انتقد جنرالات باكستانيون بارزون تعيين القائد السابق للجيش الباكستاني، راحيل شريف، قائداً لقوات ما يسمى التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، مؤكدين أن ذلك يأتي في سياق الحرب على اليمن. وأعلن وزير الدفاع الباكستاني، خواجه عاصف، أنه تم تعيين شريف الذي تقاعد في نوفمبر الماضي، قائداً للتحالف الذي أسس أواخر العام 2015م بمبادرة من السعودية، ويبلغ عدد الدول المشاركة فيه 14 دولة. وقوبل هذا الإعلان بانتقادات واسعة في صفوف قيادات الجيش الباكستاني. واعتبر الجنرال الباكستاني البارز، طلعت مسعود موافقة بلاده على هذه الخطوة موافقة على المشاركة العسكرية ضد اليمن"، وقال في مقابلة تداولتها وكالات أنباء عالمية إنه لطالما أعلن وزير الدفاع الباكستاني، خواجة عاصف، أنه تم تعيين راحيل شريف، قائدا لقوات "التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، ووافقت عليه الحكومة، يعني ذلك أن هناك نوعا من الموافقة على المشاركة العسكرية ضد اليمن من قبل هذا التحالف. ولفت إلى أنه ينبغي للمرء أن يكون حذرا للغاية عند الانخراط في العملية العسكرية في اليمن، وخصوصا عندما لا يكون هناك إجماع في العالم الإسلامي فيما يتعلق بالنزاع في اليمن. وأشار إلى إن التحالف لا يمكن أن يحقق أهدافه دون قبول دول إقليمية رئيسة، ولذا ربما يصطدم هذا التحالف ضد بعضه البعض. وأكد الجنرال الباكستاني طلعت مسعود، أن التحالف بأكمله مثير للجدل وتقوده منظمة لا يدعمها كل العالم الإسلامي، مشيراً إلى أنه ليس بالقرار المناسب. وأوضح الجنرال مسعود، أن هذا التحالف أنشئ أصلا لدعم المملكة العربية السعودية التي تخوض حربا في اليمن، ولها مصالحها الخاصة. وقال إنه على الرغم من أن هناك عدة دول تدعم السعودية في حربها باليمن، لكن هناك في الوقت نفسه، دول عدة تعارض ذلك. في السياق، حذر المحلل العسكري في الدفاع الباكستانية، حسن عسكري رضوي، من انجرار باكستان إلى صراعات، وخصوصا في سورياواليمن، نيابة على الآخرين. وقال حسن عسكري، إن التحالف الإسلامي لم يباشر مهامه، ولم يتضح بعد ما إذا سيتبع نموذج الناتو، أو شيئاً أشبه بعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وأضاف: "إذا قمت بإنشاء قوة من العديد من البلدان، وفي يوم واحد ستذهب السعودية به إلى اليمن أو سوريا". من جانبها قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إن تعيين الجنرال راحيل شريف، تلقى سيلاً من الانتقادات من المحللين السياسيين وبعض قادة الجيش الباكستاني وناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي، كون ذلك يساعد في تأجيج الصراع الطائفي في باكستان. كما عبرت جماعات سياسية باكستانية، عن قلقها من التعيين، وحثت راحيل شريف على رفض القرار. ونقلت "الغارديان" عن محللين أن المواجهة منذ عقود بين السعودية وإيران ساعدت في تأجيج الصراع الطائفي في باكستان. واتُهم كلا البلدين بدعم الجماعات المسلحة في باكستان، حيث كانت الأقلية الشيعية هدفا لهجمات لا هوادة فيها. ويخشى المحللون من تورط بلادهم في اليمن الذي من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم التوترات الطائفية في وطنهم (باكستان). ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أنه في عام 2015، رفضت باكستان الانضمام إلى العمليات العسكرية في اليمن على الرغم من الضغط المستمر من المملكة العربية السعودية، للتدخل ضد جارتها الفقيرة. وبحسب صحيفة "الغارديان"، تكافح إسلام أباد منذ فترة طويلة لإيجاد توازن بين المملكة العربية السعودية - حيث يتواجد الآلاف من العمال المغتربين الباكستانيين في المملكة -، وإيران المجاورة التي تأمل في بيع الغاز إلى باكستان المتعطشة للطاقة. وتعليقا على ذلك، قال محلل باكستاني بارز لوكالة "باكستان تودي" إن تعيين راحيل شريف لقيادة قوات التحالف التي تقودها السعودية غير مناسب، في وقت تقود السعودية ودول سنية حربا في اليمن.