في اليوم ال40 من مشاورات الكويت، تحدث الوفد الوطني (المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله) عن (انفراجة مرتقبة)، فيما يتحدث وفد الرياض عن (انسداد تام).. وبين هذا وذاك يبدو أن مساعٍ دبلوماسية غربية قد انطلقت للدفع نحو إنجاح المشاورات وحل الأزمة. ونقل موفدنا إلى الكويت عن مصدر مطلع أن الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن بدأت تحركات بالتنسيق مع السعودية لإنهاء كامل للعمليات العسكرية والتمهيد لتوقيع اتفاق ينهي الأزمة اليمنية، لكنه أشار إلى أن المملكة تشترط نقل المشاورات إلى الرياض، لتوقيع اتفاق نهائي هناك، خلال أو بعد شهر رمضان مباشرة، حيث تسعى السعودية للتحول من موقع المعتدي إلى مكان الوسيط الراعي لعملية السلام بين اليمنيين، بدلاً عن دور المحارب ضدهم. وأقرت وسائل إعلام العدوان ولأول مرة أن المشاورات تتركز حول تشكيل سلطة تنفيذية توافقية، لكنها نقلت على لسان رئيس وفد الرياض عبدالملك المخلافي أن (الانسداد) هو سيد الموقف، مجدداً موقفه الرافض مناقشة الشأن السياسي قبل تنفيذ مطالبه والتي هي أهداف ما تسمى (عاصفة الحزم). وقال موفدنا إن الوفد الوطني ناقش في اجتماعه أمس مع المبعوث الأممي إلى بلادنا إسماعيل ولد الشيخ، تشكيل سلطة توافقية لكل المؤسسات التنفيذية بما فيها الرئاسة وتشكيل حكومة وحدة وطنية ولجنة عسكرية وأمنية توافقية للإشراف على الأمن والمؤسسات العسكرية في كل أنحاء البلاد، ولجنة ضمانات ومتابعة لما سيتم الاتفاق عليه. وشدد الوفد الوطني على دور الأممالمتحدة في استيعاب متطلبات المرحلة.. لافتا إلى أن هناك شعبا بكل مكوناته وفئاته ومناطقه يقف ضد العدوان، وعلى استعداد كامل للصمود والمواجهة وهو ما برز في صمود الشعب اليمني ومواجهته تحديات العدوان حتى اللحظة. ووجه الوفد الوطني اللوم للأمم المتحدة التي لم تستطع إدخال سفينة مازوت واحدة للحديدة وإنقاذ أبنائها الذين يعانون من الحر الشديد.. معتبرا ذلك عجزا واضحا للأمم المتحدة أمام امتحان إنساني بسيط. وفي السياق استعرض الوفد الوطني خلال لقاءاته أمس بالسفير الروسي السيد فلاديمير ديدوشكين وسفيرة الاتحاد الأوروبي في بلادنا بتينا موشايت موقفه من القضايا المثارة على طاولة المشاورات، وكذلك خروقات العدوان ومرتزقته، مؤكداً أن تلك الخروقات و(الغارات الجوية والتحشيدات والهجوم) على مواقع الجيش واللجان الشعبية تمثل محاولة لعرقلة المشاورات وتهديدا لها. وأعرب عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام، عضو الوفد الوطني الأستاذ يحيى دويد، عن تطلّعه إلى حصول تقارب وانفراج قريب في مشاورات الكويت، مؤكداً أنها "لا تزال مستمرّة ولو أنها تسير بوتيرة متباطئة، وما تحقّق حتى الآن لا يتناسب مع الوقت الذي انقضى منذ انطلاقها وحتى هذه اللحظة". وقال دويد في حديث مع صحيفة "الميثاق" إنه من خلال المؤشّرات يبدو أن المجتمع الدولي والإقليمي مصرّ على أن تخرج مشاورات الكويت بنتائج وحلول نهائية، ولذلك لم يحدّد إطارا زمنيا لهذه المشاورات، وبالتالي الوقت متاح والجميع يحدوه أمل أن تتم توافقات قبل حلول شهر رمضان المبارك.