بتكليف من اللجنة الخاصة في السعودية وغرفة عمليات ما تسمى (عاصفة الحزم)، وصل إلى محافظة مأرب أمس الفار عبدربه هادي ومعه الفار علي محسن الأحمر في زيارة استمرت عدة ساعات نقل خلالها معايدة صاحب الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز، وكذلك أصحاب السمو الأمراء ولي العهد محمد نايف وولي الولي محمد سلمان، على المرتزقة المرابطين في جبهات العدوان على بلادنا.. وأعلن التصعيد الشامل ملوحاً إلى عدم العودة إلى مشاورات الكويت وفقاً لقناة (الحدث) السعودية. وتأتي الزيارة في ظل فشلهم الذريع الاقتراب من صنعاء، فضلاً عن سلسلة من الهزائم والانكسارات التي مُنِّيَ بها المرتزقة في جبهات الجوفومأرب ونهم، في مسعى سعودي للوقوف على أسباب تلك الهزائم التي نجم عنها خسائر باهظة في الأرواح والمعدات. وقالت مصادر "اليمن اليوم" إن هادي ومحسن التقيا بقادة المرتزقة وحملاهم نقل تحيات ومعايدة الملك وأصحاب السمو إلى جميع المرتزقة في الجوفومأرب ونهم وتعز وعدن، كما استمعا من قادة المرتزقة إلى أسباب الفشل والانكسارات التي وصفها الفار هادي ب(غير المبررة) في ضوء الإمكانيات في العتاد والأموال التي تضخها المملكة العربية السعودية. وأضافت المصادر إن قادة المرتزقة طلبوا من الفار هادي والفار علي محسن إبلاغ القيادة السعودية بالحاجة المُلحَّة إلى صرف مرتبات المرتزقة المتعثرة منذ 7 أشهر لبعض الوحدات داخل كل لواء، وكذلك الحاجة إلى الذخيرة. وحسب المصادر فقد عاد الفاران إلى الرياض بعد ساعات من الزيارة، ومن المقرر أن يقدما تقريراً مفصلاً بها إلى اللجنة الخاصة ومندوب استخبارات وزارة الدفاع السعودية. وفي اعتراف بالتوجه السعودي نحو التصعيد الشامل والتي كان قائد المرتزقة في تعز المقيم حالياً في تركيا، حمود المخلافي قد أفصح عنه قبل يومين قالت قناة (الحدث) السعودية أمس إن هادي أعلن من مأرب أنه سوف يرفع علم الجمهورية اليمنية في صنعاء وجبال مران محافظة صعدة، وأنه ألمح بعدم العودة إلى مشاورات الكويت. وكان المخلافي قال في تصريحات صحفية أنه تم إبلاغهم من السعودية بأن الحرب مستمرة ولا بد من اقتحام صنعاء. إلى ذلك، قال ل"اليمن اليوم" مصدر قبلي موالي للعدوان في مأرب -اشترط عدم ذكر اسمه- إن زيارة هادي ونائبه علي محسن الأحمر، ورئيس وزرائه أحمد عبيد بن دغر جاءت بعد تلقي غرفة العمليات في الرياض مذكرات من القيادة في مأرب عزت فيها أسباب الانكسارات المتلاحقة في نهم وصرواح والجوف إلى عدم صرف المرتبات والتلاعب بالمستحقات المالية، وكذلك النقص الحاد في الذخيرة. وأضاف أن هادي التقى ومن معه بقادة الجبهات واستمع إلى وجهة نظرهم عن أسباب الانكسارات، معتبراً تلك المبررات المشار إليها غير مقنعة وغير مبررة، ومع ذلك وعد بحلها فوراً. ولفت أن هادي صارحهم بالنسبة لملف المرتبات طالباً منهم تصحيح الكشوفات وحذف الأسماء الوهمية وهي بالمئات، وبالنسبة للذخائر، وجه فوراً بتعزيزات عاجلة وصلت مساءً مدينة مأرب وعددها 10 قواطر ذخيرة. وقال المصدر القبلي إن برنامج هادي كان يتضمن زيارة تفقدية إلى صافر، إلا أن قصف بصواريخ الكاتيوشا أجبره على الفرار على متن مروحية عسكرية إلى نجران ومنها إلى الرياض. وعن أسباب النقص الحاد في الذخيرة، قال ذات المصدر إن القصف بالصواريخ الباليستية التي استهدفت التعزيزات الضخمة المتوجهة إلى نهم، وكذلك المخزنة في معسكر تداوين والمنطقة العسكرية الثالثة التهمت معظمها، فضلاً عن عمليات نهب واسعة ومنظمة تقف خلفها جهات رفض الإفصاح عنها. وشكلت مديرية نهم محافظة صنعاء العنوان الأبرز للمعارك خلال إجازة عيد الفطر المبارك، إثر مخططات تصعيدية للعدوان السعودي حولتها القوة الصاروخية للجيش إلى "هشيم تذروه الرياح"، فضلاً عن هجمات مضادة شنها الجيش واللجان الشعبية تكللت بتطهير 6 مواقع عسكرية وجبلين استراتيجيين يطلان على الجوف، فيما واصلت غارات العدوان الجوية حصد أرواح المدنيين.. وأخرى طالت مواقع للجيش واللجان وخلفت شهداء وجرحى، في المجاوحة وبني فرج والمدارج وبني قطران وآل سبانة وجبل يام والضبوعة والسلاطة.. فيما أحدثت مجزرة في منطقة محاذية لنهم، وتتبع إدارياً حريب القراميش محافظة مأرب، وخلفت 5 شهداء وعدد من الجرحى بينهم أطفال ونساء. تصعيد العدوان في نهم بدأ بشكل ملحوظ في العشر الأواخر من رمضان، حيث وصلت تعزيزات سعودية ضخمة إلى مأرب في 3 دفعات، عبارة عن مدرعات حديثة ودبابات ومدفعية ذاتية الحركة وأطقم عسكرية، والمئات من المرتزقة –يمنيين وأجانب- وخبراء سعوديين.. وما أن أعلن المبعوث الأممي إلى بلادنا إسماعيل ولد الشيخ أحمد رفع جلسات مشاورات الكويت إلى ما بعد إجازة العيد حتى بدأ التحرك العسكري للعدوان في جبهة نهم بالتزامن مع حملة إعلامية تضليلية كبيرة زعمت إحكام السيطرة على نهم والتقدم صوب أرحب في الطريق إلى صنعاء، ولكن الواقع كان أكبر من كل ذلك، حيث أسفرت المعارك المتواصلة عن تراجع كبير لقوات العدوان وانتصارات ميدانية للجيش واللجان، وتطهير مواقع وجبال مطلة على محافظتي مأربوالجوف أهمها جبل يام، شمال الفرضة والذي تم تطهيره فجر أمس، وكذلك جبل المغناطيس، شمال شرق فرضة نهم، والذي تم تأمينه الجمعة، وفرض السيطرة النارية على مفرق الجوف وسط خسائر فادحة في صفوف المرتزقة في جبل يام وقرود، بران وأسفل فرضة نهم.. في حين تمكنت القوة الصاروخية للجيش من سحق تعزيزاتهم. القوة الصاروخية للجيش وبالتزامن مع الانتصارات الميدانية استهدفت بثلاثة صواريخ باليستية التعزيزات والتجهيزات الضخمة للعدوان، الأول والثاني استهدفا تجمعاتهم أسفل فرضة نهم وألحقا خسائر فادحة بشرية ومادية في صفوف المرتزقة وأحبطا مخططهم تنفيذ زحف كبير باتجاه الفرضة وبقية مناطق نهم.. مؤكدة أن من بين القتلى قائد مدفعية ما يسمى اللواء (141) الذي يتولى قيادته هاشم الأحمر. فيما الثالث استهدف تجمعاتهم التي كانت لا تزال داخل معسكر تداوين شمال شرق مدينة مأرب. وقال مصدر طبي ل"اليمن اليوم" إن أكثر من 35 قتيلاً من مرتزقة العدوان وصلوا على متن 8 سيارات إسعاف إلى مستشفى الرئيس الصالح وسط مدينة مأرب، إضافة إلى وصول عدد من المصابين أغلبهم إصاباتهم خطيرة جراء الضربة الصاروخية على (تداوين). وشكلت نهم ولا تزال محرقة لمنتسبي ما يسمى اللواء (141) والذي أوكلت إليه قيادة جبهة نهم، حيث لقي أركان حربه زيد الحوري وعدد من قادة كتائبه مصرعهم في وقت سابق، فضلاً عن المئات من مقاتلين معظمهم من المغرر بهم من أبناء محافظتي عمران وحجة. تأمين مواقع استراتيجية في الجوف وتفجير مخزن أسلحة وفي محافظة الجوف، سيطرت قوات الجيش واللجان الشعبية أمس، على مواقع استراتيجية في مديريات خب والشعف والغيل والمتون.. فيما دمرت مخزن أسلحة تابع للمرتزقة شمال شرق مدينة الحزم. وقال مصدر عسكري ل"اليمن اليوم "إن قوات الجيش واللجان الشعبية تصدت أمس لهجوم شنه المرتزقة في منطقة الصبرين مديرية خب والشعف وتحول دافع الجيش واللجان إلى هجوم مضاد تكلل بالسيطرة على موقع (لاريك) الاستراتيجي شرق جبل الصبرين بعد معارك عنيفة استمرت ساعات وخلفت خسائر فادحة في صفوف المرتزقة وتدمير آليات، فيما استشهد 4 من الجيش واللجان وأصيب 5 آخرون. وكانت قوات الجيش واللجان سيطرت على ثلاثة مواقع في جبيل أيبر في الجهة الجنوبية من مديرية الغيل، بالإضافة إلى أربعة مواقع في منطقة حام الأسفل في مديرية المتون بهجمات مضادة. وأضاف المصدر أن قوات الجيش واللجان الشعبية قصفت في وقت متأخر من مساء أمس الأول، مخزن أسلحة تابع للمرتزقة في جبل شيحاط شمال شرق مدينة الحزم، مركز المحافظة، وشوهدت ألسنة اللهب تتصاعد من المخزن، فيما نقلت سيارات الإسعاف القتلى والجرحى إلى مستشفى الحزم الحكومي. إلى ذلك تواصلت غارات العدوان على محافظة الجوف طيلة أيام إجازة العيد مستهدفة مديريات الغيل والمصلوب والمتون.