أثارت تصريحات السفير السعودي في أمريكا بشأن استمرارية الحرب في اليمن، مشاعر الكثير من الناس في اليمن وغير اليمن مع تعدد الأسباب والتعليلات لدى هؤلاء وأخذها كل طرف بطريقته وشكلها وفق رؤيته.. والظريف في الأمر أن الموضوع هذا أخذ في اليمن هامشاً تجاوز ما دونه وتغلب على ما سواه بما في ذلك الماده الإعلامية الأكثر سخونة في الوسط الإعلامي وأدوات التواصل الاجتماعي المتمثلة بموضوع الراتب والمرتبات. وهو أمر دفع بكاتب هذه السطور للتدخل والمشاركة استنادا إلى ثابت معرفي وخلفية وافية بطبيعة الموقف وهي خلفية تجيز لي الدفاع عن السفير السعودي بل والدبلوماسية السعودية برمتها.. فصاحب السعادة لم يرتكب أي خطأ بحق الشعب اليمني، ولم يخرج عن القاعدة الدبلوماسية المعروفة في هذا الوسط، والسفير تحدث بهذه اللغة المتعارف عليها في السلك الدبلوماسي وهي التحدث بلغتين، والتوقف عند حافة المعطى. لقد استحضر صاحب السعادة (جداً) الواقع السعودي في تصريحه واستدعى واقعاً اجتماعياً سعودياً أشارت إليه أبحاث وتقارير عربية ودولية كثيراً وحددته بظاهرة اعتداء النساء في السعودية على أزواجهن بالضرب، وذكرت إحدى المنظمات المختصة في تقرير لها نشر منذ عامين تقريباً أن 37% من النساء في السعودية يعتدين بالضرب على أزواجهن في المشاجرات المنزلية. وحذر مسئول سعودي من تنامي العنف المنزلي داخل السعودية بصورة تبعث على القلق، لاسيما تلك التي تحدث أمام أعين الأطفال. وفيما ذكرت هذه التقارير أن نسبة كبيرة من الزوجات تشترط أن تكون العصمة بيدها، وتكون صاحبة القرار في الانفصال، عزت بعض المصادر هذا الجانب إلى اعتماد الكثير من الأزواج على علاقاتهم بالخادمات الأجنبيات وترك مصير زوجاتهم بأيدي السائقين أو العاملين الأجانب لديهم، وهو ما ذهب إليه السفير حين تحدث عن ضرب الزوجة. واستناداً إلى تلك التقارير فإن 2% فقط من الأزواج يقدمون في حالات الغضب أو تحت تأثير المخدرات بالاعتداء على زوجاتهم مقابل 37% من النساء اللواتي يضربن أزواجهن، وهي نسبة يمكن معها أن يستقرئ الإنسان العادي أسبابها أو دوافعها، وهو ما ذهب إليه السفير في تصريحه، سيما إذا كان من ذلك الفصيل من الدبلوماسيين السعوديين الذين يعتقدون أنهم يمثلون عائلة وليس دولة.