أعلنت قناة الحدث السعودية، مساء أمس، دخول ما أسمتها "قوات الجيش الوطني والمقاومة" مدينة المكلا- مركز محافظة حضرموت وطرد عناصر تنظيم القاعدة منها، فيما أكدت مصادر محلية أن لا وجود لأية مظاهر حرب في المكلا، باستثناء سلسلة غارات جوية. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري مسؤول في حضرموت إن الطيران الحربي شن منتصف ليل أمس الأول والساعات الأولى من فجر أمس سلسلة غارات على مقار حكومية تسيطر عليها عناصر تنظيم القاعدة (مبنى المؤسسة الاقتصادية في منطقة الديس، مبنى إدارة المرور في بويش، والقصر الجمهوري في حي الإنشاءات، ومطار الريان، ومبنى الإرسال الإذاعي، ومبنى إدارة الأمن، ومبنى الجهاز المركزي للمحاسبة، ومحيط ميناء الضبة في الشحر، ومكتب الثقافة). وأوضح المصدر أن تحركا بريا لقوات أنشأتها ودربتها الإمارات –مؤخراً- تزامن مع الغارات لكنه توقف في الريان على بعد قرابة 40 كيلومترا من مركز المحافظة، مشيراً إلى أن خط سير تلك القوات كان سالكاً إلى حد كبير، حيث لم تعترضها سوى اشتباكات طفيفة. وأضاف المصدر أن التحرك البري بدأ من (عقبة عبدالله غريب) الرابطة بين هضبة حضرموت والساحل، حيث سيطرت تلك القوات على معسكر (الأداوس) في المسيلة دون معارك تذكر، قبل أن تعبر العقبة باتجاه المكلا، لكنها سرعان ما توقفت عند بضعة كيلومترات وتحديداً في منطقة (العيون) التي تحتضن مواقع عسكرية للقاعدة. ولفت المصدر إلى أن غارة جوية إماراتية استهدفت تعزيزات للقاعدة في (العيون) خلفت قتلى وجرحى. وذكر المصدر أن اشتباكات حدثت في محورين آخرين، ولكن دون تقدم، الأول في خط المعادي الرابط بين الهضبة ومدينة الشحر، والثاني في منطقة الدفيف. وقال ذات المصدر إن عناصر القاعدة هاجموا نقطة أمنية في خط المعادي وقتلوا 2 و3 جرحى من أفرادها، قبل أن يهاجموا تعزيزات كانت متوجهة إلى الشحر، حيث ميناء الضبة النفطي. وفي منطقة الذفيف دارت مواجهات سرعان ما توقفت. وفي مدينة المكلا -مركز المحافظة- التي شهدت غارات عنيفة منتصف الليل، قالت مصادر محلية إن عناصر القاعدة اختفت من الشوارع ولا وجود لأية استعدادات للحرب. ويسيطر تنظيم القاعدة على مدينة المكلا ومديريات ساحل حضرموت من ال2 من أبريل العام الماضي بدعم سعودي. إعلان الحرب في حضرموت يأتي بعد 24 ساعة من الإعلان الزائف عن تحرير مدينة زنجبار مركز محافظة أبين، وكذلك الحوطة مركز محافظة لحج من عناصر داعش والقاعدة، أبرز فصائل عملاء الاحتلال. وتأتي هذه الخطوة بالتزامن مع مشاورات الكويت وتنامي الضغوط الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي الذي أعرب عن أسفه لسيطرة القاعدة وداعش على المكلاوأبين وأجزاء واسعة من لحج وشبوة وعدن. وكان المبعوث الأممي إلى بلادنا إسماعيل ولد الشيخ أكد في إحاطاته الأخيرة لمجلس الأمن سيطرة القاعدة على الملاحة الدولية وتجارة النفط غير المشروعة من خلال سيطرته على المكلا بموانئها، ومنشآتها النفطية. كما أكد سيطرة داعش على أبين وأجزاء من عدن والمحافظات الجنوبية الأخرى، محذراً من خطورة ذلك على المنطقة وليس اليمن فحسب. وتمتع التنظيم بعوائد مالية ضخمة عبر التحكم بالميناء الرئيس وميناء تصدير النفط وجني العوائد الضخمة وتهريب وبيع النفط والمشتقات والأسلحة والبضائع، إضافة إلى جباية وفرض مبالغ كبيرة على الشركات والتجار وخصوصا شركات الاتصالات النقالة الثلاث، بالإضافة إلى أموال كبيرة في فرع البنك المركزي اليمني وفروع البنوك العاملة وضع يده عليها. وقال تقرير نشرته (رويترز) عن (إمبراطورية القاعدة في اليمن) أن التنظيم الإرهابي خرج من الحرب في اليمن أقوى وأعتى من حيث سيطرته على 80% من الاحتياطي النفطي، وحصل على نحو 104 ملايين دولار من شركة النفط اليمنية، وجني مليوني دولار يومياً من الرسوم على السلع وشحنات الوقود، فضلاً عن 100 مليون دولار نهبها من فرع البنك المركزي.