء المركب، يذهبون بسذاجتهم ذات المنحنيات ويعلنون على لسان الملك أنهم يتمنون لليمنيين المتقاتلين الوفاق والتوفيق، وكأنهم مجرد فصيل دعوي في مؤسسة الأم تريزا.. الحكام العرب المتحالفون بدورهم يجهلون طبيعة هذه الحرب وأدوات السلام فيها.. أما الأوروبيون فإنهم مازالوا يتعاطون مع هذه الحرب على أساس أنها صراع مذهبي بين السنة والشيعة. وقد برز هذا الوعي في مقررات البرلمان الأوربي التي صدرت منذ فترة ووصف الشعب اليمني بالمليشيات.. ومجلس الأمن بدوره لا دور له يذكر عدا كونه يأسف لوقوع أضرار بالمواقع والمقرات الخاصة بالمنظمات الإنسانية.. فأين يمكن الإمساك بحقائق الأمور وصوابية الوقائع؟ وكيف للسلام أن يحل في ظل غيوم بهذا القدر من الكثافة؟ إن النتيجة المتوخاة من محادثات كهذه هي ما سلف. ومع إصرار بعض القوى على التمسك بالقرار الأممي رقم 2216 بكل نتوءاته وتجاعيده وشيخوخته وعقمه الذهني، يستطيع كاتب هذه الأسطر أن يسبق الجميع ويصرح أسفا بفشل هذه الدورة المرتقبة.. والسلام على أهلنا بالكويت.