ينظم الحراك التهامي المناهض لجماعة أنصار الله بمحافظة الحديدة، اليوم الأحد، مسيرة رافضة للتواجد الحوثي بالمحافظة، وذلك لليوم الثاني على التوالي. المشاركون في الاحتجاجات أمهلوا مسلحي جماعة الحوثي 3 أيام لمغادرتها والتلويح باستخدام القوة بعد انتهاء المهلة. مسئول في الحراك التهامي قال ل"اليمن اليوم" إن المسيرة (المسلحة) لم يدع لها الحراك التهامي ولم يشارك فيها أنصاره. رغم مطالبة الحراك، في وقت سابق، بإنهاء المظاهر المسلحة في المدينة. وأشار المصدر إلى أن جميع المسلحين المشاركين في المسيرة يتبعون القيادي الإخواني والضابط في الفرقة المنحلة، يحيى منصر، مشيراً إلى حشد للمسلحين وتجنيد آخرين من قبل منصر وقيادات أخرى في المحافظة بهدف إغراق المدينة بالعنف. واتهم المصدر محافظ الحديدة ومدير الأمن بتمويل عملية الحشد من موازنة المحافظة، مشيراً إلى أن المحافظ وقَّع مع الحوثيين اتفاقاً على انتشارهم في المدينة، لكنه دفع بمسلحي حزبه إلى مهاجمة الحوثيين تحت (يافطة الحراك التهامي). وقتل مواطن وأصيب جندي في هجوم شنَّه مسلحون مجهولون على مبنى المحكمة الابتدائية في مدينة الحديدة، الأسبوع الماضي، بعد تسليم المحكمة إلى مسلحين حوثيين ضمن اتفاق مع السلطة المحلية. مصادر أمنية في المحافظة عبَّرت عن مخاوفها من تطور الوضع في المدينة إلى مواجهات مسلحة خصوصاً في ظل الاستقطاب المستمر للمسلحين والاستعانة بمقاتلي تنظيمات إرهابية بما فيهم عناصر القاعدة الذين يتوافدون يومياً على المدينة. المصادر ذاتها، أشارت إلى وجود نوايا لدى قيادات (إخوانية) لم تسمِّها إلى تفجير الوضع، مشيرة إلى أن تلك القيادات تقوم حالياً بتحريض أبناء تهامة وتقديم إغراءات للبسطاء بغية إلحاقهم بتنظيمها المسلح. الحشد المسلح في الحديدة جاء بعد يوم على محاولة مسلحين في عدن اقتحام أكبر ألوية الجيش في المحافظة. ووفقاً لمصدر أمني فإن التحقيقات الأولية كشفت عن وجود مسلحين من خارج الحراك الجنوبي كانوا يحاولون الدفع بمشاركين في مسيرة للحراك الجنوبي، الجمعة، إلى اقتحام معسكر اللواء 39 مدرع بمديرية خور مكسر. ويشارك أنصار الإصلاح في عدن بخيام اعتصام في ساحة العروض التي أعلنها قادة الحراك الجنوبي في الرابع عشر من الشهر الجاري ساحة اعتصام مفتوحة حتى تُلبى مطالبهم بالانفصال أو ما يسمونه فك الارتباط. كما ذكرت وسائل إعلام مقربة من الإخوان عن حضور الإصلاح بكثافة في الفعاليات الاحتجاجية التي تشهدها عدن منذ أيام ويطالب المشاركون فيها بالانفصال. وأشارت مصادر أمنية في عدن إلى أن قيادات إخوانية تدفع الآن باتجاه إسقاط المحافظات الجنوبية، خصوصاً عدن، رداً على سقوط معاقلها في المحافظات الشمالية والعاصمة صنعاء في أيدي جماعة الحوثي بتواطؤ رسمي، على حد تعبيرها. وأمس دعا ناشطو الإصلاح (الإخوان) مسلحي المحافظات الجنوبية إلى إغلاق الحدود مع الشمال وإعادة براميل التشطير لمنع تدفق مسلحي الحوثي، الذين أُفيد عن وصول مجاميع منهم إلى محافظة الضالع. لكن قد لا يستطيع الإصلاح- بواسطة جناحيه في الحراك الجنوبي والتهامي- إعادة إنتاج نفسه بعد انهيار المنظومة القبلية والجناح العسكري التي ظل لسنوات يعتمد عليها في إبراز قوته في الساحة، وفقاً لما يراه مراقبون، اعتبروا مرتكزات الإصلاح للمرحلة القادمة بما فيها القاعدة أيضاً بمثابة محاولة مستميتة لوقف تمدد خصومه السياسيين في الشمال، خصوصاً جماعة الحوثي التي باتت تسيطر على نصف المحافظاتاليمنية، بما فيها العاصمة صنعاء.