واصلت أمس مليشيات الاحتلال في عدن حملة تهجير أبناء المحافظات الشمالية واعتقلت أكثر من 350 مواطناً وسط ردود أفعال غاضبة في الأوساط السياسية والحقوقية والاجتماعية، فيما يبرر الفار عبدربه منصور هادي ورئيس حكومته أحمد عبيد بن دغر الحملة المتواصلة بأنها "انعكاس طبيعي" لمزاعم "وجود خلايا صنعاء"، وإن كانت تحمل سلوكاً عنصرياً، حسب ما ورد في بيانهما. وأفادت "اليمن اليوم" مصادر أمنية ومحلية إن (مليشيات) مقربة من الفار هادي وسلطته في عدن بقيادة مدير الأمن شلال شائع نفذت أمس ولليوم الثاني على التوالي حملة تمشيط على محلات ومنازل في أحياء مديريتي المنصورة والشيخ عثمان، واعتقلت أكثر من 350 مواطناً من أبناء المحافظات الشمالية تم نقلهم إلى معسكر الطيران تمهيداً لتهجيرهم. يأتي ذلك بعد 24 ساعة على اعتقال أكثر من 800 شخص وتهجيرهم بدعوى (مخالفتهم شروط الإقامة) وكما لو أنهم يعيشون خارج أراضي الجمهورية اليمنية. مهجّرون يرفعون بطاقاتهم الشخصية وتناقل ناشطون جنوبيون،أمس، صورا لمعتقلين في عدن تم نقلهم إلى لحج على متن شاحنات ورميهم في العراء بمدينة طور الباحة بمحافظة لحج. وتظهر الصور المعتقلين وهم يرفعون صور بطائقهم الشخصية في إشارة إلى أن ترحليهم كان بدوافع مناطقية وليس كما تزعم سلطات الاحتلال بأنها (لعدم وجود وثائق ثبوتية). كما تناقل آخرون صورا للمئات وهم يتكدسون على شاحنات ترافقها أطقم رسمية. وأثارت الصور فزعا كبيرا في الشارع اليمني إذ عبر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عن استياء كبير مما وصفوه ب"جرائم ضد الإنسانية". إلى ذلك قال ل"اليمن اليوم" مصدر أمني إن قادة المليشيات أفردت عن عدد من أبناء المحافظات الشمالية بمبالغ مالية بعد اقتيادهم إلى معسكر الطيران ومنحتهم تصاريح مرور. وفي محاولة للتنصل الأخلاقي مما يحصل قال رئيس حكومة هادي أحمد عبيد بن دغر إنه التقى هادي صباح أمس وناقش معه الحملة، ووجّه بوقفها. وفيما دعا بيان هادي وبن دغر المنشور في صفحته على الفيسبوك محافظ عدن عيدروس الزبيدي ومدير الأمن شلال شائع ضبط عمل كل الأجهزة التي تعمل تحت مسئوليتهما، أكد قائد الحملة نبيل المشوش في تصريح صحفي إن الحملة مستمرة حتى ترحيل كافة الشماليين من عدن. من جانبه حمّل وكيل محافظة أبين أحمد غالب الرهوي، الرئيس الفار هادي ورئيس حكومته بن دغر كامل المسئولية، معتبراً البيان الصادر عنهما بهذا الخصوص إنما هو محاولة (للتنصل أخلاقياً). وأكد الرهوي في اتصال أجرته معه "اليمن اليوم" مساء أمس أن الصفة الرسمية للحملة الشنيعة موجودة من خلال أطقم الأمن وإن كان يشارك فيها (مليشيات). وتساءل الرهوي: كيف لرئيس أن يناشد محافظ محافظة أو مدير أمن، كما ورد في نص البيان متابعاً: هل أراد هادي وبن دغر إيصال رسالة أن الأجهزة الأمنية والمليشيات في عدن لا تخضع لسلطتهما؟! أم أنهما فقط أرادا التنصل أخلاقياً؟ الرهوي أجاب على تساؤلاته، مؤكداً صحة الاحتمالين فلا الأجهزة الأمنية والمليشيات خاضعة لسلطات هادي وبن دغر ولا هما رافضان للحملة، وما صدر عنهما محاولة للتنصل أخلاقياً ليس إلا. وقال وكيل أبين في سياق تصريحه ل"اليمن اليوم" إن حملة تهجير أبناء المحافظات الشمالية تعكس (ثقافة الاحتلال) وأن عدن باتت محتلة من قوى خارجية، وما تلك المليشيات وهادي وبن دغر ومن معهما في الرياض إلا عملاء ينفذون ما يملى عليهم، مستدركاً أنه حتى في زمن الاحتلال البريطاني لم يحصل هذا الشيء. إلى ذلك انتقد وزير النقل السابق والقيادي في الحزب الاشتراكي اليمني واعد باذيب ما وصفها بإجراءات قامت بها سلطات عدن بقيادة مدير الأمن شلال شائع بدعوى "عدم وجود وثائق ثبوتية" مشيرا إلى أن عدن لا تزال عاصمة للتعايش والتعدد والتنوع. واعتبر باذيب في منشور على صفحته في الفيس بوك ترحيل أبناء المحافظات الشمال "أفعالا غريبة ودخيلة على ثقافة أحرار عدن". وأضاف "لا يمكن أن نستعيد وطنا ببطاقة الهوية". وعن موقف المجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي –أكبر مكونات الحراك- قال عضو في المجلس ل"اليمن اليوم" دون ذكر اسمه، إنهم ينتظرون حتى تتبين لهم الأسباب والهدف من الحملة، مؤكداً أن وراء الحملة مسئولين أمنيين وعسكريين في عدنوالرياض، وأن الاستعانة بالمليشيات لتنفيذ الحملة (حتى لا تبدو بصورة رسمية). من جهته اعتبر عبد الرب السلامي – رئيس ما تسمى حركة النهضة الجنوبية السلفية- ما يحدث بأنه قد يثير قضية تمييز ضد الإنسانية في المحافل الدولية".. وأشار في منشور على صفحته بالفيسبوك " المخالف للهوية يجب أن يحال للقضاء وهو الجهة الوحيدة المخولة بالفصل بحقه". وأضاف "تقع المسئولية على الحاكم في تشغيل البيانات والمحاكم وليس إطلاق المليشيات الأمنية لانتهاك حقوق الإنسان". كما أدان تكتل جنوبي حديث يطلق على نفسه "الحراك الوطني الجنوبي ما وصفها بممارسات سلطة الأمن في عدن تجاه "أبناء الشمال" واعتبر في بيان له مداهمة محلات ومنازل مواطنين من أبناء المحافظات الشمالية لا تمت للقانون والأعراف والمواثيق الدولية بصلة. ++ دماء لم تتوقف وأصيب مدير شرطة دارسعد العقيد، عدنان علي بن علي، في محاولة اغتيال جديدة. وقال مصدر أمني ل"اليمن اليوم" إن مجهولين زرعوا عبوة ناسفة في سيارة العقيد عدنان وانفجرت العبوة بينما كان يمر في طريقه إلى عمله في مركز شرطة المديرية. وأشار المصدر إلى أن إصابة "عدنان" متوسطة.. ويعد عدنان أحد القيادات الميدانية للجماعات السلفية في عدن، كما يعد ثالث قيادي سلفي يتم استهدافه في غضون أسبوعين عقب مقتل مدير المرور ومدير سجن المنصورة.