"شوطنا فوق احتمال الاحتمال ** فوق صبر الصبر لكن لا انخذال نغتلي نبكي على من سقطوا ** إنما نمضي لإتمام المجال دمنا يهمي على أوتارنا ** ونغني للأماني بانفعال مُرَّةٌ أحزاننا لكنها** يا عذاب الصبر أحزان الرجال" * **** هذه الليلة قمر غائب وشمس غاربة وليل مدلهم الظلمة لا تنيره إلا حرائق صواريخ آل سعود على جثث الموتى وجثامين الشهداء. جثث ممزقة ودماء سيالة والموت يختلط بالموت والغضب يصرخ في وجوه هذه المسوخ البشرية التي تسلطت على تاريخنا المعاصر وعلى مقدساتنا الإسلامية. حين تواجههم أسودنا في كل بقاع المواجهة وتسيطر على الجبال والوديان والبحار والشطآن لا يجدون إلا سماء مفتوحة لا يوجد تحتها من يواجههم فيزهقون أرواح العزل من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ والشباب الذين يصيبهم القتل غيلة بدون ثمن. حصيلة اليوم كانت كبيرة إذ إن الناس مجتمعون للعزاء وتحت قبة هذا العزاء ينتظر آل سعود البرابرة صيدا سمينا فهنا يعبرون عن غلهم وينتقمون لهزائمهم وهنا لا يحاسبهم أحد. في محرم الحرام هذا الشهر الذي كان الجاهليون يعظمونه فيجد الرجل قاتل أبيه ولا يكلمه تعظيما لحرمة الشهر لكن آل سعود افتتحوا تاريخهم الدموي باستحلال كل الحرمات، حرمات الشهور وحرمات الأماكن. نتذكر الآن كيف غدروا واستباحوا حجاج اليمن في "تنومة" في الشهر الحرام وكيف استحلوا حرمة البيت الحرام وقتلوا الحجيج وكيف استحلوا تاريخنا كله. واليوم وكما بدأوا تاريخهم فإنهم ينهونه باستحلال الحرمات وانتهاك جلال الموت، هنا جمع من البشر يجتمعون للعزاء فتكون المأدبة شهية وتتساقط الصواريخ تباعا لكي لا تبقي على أحد منهم. صنعاء أصبحت طاهرة منهم والدور الذي كان يقوم به عملاؤهم من القتلة والانتحاريين وطلاب مدرسة القتل والجريمة التي ظهرت بظهورهم بتفجيرات انتحارية أصبح يقوم بها طيارون من السماء وطائرات وهبتها لهم أمريكا لكي يكملوا تاريخهم المسعور بها. الرحمة للشهداء الكرام والشفاء للجرحى ولكل أبناء شعبنا العزاء بهذه الجريمة المروعة واللعنة على آل سعود وقواديهم الذين يدلونهم أين وماذا يقتلون من أرضنا وشعبنا وعلى جيشنا ولجاننا الشعبية أن تنتقم لشعبنا منهم أجمعين والنصر آت لا محالة وإن غداً لناظره قريب. _________ *شعر المرحوم عبدالله البردوني