استقبل الزعيم علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية السابق، رئيس المؤتمر الشعبي العام، مساء أمس.. ومعه عارف عوض الزوكا، الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام، السيد إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى بلادنا، الذي أطلع الزعيم على نتائج المرحلة الأولى من مشاورات الكويت، وكذلك نتائج اتصالاته ومشاوراته مع بقية الأطراف والدول المعنية بتحقيق السلام في اليمن، بهدف التوفيق بين المواقف والرؤى التي من شأنها الوصول إلى حلول شاملة وكاملة لكل القضايا محل الخلاف، وتحقيق الوفاق الوطني الهادف إلى بناء الدولة اليمنية الحديثة، دولة النظام والقانون والعدالة والمساواة، وحق المشاركة للجميع. وقد رحب الزعيم علي عبدالله صالح بالسيد إسماعيل ولد الشيخ في زيارته الحالية إلى صنعاء، والتي ستتيح له الفرصة للوقوف عن كثب على ما يتعرض له شعبنا من عدوان ظالم، وما يعانيه اليمنيون جراء العدوان والحصار، متمنياً له التوفيق والنجاح في مهمته الأممية الرامية إلى إرساء دعائم الأمن والسلام في اليمن والتوفيق بين كل الأطراف لحل القضايا والمشاكل التي تواجه اليمنيين، وبما يحقق التوافق وحق المشاركة للجميع في مسيرة البناء الوطني وتحقيق تطلعات اليمنيين في أن يعيشوا حياة آمنة ومستقرة، وإجراء مصالحة وطنية شاملة لا تستثني أحداً. كما أكد الزعيم صالح بأن المؤتمر الشعبي العام حريص كل الحرص على نجاح المشاورات الجارية في دولة الكويت الشقيقة برعاية الأممالمتحدة، وأن وفد المؤتمر الشعبي العام جاهز لاستئناف المشاورات في موعدها المحدد.. وبما يضمن وقف العدوان ورفع الحصار.. وإلغاء وضع اليمن تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، وإلغاء العقوبات على الأفراد، وبالتالي الإسهام الفاعل لإنجاح الحوار مع كل الأطراف المعنية.. وتجنيب اليمن مخاطر وويلات الحروب وأعمال الإرهاب التي اتسعت أنشطتها وتوسعت جراء العدوان على بلادنا.. وهو ما يجب على المجتمع الدولي الوقوف إلى جانب اليمن للقضاء على آفة الإرهاب وتجفيف منابعه ومنطلقاته الفكرية، كون الإرهاب يشكل أكبر خطر على الأمن القومي العربي والسلام والأمن الدوليين. مجدداً الشكر والتقدير للجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون، ومبعوثه الخاص السيد إسماعيل ولد الشيخ أحمد، من أجل إحلال السلام وإيقاف العدوان والحروب والاقتتال بين أبناء الوطن الواحد، ويضع حداً للتدخلات الخارجية في شئون اليمن التي يجب أن تبقى بمنأى عن الصراعات الإقليمية والدولية، وأن لا يُتخذ منها ساحة لتصفية الحسابات بين الأطراف الإقليمية والدولية المتصارعة على النفوذ والسيطرة والهيمنة بأي شكل كان. وأكد الأخ الزعيم للمبعوث الأممي أن المؤتمر الشعبي العام مع السلام.. وينشد السلام للجميع، ويرفض الحرب والاقتتال، ويدعو إلى الحوار المسئول، خاصة وأن الحوارات السابقة كانت على مشارف الوصول إلى الحلول العملية الناجعة، حتى حدث العدوان الظالم والغاشم على وطننا وشعبنا، وقضى على آمال اليمنيين وجهود كل القوى السياسية في سعيها للوصول إلى ما يحقق التوافق والشراكة الوطنية الحقيقية. مشيراً إلى أنه لن يتحقق الحل الشامل والحقيقي إلا عبر حوار شجاع ومسئول بين اليمن والجارة السعودية، أسوةً بما حدث عام 1970م من حوار ومصالحة أفضت بعد سبع سنوات من الحرب ضد الثورة والجمهورية إلى مصالحة وطنية بين اليمنيين كفلت حل كل المشاكل والقضايا التي كانت محل خلاف فيما بينهم. من جانبه عبر السيد إسماعيل ولد الشيخ أحمد عن شكره وتقديره لمواقف المؤتمر الشعبي العام وحلفائه بقيادة الزعيم علي عبدالله صالح، الحريص على سلامة اليمن وسيادتها واستقلالها، مشيداً بموقف وفد المؤتمر بشكل خاص، والوفد الوطني بشكل عام في مشاورات الكويت، وعلى تحليه بالصبر والقدرة والطرح العقلاني، معبراً عن أمله وأمل الأممالمتحدة والمجتمع الدولي في أن تتحلى كل الأطراف المشاركة في مشاورات الكويت بالشجاعة والشعور بالمسئولية الوطنية لإخراج اليمن من الوضع الكارثي الذي وصلت إليه الأمور، وخاصة في الجوانب الإنسانية والحياتية والأمنية، وبما يحقق السلام للجميع، وحق المشاركة لكل قوى وفئات المجتمع في بناء اليمن الجديد. الوفد الوطني يجدد التزامه إلى ذلك التقى المبعوث الأممي وفد القوى الوطني المكون من وفد المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله، وأطلعهم خلال اللقاء على نتائج لقاءاته الأخيرة مع وفد الرياض. وفي اللقاء أكد الوفد الوطني التزامه وحرصه على استئناف المشاورات في موعدها غداً الجمعة. تصعيد سعودي وفيتو روسي من جهته جدد العدوان السعودي رفضه العودة إلى مشاورات الكويت وتشكيل حكومة وحدة وطنية، رافعاً شعار (الحسم العسكري ومعركة صنعاء)، فيما أطاح (فيتو) روسي في مجلس الأمن أمس بمخططات سعودية كارثية في اليمن. ونقلت قناة الحدث السعودية مساء أمس عن ما أسمته الوفد الحكومي المشارك في مشاورات الكويت أن "أمل استئناف المشاورات بات ضئيلاً"، وأنه: لا يلوح في الأفق أن هناك كويت 2". وقالت: إن (حكومة الشرعية) –حسب وصفها- ترفض تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الحوثيون، قبل عودة هادي وحكومة الشرعية إلى صنعاء وانسحاب مليشيات التمرد من كافة المدن وتسليم الأسلحة، حسب توصيف القناة. وكشفت القناة السعودية عن تعزيزات وصفتها ب "الضخمة" إلى مأرب تخص "معركة صنعاء" مؤكدة الحسم العسكري هو الخيار الأوحد. وحال فيتو روسي أمس دون إقرار مجلس الأمن الدولي مسودة قرار قدمته بريطانيا بشأن اليمن، بعد اعتراضها على بنود أدرجت في البيان عن طريق اللوبي السعودي بمساندة من مندوبي الدول الخليجية والعربية المشاركة في تحالف العدوان السعودي على اليمن. وكانت روسيا اعترضت في جلسة سابقة على القرار الذي صاغه النظام السعودي بالتنسيق مع الفار عبدربه منصور هادي وحكومته المزعومة، والذي يؤكد على "ضرورة استعادة الحكومة السيطرة على مؤسسات الحكومة وإزالة أي عقبات وعراقيل في هذه المؤسسات تحول دون ممارستها لمهامها على نحو ملائم". وقالت مصادر دبلوماسية إن مندوب روسيا في مجلس الأمن الدولي شدد على ضرورة الحل السياسي التوافقي الهادف إلى وضع حل للأزمة اليمنية عن طريق تأليف حكومة انتقالية توافقية يشارك فيها جميع اليمنيين. وطبقا لمصادر إعلامية فقد طالبت مسودة البيان الأممي الذي أسقط بالفيتو الروسي "الأطراف جميعا باستئناف المحادثات في الكويت في الخامس عشر من يوليو الجاري دون شروط مسبقة، كما حض على تقديم مقترحات لصياغة خارطة طريق شاملة لإجراءات تنفذ بشكل متناسق وكجزء من اتفاق ينهي الصراع". ويرأس اجتماعا استثنائياً للجنة العامة للمؤتمر رأس الزعيم علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية السابق رئيس المؤتمر الشعبي العام، أمس اجتماعا استثنائيا للجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام، خصص لمناقشة آخر المستجدات على الساحة الوطنية وفي مقدمتها تحديات استمرار العدوان السعودي الغاشم وما يتعلق بمشاورات السلام في الكويت. وفي الاجتماع تحدث الزعيم صالح مجددا شكره وتقديره الكبيرين لصمود شعبنا اليمني العظيم في مواجهة العدوان السعودي الغاشم والحصار الجائر المفروض عليه، ومجددا أيضاً موقف المؤتمر الصامد في مواجهة العدوان والوقوف إلى جانب قضية الشعب اليمني الذي يتعرض للقتل والتدمير والحصار والتجويع. وشدد الزعيم على ضرورة تماسك وتوحد الجبهة الداخلية في مواجهة العدوان، والعمل على كل ما من شأنه تحقيق التوافق بين القوى الوطنية الرافضة للعدوان، وفي مقدمتها المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله. وأكد رئيس المؤتمر الشعبي العام على ضرورة الالتزام بخطاب سياسي وإعلامي مسؤول، يسهم في توحيد الجبهة الداخلية، مشددا على أن المؤتمر الشعبي العام ليس في عداء مع أحد ويدعو للتصالح والتسامح مع كل القوى السياسية الخيرة، والتي تحمل هم الوطن، لما فيه مصلحة اليمن، حاثا على نشر ثقافة التسامح والمحبة والإخاء والتوحد والصمود في مواجهة العدوان والكف عن المهاترات والمكايدات التي لا تخدم المصلحة الوطنية، خاصة في ظل ما تتعرض له اليمن من عدوان سعودي غاشم، وحصار جائر، ومؤامرات تستهدف وحدته وسيادته واستقلاله. هذا وقد استمع الاجتماع إلى تقرير من الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام، رئيس وفد المؤتمر المشارك في مشاورات الكويت الأستاذ عارف عوض الزوكا، حول آخر التطورات المتعلقة بما يتصل بالمشاورات وموقف المؤتمر الشعبي العام منها. وقد جددت اللجنة العامة مواقف المؤتمر المبدئية والثابتة من القضايا الوطنية، وفي مقدمتها مواجهة العدوان السعودي المستمر والحصار الجائر، مشيدة في الوقت نفسه بالصمود الأسطوري لأبناء الشعب اليمني في مواجهة العدوان، مؤكدة على ضرورة تعزيز التلاحم والصمود الداخلي. وأكدت اللجنة العامة جاهزية وفد المؤتمر الشعبي العام لاستئناف مشاورات الكويت، والعمل بما من شأنه إيقاف العدوان المستمر، ورفع الحصار الجائر، والحفاظ على ثوابت الوطن المتمثلة في وحدته وسيادته واستقلاله، وتحقيق السلام الشامل والدائم. وحيت اللجنة العامة أبطال القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية، وكل المتطوعين في جبهات الصمود والذود عن الوطن في وجه الغزاة والمرتزقة. هذا وقد ناقشت اللجنة العامة عددا من القضايا المدرجة في جدول أعمالها، واتخذت إزاءها القرارات المناسبة.