تواصلت المعارك على أشدها، أمس، بين الجيش واللجان الشعبية وبين مرتزقة وعملاء العدوان السعودي في جبهات القتال بمدينة تعز -مركز المحافظة- موقعة أكثر من 15 قتيلاً من عناصر المرتزقة، بالتزامن مع سقوط قتلى وجرحى آخرين من فصائل أخرى موالية للعدوان بقصف مدفعي وصاروخي استهدفهم بجبهتي الوازعية وذوباب التابعتين لمحافظة تعز وجبهة كرش، محافظة لحج. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري ميداني، أن قرابة ال15 قتيلاً ونحو 20 جريحاً من كتائب أبو العباس ولواء الصعاليك وفصائل أخرى موالية للعدوان سقطوا، أمس، بنيران الجيش واللجان في جبهات القتال المشتعلة شرق مدينة تعز. وأوضح المصدر أن المرتزقة جددوا، أمس، محاولاتهم للتقدم في ثعبات وحسنات ووادي صالة وأطراف الجحملية مسنودين بعناصر من تنظيم القاعدة الإرهابي ودعم عسكري كبير من قبل المنشقين من اللواء 35 مدرع، لافتاً إلى أن المعارك بلغت أمس أشدها أسوة بالأيام الثلاثة الماضية، حيث يستميت المرتزقة لتحقيق أي تقدم في مواقع الجيش واللجان الشعبية. المصدر ذاته أكد أن الجيش واللجان نفذوا عملية نوعية استهدفت وكراً للمرتزقة في ثعبات بقذائف المدفعية في وقت متأخر من مساء أمس الأول بمنطقة ثعبات موقعة فيهم قتلى وجرحى، فيما دُمرت دبابة للمرتزقة بصاروخ مضاد للدروع لحظة قصف الدبابة لمنطقة وادي صالة، بالإضافة إلى قنص عنصرين من المرتزقة أطراف حي الجحملية، منوهاً بسقوط 5 شهداء و9 جرحى من أفراد الجيش واللجان في معارك أمس الثلاثاء. المركز الإعلامي لكتائب أبو العباس "السلفية" من جهته اعترف بمصرع 5 من عناصرهم وإصابة عدد آخر، مشيراً إلى أن من بين القتلى قائد "الكتائب" في جبهة ثعبات ويدعى عبدالملك العدني، فيما اعترف المركز الإعلامي لما يسمى ب"المجلس العسكري" بمصرع 9 وإصابة آخرين. وتأكيداً على المقتلة الكبيرة في صفوف المرتزقة وجهت المستشفيات الواقعة في المناطق التي يسيطر عليها عملاء العدوان بمدينة تعز نداء استغاثة للتبرع بالدماء وإسعاف الجرحى. وفيما ذكرت وسائل إعلامية موالية للعدوان السعودي، أن مرتزقتهم تمكنوا، أمس، من السيطرة على عدد من المنازل بمنطقتي ثعبات والجحملية، إلا أن ذات الوسائل عادت مساء للقول بأنه تم الانسحاب من تلك المنازل بسبب كثرة الألغام. ونفى مصدر عسكري مزاعم المرتزقة، مؤكداً بأنهم سيطروا على أحد المنازل في أطراف حي الجحملية ثم قاموا بتفجيره، انتقاماً من أهالي المنطقة الرافضين للعدوان وللمرتزقة. وفي الجبهتين الشمالية والغربية لمدينة تعز، لقي 3 مرتزقة مصارعهم بعمليات قنص في جبل جرة، شمالاً، والمطار القديم، غرب المدينة. دك مواقع المرتزقة في غضون ذلك حققت القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية، أمس، نجاحات كبيرة في عدد من الجبهات بمحافظة تعز وجبهة كرش في مديرية القبيطة بمحافظة لحج. وطبقاً لمصادر عسكرية متطابقة فإن القوة الصاروخية والمدفعية للجيش واللجان استهدفت تجمعات لمرتزقة العدوان في جبل قرفان بمديرية الوازعية والمناطق المحاذية لجبل راسن التابع لمديرية الشمايتين "التربة" والمحاذي للوازعية من جهة الشرق. كما استهدفت صليات من صواريخ الكاتيوشا تجمعات للمرتزقة وآلياتهم جنوب قرية الحريقية، الواقعة جنوب مدينة ذوباب، على الشريط الساحلي الغربي لمحافظة تعز، بالتزامن مع قصف مماثل استهدف موقعاً للمرتزقة في تبة النجادي بعزلة الأقروض مديرية المسراخ، واستهداف آخر لموقعهم في التبة السوداء بجبهة "كرش-الشريجة" مديرية القبيطة الواقعة في النطاق الجغرافي لمحافظة لحج. وأكدت المصادر أن القصف حقق نتائجه في مختلف الجبهات كبد العدو ومرتزقته خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. جرائم العملاء من جهة أخرى، ذكرت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" أن أشخاصا متنفذين في أوساط المرتزقة بمدينة تعز قاموا بالاستيلاء على أرضية كبيرة تابعة لمصنع البرح، جنوب غرب المدينة تمهيداً لتحويلها إلى سوق شعبي لبيع القات. وأوضحت المصادر أن الأرضية تقع في شارع الأدوية بحي الأجينات وهي مسورة ومساحتها كبيرة، حيث قام المتنفذون بنشر مسلحيهم على متن أطقم عسكرية تابعة لعملاء العدوان، داخل الأرضية والبدء باستحداثات لتحويلها إلى سوق للقات. وتقع الأرضية وسط حي سكني مقتض بالأهالي وتبعد عن سوق القات الرئيس في المنطقة بنحو 150 مترا. ومؤخراً أُغلق سوق ديلوكس الشعبي لبيع القات والخضروات في مدينة تعز، بعد معارك متكررة بين السلفيين والإصلاح نتيجة مساعي كل طرف للسيطرة على السوق وجباية الأموال لصالحه.