أي موجة ساخنة تحدث تتولى الحرب تقديمها بطريقة أو بأخرى، كل المدن اليمنية باتت إما مستباحة لطائرات التحالف العربي أو تم ملشنتها وتفخيخها بداعش والقاعدة..!! هذا هو الكمين الذي تم نصبه في طريق اليمنيين..! وما تبقى مجرد تفاصيل..!! تبنى داعش تفجير خور مكسر على غرار الحرب والفوضى، وأمضت عدن ليلة موحشة لها علاقة بفشل هادي وإخفاقاته المتكررة، هذه عدن أولى المدن المحررة لم تستطع النوم وهي غارقة وسط مساء أسود طويل تفارق فيها الثلاثة والخمسين من فتيان المدينة وتحتضن أنين العشرات من الجرحى..! تم الإعلان للجنود عن صرف للمرتبات وتوزيع للرتب العسكرية بينما يتم جمعهم بأداة وطريق قديمة ليكونوا وليمة مذبحة ليست الأولى في المدينة، وتعيد الذاكرة للمجزرة التي طالت جنود اللواء بدر أمام منزل قائدها العسكري سبتمبر الماضي.. تتكرر بذات المشاهد والتفاصيل وتترك خلفها الكثير من علامات التواطؤ والاستفهام..! هذا التفجير لا يصلح أن يكون مجرد عملية إرهابية مباغتة، لقد انتظر القتلة إلى أن تجمع أفراد من الجيش وأصبحت الطوابير مكتظة بمن تهافتوا إليها منذ وقت مبكر، ثم تم وضعهم كالقطيع دون ترتيبات أمنية في ساحة مكشوفة لخائن تم حشوه بعبوة ناسفة، هكذا ترصدهم بعناية ونال منهم بسهولة، ليحصد الموت أرواحهم بتفجير انتحاري في قلب معسكر الصولبان بخور مكسر صدر العاصمة المؤقتة.. والرئيس هادي ينام في الجوار، وحين يأتي لزيارتها يجلب معه الكوارث، ثم يغادرها من فوره. كأن الكراهية هي من ترسم ما تبقى في طريق الحرب، هذا معسكر مستهدف، جنباته وباحاته عرضة للموت، وحين ذهب الجنود بحثاً عن مرتباتهم كانوا يعرفون جيداً أن المسؤول عن حمايتهم هو الزبيدي منذ أول يوم تعين فيها محافظاً لعدن، ولم يعلموا أن أشلاءهم ستتناثر هذه المرة في وضح النهار، هذا وجه الإهمال الحقيقي ولن يتذكر الأهالي أن المحافظ كان منشغل بحراسة المندوب السامي للإمارات في معسكر التحالف، أو أن شائع هو الآخر متفرغ لحصر أسماء "الدحابشة" الذين أخرجهم من عدن ليتقاضى ثمنهم من أبوظبي..! هؤلاء يتصرفون كأي خطيئة ويتمرنون صباحاً على النذالة والعمالة التي جعلت من دماء اليمنيين مهدورة على هذا النحو المخيف..!! خيبات هذه الحرب كثيرة، فعدن أولى المدن المحررة لم تعد صالحة إلا أن تكون الوجه القبيح الذي جاء به التحالف، من يومها والعالم لا يريد أن ينظر إلى عدن كمدينة محررة وحسب، إنه يحاول أن يراها غارقة بالتباشير ويشاهدها لا تكف عن الحركة والنهوض على مدى الساعة، كعربون إخلاص يقدمه التحالف لنموذج الحلم القادم كي يحدق اليمنيون بشغف نحو عدن وقلوبهم تهفوا لاستقبال أول جندي قادم إليهم وهو يرتدي بزة عسكرية اشتراها له التحالف، ليباركوه ويمضون في الطريق الذي وصلت إليه عدن..!!