بسط مسلحو الحراك الجنوبي،أمس، سيطرتهم على أجزاء واسعة من مدينة عدن بعد ساعات فقط على مواجهات مع مسلحي حزب الإصلاح "الإخوان" ولجان الرئيس الهارب عبدربه منصور هادي في محيط القصر الجمهوري "قصر المعاشيق" ومعسكر الشرطة العسكرية، فيما اتهم القيادي البارز في الحراك، العميد حسن اليزيدي، حزب الإصلاح بنشر الفوضى الممنهجة في المدينة وذلك في أعقاب اغتيال متطوع في الصليب الأحمر ومحاولة اقتحام منزل رئيس الحكومة السابق محمد سالم باسندوة. وقالت مصادر أمنية ومحلية ل"اليمن اليوم" إن مسلحي الحراك عززوا نقاط تمركزهم على مداخل أحياء عدن ونشروا دوريات راجلة لتثبيت الأمن، بينما قام آخرون برفع أعلام دولة الجنوب السابقة على كافة المنشآت الحكومية والنقاط الأمنية والمعسكرات . يأتي ذلك فيما شهدت مديريتي كريتر، مساء الخميس، والتواهي، فجر الجمعة، مواجهات بين الحراك من جهة ومسلحي الإصلاح وهادي مسنودين بعناصر القاعدة من جهة أخرى. ففي مديرية كريتر قالت المصادر إن المواجهات دارت في محيط قصر المعاشيق، "القصر الجمهوري" مشيرة إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين فيما أرجع أمين عام المجلس الأعلى للحراك الثوري السلمي – يضم كبرى فصائل الحراك الجنوبي المتمثل بتياري باعوم والبيض- العميد حسن اليزيدي، تلك المواجهات إلى محاولة مجاميع مسلحة "من خارج المحافظة" السيطرة على قصر المعاشيق، مشيرا إلى أن تلك "المجاميع" قدمت وقالت إنها مكلفة ولديها توجيهات من هادي بتأمين القصر. وأشار اليزيدي في اتصال أجرته معه "اليمن اليوم" مساء أمس إلى رفض شباب الحراك تلك المحاولة ما تسبب بنشوب مواجهات بين الطرفين "وتم الاتفاق بأن تعود تلك المجاميع إلى محافظاتها لترتيب الوضع الأمني هناك ويبقى القصر في حماية "المقاومة الجنوبية"، على حد وصفه. وسبقت محاولة السيطرة على القصر الجمهوري في المعاشيق هذه لقاء جمع عبدربه منصور بعدد من قادة الحراك الجنوبي في الإمارات العربية بينهم عبدالرحمن الجفري. كما شهدت التواهي، أمس، مواجهات بين مسلحي الإصلاح والحراك إثر محاولة أحد قيادات الإصلاح فرض نفسه قائدا لمعسكر الشرطة العسكرية. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن مسلحي الحراك الجنوبي تمكنوا من اقتحام المعسكر وطرد مسلحي الإصلاح منه، مشيرة إلى سقوط عدد من الضحايا في صفوف الطرفان، غير أن أمين عام الحراك في عدن اليزيدي، قال إن الحراك تمكن من احتواء المشكلة بعد إقناعه للمسلحين وقائدهم "أنيس العولي" بالانسحاب وترك التعيينات لأصحاب الكفاءة، مشيرا إلى وجود قادة عسكريين أكفاء. وفي سياق التطورات الأمنية في عدن، فقد حاول مسلحون "مجهولين"،أمس، اقتحام منزل رئيس الوزراء السابق محمد باسندوة، فيما اغتال مجهولون موظفا في الصليب الأحمر بالتزامن مع استمرار أعمال نهب تطال منازل مواطنين من أبناء المحافظات الشمالية، لكن تلك الأعمال بنظر اليزيدي يهدف من ورائها "الإصلاح" إلى "نشر الفوضى". وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن مسلحين على متن عدة سيارات هاجموا منزل باسندوة في التواهي، لكن حراسة المنزل تصدت للمسلحين وحالت دون اقتحامه. وفي المنصورة، اغتال مسلحون مجهولون شابا في العقد الثاني يدعى، باسم فقير، ويعمل متطوعا لدى الصليب الأحمر. وقالت ل"اليمن اليوم" مصادر أمنية وأخرى من الحراك الجنوبي إن مسلحين يستقلان دراجة نارية أطلق أحدهما النار على فقير بينما كان يمر في الشارع العام- وسط المديرية وأرداه قتيلا- وهذه ثاني عملية تشهدها المنصورة - معقل الحراك الجنوبي - خلال يومين إذ فجر مجهولون في وقت سابق سيارة بالقرب من مركز تجنيد في المديرية . من جانبه، اعتبر أمين عام المجلس الأعلى للحراك – العميد حسن اليزيدي- في سياق تصريحه ل"اليمن اليوم" تلك العمليات بأنها تأتي في إطار محاولة "الإصلاح" خلط الأوراق في المحافظة، مشيرا إلى أن الحراك "طوى صفحة حزب الإصلاح" بسيطرته الميدانية على المدينة. واعتبر اليزيدي محاولة اقتحام منزل باسندوة بأنه يأتي في إطار ما تشهده المدينة من اقتحام للمنازل ونهبها بداعي أنها " لشماليين " مشيرا إلى أن تلك الأعمال "وإن كانت تحت شعارات الحراك إلا أنها وفقا لسيناريو يفتعله حزب الإصلاح في محاولة لإلهاء الناس لأغراض سياسية". وكشف اليزيدي عن اتفاق بين الحراك الجنوبي وقيادة المنطقة العسكرية الرابعة تضمن تشكيل لجنة خلال الفترة المقبلة للتجنيد وضم ما أسماهم "شباب المقاومة" إلى الجيش، مشيرا إلى رفض الحراك ما وصفها ب"محاولات بعض القوى لتجنيد لعناصرها في الجيش والأمن وسبق للإصلاح وأن استغل فكرة الدمج ودفع بعناصر إلى سلك الشرطة، لكننا أوقفنا تلك المحاولات وستلغى كل القرارات السابقة مع تشكيل لجنة خاصة تستدعي الراغبين للتجنيد على أسس واضحة". وحديث اليزيدي عن لجنة خاصة تتزامن مع نقل موقع "عدن الغد" تصريحا لمسئول في السلطة المحلية بعدن يفيد بإيكال مهمة تأسيس القطاعات الأمنية والعسكرية لضباط إمارتيين من أصول يمنية، توقع المصدر وصولهم خلال الفترة المقبلة. وكان الإصلاح قد زج بعناصره للتجنيد في صفوف الأجهزة الأمنية والجيش، خلال الأيام الماضية، مستعينا بدعوة الفار هادي لضم "المقاومة" إلى صفوف مليشياته التي يسميها "جيش وطني" فيما رفضت المنطقة العسكرية الرابعة في وقت سابق ضم لواء النصر العسكري إلى صفوف "الجيش الوطني" بحجة أن قياداته محسوبون على الحراك الجنوبي.