نشرت صحيفة (عربي 21) المقربة من الحركة الدولية للإخوان المسلمين تقريراً حول العمليات العسكرية التي شهدتها صحراء ميدي في شهر يوليو الماضي من هذا العام. وتأكيداً لتقارير سابقة نشرتها "اليمن اليوم" عن سير المعارك في جبهات ميدي وحرض (حجة) –الموسم والطوال (جيزان) قالت الصحيفة الإخوانية الدولية إن مصادر ذات صلة بتلك المعارك كشفت عن أن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية تعمد تصفية المقاتلين في صفوف التجمع اليمني للإصلاح عبر زجهم في معارك ميدي التي التهمت منهم نحو ألفي مقاتل بين قتيل وجريح، فضلاً عن القضاء على كتيبتين كاملتين من حرس الحدود وقتل خيرة الضباط. ونسبت الصحيفة إلى مصادر قريبة من قيادة المنطقة ما وصفته ب(إماطة اللثام) عن جانب من أسرار تعثر وتراجع الشرعية (قوات المرتزقة) في حرض وميدي التابعتين لمحافظة حجة شمال اليمن التي تشترك بحدود برية وبحرية مع المملكة، ودور القيادة الغارقة في وحل الفساد، وموقف التحالف العربي (تحالف العدوان) ، لاسيما أن الجبهتين تحولتا إلى ميدان لاستنزاف القوة البشرية للقوات الحكومية –مرتزقة العدوان- لصالح الحوثيين وقوات صالح. وقالت المصادر التي اشترطت عدم كشف هويتها لحساسية الموضوع (حسب الصحيفة) إن ذاكرة المقاتلين من منتسبي الجيش الوطني –المرتزقة- في ميدي وحرض، تختزن أحداثا موجعة، كانت كلفتها أرواحهم بعدما زج بهم في معارك يغيب عنها تماما "التخطيط الاستراتيجي العسكري" تسببت في سقوط مئات القتلى والجرحى دون تحقيق أي مكاسب على الأرض. وأضافت أنه في تاريخ 18من تموز/يوليو الماضي، اجتمع ضباط من قيادة المنطقة لوضع خطة للتقدم والسيطرة على حرض الحدودية مع جيزان السعودية، كان الهدف من الخطة في الحقيقة ليس (تحرير) حرض بأكملها كما جرى إشاعة ذلك، بل الوصول إلى "جمرك حرض القديم" والسيطرة عليه. وعقب وضع الخطة بثلاثة أيام، وتحديدا في يوم 21 من الشهر ذاته، وفقا للمصادر أعلنت قيادة المنطقة العسكرية الخامسة، إطلاق عملية واسعة للسيطرة على المدينة، في ثالث هجوم فاشل، لم يسفر عن تحقيق أي مكاسب نوعية، سوى السيطرة على منطقة الجمرك القديم. وأشارت إلى أن الهجوم تم دون أي حسابات للكلفة البشرية للجنود، رغم خطورة مسرح العملية المليء بالألغام، وبدأ الهجوم ب"أفراد" من قوات المشاة الذين وقعوا في مصيدة الألغام المزروعة، والقناصين المتمركزين بالفنادق القريبة من جمرك حرض القديم. ونقلت المصادر عن مدير عام مستشفى الملك فهد في جيزان، اندهاشه من حجم الخسائر المأهولة في صفوف جيش الشرعية- المرتزقة- ففي يوم 21 من يوليو، تاريخ انطلاق عملية استعادة (احتلال) حرض، استقبلت مستشفيات إمارة جيزان 213 بين قتيل وجريح. وبحسب المصادر فإن الجيش–مرتزقة العدوان- خسر في هجوم سابق قرابة 70 قتيلا و 15 جريحا، والسيطرة على مساحة تقدر ب"عشرات الأمتار" في حرض. لافتا إلى أن حرض تحيط بها أكثر من 15ألف لغم. المسرح العملياتي للمنطقة وتعد المنطقة الخامسة، إحدى المناطق التابعة للجيش اليمني وتنتشر في محافظتي الحديدةوحجة (غرب وشمال البلاد) ومركز قيادتها مدينة الحديدة الخاضعة لسيطرة الحوثيين منذ أكثر من عام ونصف. لكنها تدير عملياتها الحربية من الأجزاء الخاضعة لسيطرة الشرعية –المرتزقة- في أطراف مديريتي "ميدي وحرض"، بالإضافة إلى غرفة العمليات المشتركة المكونة من التحالف والشرعية (قوات المرتزقة) في جيزان. وتتكون المنطقة من خمسة ألوية عسكرية بينما يجرى حاليا تشكيل لواء عسكري سادس، فيما تناوب على قيادتها أربعة قادة الأول اللواء الركن محمد راجح لبوزة، والثاني اللواء عادل القميري الذي تمت إقالته في ظروف غامضة، واللواء علي حميد القشيبي، واللواء توفيق القيز. حجم الخسائر للشرعية وكشفت المصادر القريبة من قيادة الجيش –مرتزقة العدوان- في محوري حرض وميدي عن حجم الخسائر البشرية في صفوفها والتي بلغت نحو "600 قتيل و1200 جريح". محسوبية وتآمر وأفصحت المصادر اليمنية عن تنامي مظاهر المحسوبية داخل ألوية الجيش –مرتزقة العدوان- المرابطة في أطراف ميدي وحرض، ومنح الألوية لأقارب القادة دون غيرهم، وإبعاد أقوى التشكيلات العسكرية من أهم مناطق الاشتباك مع قوات صالح والحوثي في ميدي، كإحدى خطط التآمر على قادتها المعروفين بكفاءتهم وحنكتهم ميدانيا. ولعل أبرزها " نقل كتيبتين عسكريتين من اللواء الثاني حرس حدود، الذي يقوده العميد منصور الزافني، والذي يرابط في أطراف ميدي الساحلية إلى مدينة حرض، بعد حصوله على وعود بتسليم إدارة الجمرك فيها لشقيق الزافني، لإدارته. إنهاء كتيبتين كاملتين وذكرت أن إجراء الزافني تسبب في تشتت قوات الكتيبتين فضلا عن تلاشي كتيبة" الفاروق" أقوى كتيبة في اللواء الثاني حرس حدود، كان يقودها العقيد أنور الشراعي، إلى جانب الخلافات التي نشبت بين الشراعي والزافني بسبب هجوم فاشل على الحوثيين وقوات صالح في ميدي، لم يحقق أي تقدم على الأرض، بل تسبب في فقدان كتيبة" الفاروق" أفضل المقاتلين من ضباط وجنود منهم " أحمد المحفلي، ونوار الشريف، وعبد المجيد معيض، وعصام الزبيدي". وكان الجيش الوطني (قوات المرتزقة) قد أعلن في شباط/فبراير مطلع العام الجاري، مديرية ميدي منطقة محررة بالكامل، إلا أن هجمات مسلحي الحوثي المدعومين بقوات صالح المتتالية، قلصت سيطرة الأول على المديرية الساحلية. وقالت المصادر إنه بعد الهجوم الذي حدث قبل أكثر من 5أشهر على مدينة ميدي المطلة على البحر الأحمر، بهدف انتزاع السيطرة عليها، وبينما كان يتساقط الجنود بين قتلى وجرحى في تلك الصحارى والقفار، ودماؤهم تسكب في جبهات ومواقع القتال، كان اللواء علي حميد القشيبي قائد المنطقة الخامسة السابق "سيئ الصيت" وفق تعبيرها يقيم عرسا صاخبا لنجله الذي تزوج من ابنة العميد منصور الزافني، قائد اللواء الثاني حرس حدود. جثث أكلتها الوحوش وتحدثت المصادر ذاتها، والألم يعتصرها قائلة: دماء جنودهم لم تجف من على أرض المعركة، بل إن بعض جثثهم ظلت مرمية هناك، دون أن يتمكن أحد من انتشالها، وأبرزها جثة "العقيد الطميرة" قائد الكتيبة الثانية باللواء العاشر. حد قولها. وأطاح الرئيس هادي بقائد المنطقة اللواء علي القشيبي، وتعيين اللواء القيز خلفا له في نهاية آب/ أغسطس الماضي. مظاهر الفساد وسردت المصادر في حديثها الخاص ل"عربي21" أبرز مظاهر الفساد والتآمر التي يقف خلفها طابور من الضباط والقادة في هذا التشكيل المتخم ماليا الميت عسكريا وهي على النحو التالي: 1 الاختلاسات ونهب الاعتمادات المالية للألوية التابعة للمنطقة الخامسة العسكرية. 2 نهب وبيع المعدات والتغذية التابعة لمنتسبي المنطقة. 3 التآمر على القادة والضباط الوطنيين الذين تعرض البعض لمحاولات تصفيته والبعض الآخر لفقت تهم ضدهم ومن ثم ترحيلهم. 4 غض الطرف عن تسيب عشرات الجنود عن حضور المعسكرات، وذلك مقابل مبالغ مالية تخصم من المستحقات الشهرية لهم. وبينت أن المعطيات تفيد بأن التحالف الذي تقوده السعودية، تعمد جعل هذه المنطقة التي يشكل أنصار حزب الإصلاح أغلب المنتسبين لتشكيلاتها العسكرية، بؤرة لاستنزافهم بمعارك غير مخطط لها مع مسلحي الحوثي وكتائب صالح. خارطة تمركز قوات الشرعية (المرتزقة) تسيطر قوات الجيش الوطني –مرتزقة العدوان-على منفذ الطوال البري بين حرض وجيزان، وتتواجد على أطراف مدينة حرض وعلى بعد 20 كيلومترا من الأسوار الموجودة على الشريط الحدودي مع المملكة وعلى بعد 7 كيلومترات من الجمرك القديم الذي يبعد عن حرضالمدينة 12 كيلومترا، والخاضعة لسيطرة الحوثيين وقوات صالح. وفي ميدي استعاد الحوثيون وقوات صالح السيطرة عليها بعد تراجع القوات الحكومية (مرتزقة العدوان) بينما تتواجد أغلب قواتها في ميناء يحمل اسم المدينة نفسه.