الجرائم الإرهابية لا تسقط بمرور الوقت، أو بالتقادم.. أسقطت طائرة شركة "بان.آم" الأمريكية فوق قرية لوكربي الاسكتلندية عام 1988، فاستمر التحقيق 15 سنة، وتبين أن مخبرين ليبيين اثنين تورطا في إسقاط الطائرة التي تقل 274 مسافرا، وحوكم المخبران عبدالباسط المقرحي ومحمد فحيمة بعد قبول ليبيا تسليمهما لمحكمة دولية، فأُدِينا بارتكاب الجريمة، وتحملت الحكومة الليبية دفع تعويضات لأسر الضحايا بمبلغ 4 مليارات دولار أو أكثر، مقابل عدم تحميل النظام الليبي المسؤولية الجنائية والسياسية.. التحقيق في هجومات 11 سبتمبر الإرهابية، مستمرة منذ 2001، والمعلومات التي أخفتها الإدارات الأمريكية السابقة عن دور السعوديين في الهجومات، لن تبقى سرا، لفترة طويلة، وسيصل إليها ذوو الضحايا ذات يوم قريب.. السعوديون يهددون الأمريكيين أنهم سيبيعون أصولا لهم في أمريكا مقدارها 700 مليار دولار، إذا استمر المشرعون الأمريكان لإمضاء قانون 11 سبتمبر الذي يتيح ملاحقة السعودية قضائيا، بسبب علاقتها بهجومات 11 سبتمبر 2001.. لكن السعوديين يدركون أن سحب أموالهم من أمريكا يمكن حظره بقانون يصدره المشرع الأمريكي، فالتهديد هو ضرب من المساومة، بحيث يدفع السعوديون تعويضات مالية، مقابل عدم تحميلهم مسئولية سياسية وأخلاقية وجنائية عن هجومات 11 سبتمبر التي قتلت 3400 وقيل 3700 أمريكي، ودمرت برجي مانهاتن ومنشآت أخرى.. القذافي دفع أكثر من 4 مليارات دولار تعويض لأسر 274 ضحية، والسعودية بمقدورها دفع مبلغ مضاعف لكل أسرة من أسر الضحايا، وعددهم كما ذكرنا.. بعد تحقيق مستمر منذ 15 سنة تبين أن السعودية كانت ضالعة في دعم أولئك الإرهابيين، فماذا تتوقع السعودية من اليمنيين؟ المملكة شنت حربا على شعب بأكمله دون وجود نزاع من أي نوع، شنت حربا من أجل مصالحها هي، استخدمت قوتها العسكرية والمالية وعلاقاتها الدولية لغض الطرف عن انتهاكاتها لحقوق الإنسان وانتهاك القانون الدولي الإنساني في اليمن.. في 11 سبتمبر2001 نفذ الإرهابيون هجوما جويا فقط وقتلوا أكثر من 3000 إنسان، والمملكة السعودية قامت بعدوان إرهابي على الشعب اليمني بوصفها دولة وليس بوصفها جماعة إرهابية، فقتلت أضعاف من قتلهم أتباعها في نيويورك.. الإرهابيون دمروا برجي التجارة العالمية في مانهاتن، والسعودية دمرت كل شيء في اليمن، الإرهابيون جميعهم استخدموا 4 طائرات مدنية في هجوماتهم على أمريكا، والمملكة استخدمت 200 طائرة عسكرية وألوف الدبابات والمدرعات والسفن الحربية وعشرات ألوف الصواريخ والقنابل المحرمة دوليا، الإرهابيون باغتوا أمريكا من الجو، والمملكة قتلت الشعب اليمني من الجو والبر والبحر، وحاصرتهم، فماذا تتوقع؟