لا تزال جلسات مشاورات الكويت معلقة بانتظار عودة وفد الرياض الذي علق مشاركته الثلاثاء الماضي معلناً أنه لم يأت إلى الكويت ليتنازل عن (هادي) وتشكيل حكومة توافقية، فيما كشف المغرد السعودي الشهير ب(مجتهد) عن تكليف (محمد بن سلمان) للسفير السعودي بالتفاوض مباشرة مع أنصار الله. وعقد المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، الخميس، لقاءين منفصلين مع الوفد الوطني ووفد الرياض، إلا أن جهوده المسنودة بجهود كويتية وأجنبية لا تزال عاجزة عن إجبار وفد الرياض على العودة للمشاورات. وقال موفدنا إلى الكويت إن رئيسي الوفد الوطني عارف الزوكا ومحمد عبدالسلام شرحا للمبعوث الأممي رؤيتهم للحلول والمقترحات التي تؤسس لمرحلة انتقالية بقواعد ضامنة تعتمد التوافق مدخلاً للبدء في مرحلة سياسية برعاية الأممالمتحدة. إلى ذلك قال المغرد السعودي الشهير "مجتهد" إن ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع "محمد بن سلمان" كلف السفير السعودي بالتفاوض مع أنصار الله بعد تعثر المباحثات في الكويت، وأمر من وصفه ب"وفد الشرعية" الالتزام بما سيتم الاتفاق عليه. وبحسب "مجتهد" فقد أبلغ السفير السعودي أنصار الله بعرض بن سلمان، والذي يقضي بالتنازل عما ورد في القرار الدولي إضافة لتنازلات أخرى مقابل "وقف نشاط" أنصار الله على الحدود السعودية، ويوضح أن "أهم ما يعني التنازل عن القرار الدولي التنازل عن مطالبة الحوثيين بالخروج من المناطق التي استولوا عليها والتنازل عن مطالبتهم بتسليم السلاح". "أما التنازلات الإضافية فهي التعهد ببقاء هادي رئيساً صورياً إلى أن تتشكل حكومة وحدة وطنية بنسبة تمثيل للحوثيين تساوي نسبة ما يسيطرون عليه". وأضاف في سلسلة تغريدات: "لكن الحوثيين لا يزالون يطالبون بأكثر من ذلك وهو تعويض مادي كبير (عشرات المليارات) عما يصفونه بالدمار الذي حل باليمن بسبب القصف الجوي السعودي"، و"بن سلمان موافق مبدئياً لكنه طلب ألا يكون التعويض صريحاً بل يغلف بغلاف مؤتمر وطني لإعمار اليمن حتى لا يوصف بأنه استجابة للابتزاز الحوثي"، وفق تصريحات المغرد السعودي. تحذيرات أممية جديدة من جهة أخرى حذر رئيس عمليات مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا جون غنغ" من تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن نتيجة استمرار الصراع. وقال غنغ عقب الزيارة المشتركة التي قام بها مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي إلى اليمن أن ملايين الناس في اليمن بحاجة شديدة للمساعدات، مشيراً إلى أن انعدام الأمن الغذائي والتغذية الصحية والوصول إلى الرعاية الصحية هي أكثر متطلبات السكان. واعتبر النزاع القائم منذ منتصف شهر مارس العام الماضي السبب في "اتساع الأزمة وتفاقم الأوضاع الإنسانية المريعة الموجودة بعد سنوات من الفقر والحكم الضعيف وعدم الاستقرار ووقوع أكثر من 13 مليون يمني في أتون الحاجة إلى مساعدات إنسانية فورية منقذة للأرواح". وأشار إلى وجود أشخاص يموتون بأمراض من الممكن الوقاية منها بسبب عدم توفر المواد الطبيّة الأساسية، موضحا أن أكثر من 7.6 مليون شخص يعانون من شدّة الافتقار إلى الأمن الغذائي، و2.5 مليون شخص نزحوا بعيدا عن ديارهم بسبب النزاع. ودعا غنغ مجتمع المانحين إلى "زيادة عاجلة في الاهتمام والدعم لخطة الاستجابة الإنسانية لليمن والتي تتطلّب تمويلا بحجم 1.8 مليار دولار أمريكي لمساعدة أكثر من 13 مليون شخص خلال هذا العام وهو التمويل الذي ما يزال منخفضا في مستوياته إلى حد صادم إذ لم يبلغ حجم التمويل المتلقى للخطة سوى 16 % فقط".