تظاهر الآلاف في عدن،أمس، بالقرب من مقر إقامة حكومة الفار هادي في القصر الرئاسي (المعاشيق) احتجاجا على استمرار انهيار الخدمات في المدينة. وقالت مصادر أمنية وسكان محليون ل"اليمن اليوم" إن المتظاهرين تجمعوا في منطقة شعب العيدروس بمديرية كريتر ورفعوا لافتات تطالب برحيل بن دغر ووزرائه، كما أحرقوا صوراً للفار هادي ونائبه علي محسن الأحمر. وجاب المتظاهرون عددا من شوارع كريتر بعد قطع فصائل مسلحة موالية لهادي وأخرى سعودية للشوارع المؤدية إلى قصر المعاشيق. وأفادت المصادر بأن فصائل يقودها – فضل حسن- المعين من هادي قائدا لقوات الأمن الخاصة في عدن ولحج وأبين نصبت عشرات النقاط بين منطقتي حقات والمعاشيق ومنعت المرور لعدة ساعات. كما أفادت بتسيير قوات الاحتلال دوريات مشتركة في تلك المناطق لمنع دخول المتظاهرين. وتأتي التظاهرات بالرغم من محاولات سابقة لاحتوائها حيث أقام بن دغر في وقت سابق مأدبة عشاء لنشطاء المجتمع المدني في عدن ووعدهم بمناصب حكومية إضافة إلى صرف مبالغ مالية لهم، وفقا لمصادر مطلعة. كما أفادت المصادر بشن عناصر يقودها نجل الرئيس الفار، ناصر عبدربه منصور، حملات اعتقالات لعدد من الناشطين في شعب العيدروس قبيل انطلاق التظاهرة، مشيرة إلى أن مصير 6 ناشطين لا يزال مجهولا. من جانبها كشفت المصادر الأمنية عن مغادرة عدد من وزراء بن دغر إلى الأردن بطريقة سرية، مساء أمس الأول.. وأشارت المصادر إلى أن ثمة مخاوف من اقتحام قصر المعاشيق من قبل المحتجين.. يذكر أن بن دغر كان قد وصل قبل 12 يوما إلى عدن برفقة 9 وزراء فقط في حكومته. أزمات متواصلة وتشهد عدن انهيارا تاما لقطاع الخدمات.. وأفاد سكان محليون ل"اليمن اليوم" بأن ساعات قطع التيار الكهربائي بصورة يومية لا يزال يفوق ال16 ساعة مقابل 8 ساعات تشغيل بصورة متفاوتة بين النصف ساعة والساعة إلا ربع في كل فترة. كما أفادت باستعانة بعض أهالي عدن بالحمير لنقل المياه من آبار خارج مدينة عدن وذلك نتيجة ارتفاع أسعار المواصلات وانعدام المشتقات النفطية.. يضاف إلى ما سبق انقطاع خدمات الاتصالات الثابتة والانترنت بين الفينة والأخرى عن مناطق عدة في المدينة بسبب انعدام الديزل، فضلاً عن انتشار الأمراض والأوبئة جراء طفح مياه الصرف الصحي وتحديداً في مديريتي التواهي والشيخ عثمان إلى جانب تكدس المخلفات. من جانبها كشفت مصادر في مكتب الصحة ل"اليمن اليوم" عن أن المنحة الكويتية من الديزل والمخصصة للمستشفيات شارفت على النفاد، مشيرة إلى أن مستشفيات عدة قد تغلق أبوابها خلال الأيام القليلة المقبلة.. وكانت المستشفيات في عدن عاودت الأسبوع الماضي نشاطها بعد توقف دام أياما بسبب نفاد الوقود الخاص بها. كما هدد موظفو القطاع الحكومي في المدينة بالتصعيد خلال اليومين المقبلين في حال لم يتم صرف مرتباتهم المتأخرة. اغتيال مسئول أمني في سياق الانفلات الأمني، اغتال مسلحون مجهولون في مديرية دارسعد، أمس، مسئولا أمنيا في شرطة الشيخ عثمان ونجل قائد فصيل مسلح. وقال مصدر أمني ل"اليمن اليوم" إن مسلحين يستقلون حافلة صغيرة أطلقوا النار على المساعد حافظ البيتي، مسئول في قسم التحريات بشرطة الشيخ عثمان، وأردوه قتيلا على الفور. وتعد الحادثة الثانية في غضون يومين عقب مقتل محقق في غرفة عمليات 22 مايو التابعة لسلطات الاحتلال. من جانبها، كشفت مصادر أمنية عن احتشاد فصائل مسلحة في عدن بالتزامن مع مناقشة ترتيبات لتهميشها وفق مشروع سعودي قطري.. وأشارت المصادر إلى أن اللقاء جمع مدير أمن عدن شلال علي شائع المحسوب على الحراك الجنوبي بقادة فصائل مسلحة تطلق على نفسها "الحزم الأمني" التي يقودها هاني بن بريك، الوزير في حكومة الفار والمتهم بموالاته للقاعدة. وأشار بيان إلى أن الاجتماع ناقش تطبيق المرحلة الثالثة من الخطة الأمنية والتي بدأتها تلك الفصائل قبل عدة أشهر بترحيل ممنهج لأبناء المحافظات الشمالية. ولم يكشف البيان عن مضمون المرحلة لكن مصادر أمنية رجحت بأن الهدف توسيع نفوذ "فصائل بن بريك وشائع" المحسوبين على الإمارات خصوصا بعد سحب قوات العدوان السعودي ملف الأمن من الأمارات، والكشف عن ترتيبات قطرية لإنشاء جهاز أمني جديد بإشراف وتمويل الدوحة.