سعت المملكة العربية السعودية إلى تغيير الوضع الإقليمي في المنطقة عبر تكوين حشد قوي وكبير تجلّٓى أخيراً بتشكيل تحالف إسلامي عسكري في مواجهة الإرهاب والغطرسة والتّٓهديد الفارسي الإيراني ويُعٓدُّ التحالفُ الإسلامي العسكري الذي يضم 41 دولة دليلاً جديداً على تصاعد نفوذ المملكة العربية السعودية كما يمثل تقدماً في الحرب السنية التي تخوضها المملكة العربية السعودية وحلفاؤها ضد تنامي الخطر الإرهابي الذي تقوده إيران الفارسية وبرنامجها النووي العسكري الخطير . ومن المُرٓجّٓح أن يتم تعيين الجنرال الباكستاني المتقاعد (راحيل شريف) مستشاراً للدفاع وقائداً للتحالف الإسلامي بقيادة المملكة العربية السعودية لمحاربة الإرهاب الفارسي الإيراني ، ويأتي ظهور تلك التوقعات على وسائل الإعلام الباكستانية عقب تقاعد (شريف) من منصبه كقائد للجيش الباكستاني في شهر نوفمبر الماضي وربط هذا التقاعد بزيارته للمملكة العربية السعودية . ويحظى الجنرال (راحيل شريف) بشعبية كبيرة في باكستان بسبب نجاحاته في عمليات عسكرية ضدّ جماعات إرهابيةٍ مسلحة في المناطق الحدودية بين باكستانوإيران إضافة إلى مساهمات الجيش بقيادته في كشف وإيقاف شخصيات وأحزاب إرهابية باكستانية كانت ترتكب جرائم وجنايات ، واختير (شريف) رئيسا لأركان الجيش الباكستاني في شهر نوفمبر من عام 2013، ويُعرف في الجيش باسم (الرجل المستقيم) ويقال إنه ليست لديه أي طموحات سياسية أو مصالح شخصية، وهذه أحدى العوامل المهمة لاختياره في هذا المنصب عقب انقلابات عسكرية عدة شهدتها إسلام أباد . وترأس (شريف) الأكاديمية العسكرية الباكستانية كما تمكّن من تحقيق شعبية كبيرة خلال فترة قصيرة بمحاربة الإرهاب في باكستان وكشف الكثير من حالات الفساد، كما لعب دورا مهما في تغيير التفكير العسكري في بلاده ، وخلال فترة قيادته للجيش أعاد تصميم برامج التدريب لتلائم مواجهة الإرهاب الداخلي، وطوّر برامج تدريبية لعمليات مواجهة الإرهابيين المسلحين الشيعة ووضع الكثير من تلك البرامج موضع التطبيق الفعلي وينحدر (شريف) من عائلة عسكرية معروفة حيث وصل والده إلى رتبة جنرال قبل تقاعده، وكذلك شقيقه الجنرال (صابر شريف) الذي قُتل خلال الحرب مع الهند . وترتبط الرياض بعلاقات عسكرية وثيقة مع إسلام آباد ربما تكون أوثق علاقات في العالم بين دولتين من دون أن تكون بينهما معاهدات رسمية وتعود العلاقات بين البلدين إلى عام 1969 ، وتُقدم باكستان الإحتياجات التدريبية للقوات الجوية الملكية السعودية . ويتوقع أن يصل تعداد أفراد الجيش الإسلامي للتحالف العسكري لمحاربة الإرهاب والتنامي والتهديد الفارسي الإيراني قرابة 1,5 مليون ، وعدد من أفراد الإحتياط يصل إلى نفس العدد تقريباً ، وسيُشٓكِّل ذلك التحالف الإسلامي السني العسكري فور اكتماله قوة ردعٍ فاعلة ضد الإستفزازات والتهديدات والغطرسة الفارسية الإيرانية الشيعية .
