تمكنت فصائل الحراك الجنوبي في عدن، أمس، من انتزاع مديرية كريتر من أنياب تنظيم القاعدة المسنودة بالإخوان (الإصلاح) والفار هادي، فيما شهد معسكر الشرطة العسكرية أعمال نهب وفوضى من قبل جنود قالوا إنهم لم يتسلموا رواتبهم منذ شهرين. وكانت فصائل الحراك بقيادة، مالك هرهرة، استكملت، صباحاً، محاصرة قصر المعاشيق، وسط اشتباكات متقطعة مع حراسة نجل هادي، ناصر عبدربه منصور، الذي يسيطر على القصر منذ شهر ونصف ويرفض إخلاءه. وقالت مصادر في الحراك ل"اليمن اليوم" إن مكونات الحراك اجتمعت، في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، على خلفية الاشتباكات داخل القصر وأقرت تنصيب هرهرة مسئولاً على مديرية كريتر، وكذا تطهير المديرية من قوات نجل هادي والإخوان والقاعدة، وفي الصباح شن مسلحون من الحراك هجوماً على نقاط الإخوان والقاعدة في المديرية وأجبروا أفرادها على الانسحاب إلى معسكرها في صلاح الدين، وفقاً لذات المصادر. ولم يُعرف بعد مصير نجل هادي، غير أن المصادر أكدت تمسُّك فصائل الحراك في المديرية برحيله. وكانت مواجهات اندلعت، الثلاثاء، بين مسلحي الحراك وحماية نجل هادي في أعقاب تظاهرة لمسلحي الحراك المنضوين ضمن الحرس الرئاسي تطالب برواتبهم منذ شهرين. وتعد التظاهرة امتداداً لاحتقانات بين الطرفين، منذ نحو أسبوع، إذ يتهم الحراك الجنوبي في كريتر نجل هادي ومدير مكتبه بتوقيف رواتب مقاتلي فصيل الحراك في كريتر بعد رفض فصائل الحراك قراراً بتعيين مدير للمديرية، قيل إنه قيادي في تنظيم القاعدة. فوضى في معسكر الشرطة وفي سياق أزمة المرتبات وتصاعد حدة الخلافات بين فصائل عملاء الاحتلال، شهد معسكر الشرطة العسكرية في عدن، أمس، أعمال نهب وفوضى من قِبل جنود لم يتسلموا رواتبهم منذ شهرين، فيما كشفت مصادر ل"اليمن اليوم" عن إفلاس المؤسسات المالية الحكومية، مع استمرار الجماعات المتطرفة بالاستيلاء على إيرادات المنشآت الخدمية. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن جنوداً غاضبين على تأخر صرف رواتبهم للشهر الثاني على التوالي أحرقوا الإطارات ونهبوا ما تبقى من معدات في المعسكر، مشيرة إلى نشوب مواجهات بين مسلحي ما تسمى ب"المقاومة" وجنود غاضبين. انفلات أمني مستمر الحالة الأمنية في عدن كعادتها لم تحقق أي تقدم، منذ احتلال المدينة قبل نحو 4 أشهر، إذ لا تزال أعمال القتل اليومي والتفجيرات وانتشار أسواق السلاح سائدة على المشهد في المدينة. وأمس، أفادت مصادر أمنية "اليمن اليوم" بإعدام مسلحين يعتقد انتماؤهم للحراك، شخص في العقد الثالث، يدعى طاهر الفقيه، مشيرة إلى أن المسلحين اقتحموا منزل الفقيه في منطقة جعولة وأعدموه أمام أسرته بحجة أنه "شمالي". وفي مديرية المنصورة، قالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن مسلحاً أطلق النار على مجموعة من ناشطي الحراك وأردى 3 منهم قتلى، مشيرة إلى أن المعلومات لم تتوفر بشأن هوية الجاني ودوافعه. يذكر أن المنصورة تشهد، منذ أسبوع، صراعاً بين التنظيمات الإرهابية وقوى الحراك الجنوبي في محاولة لكلٍّ منهما بسط نفوذه هناك. الشيخ عثمان، شهدت هي الأخرى اشتباكات بين مجموعتين، إحداهما للقاعدة والأخرى للحراك. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن مجموعة من تنظيم القاعدة تقوم ببيع السلاح للمواطنين في المديرية رفضت رفع السوق من أمام جامع النور، وأطلقت النار على مسلحي الحراك ممن كانوا ينفذون حملة لمنع بيع السلاح في المديرية.