تواصل الفصائل المسلحة الموالية لطرفي تحالف العدوان (السعودية والإمارات) عبثها في الأحياء الواقعة تحت سيطرتها بمدينة تعز –مركز المحافظة- حيث تجددت حرب الشوارع بين تلك الفصائل وسط المدينة، إثر عملية تصفية لأحد عناصر ما يسمى ب "المقاومة"، ومن جهة أخرى كثف أبطال الجيش واللجان الشعبية من عملياتهم العسكرية ضد العدوان ومرتزقتهم في محور باب المندب والشريط الساحلي الغربي وعدد من الجبهات الأخرى بذات المحافظة والجبهات الواقعة ضمن النطاق الإداري والجغرافي لمحافظة لحج. وأفادت "اليمن اليوم" مصادر محلية في مدينة تعز بأن مسلحين من مليشيات حزب الإصلاح قطعوا شارع جمال وأشعلوا النار في الإطارات احتجاجاً على إقدام عناصر تابعة لكتائب "حسم" السلفية" والمقربة قيادتها من الإصلاح، بقتل شاب يدعى "ردفان الأعجم" أحد المنتمين لمليشيات الإصلاح. وأشارت المصادر إلى أن حملة أمنية تابعة لكتائب حسم التي يقودها السلفي عدنان رزيق، والمقرب من الإصلاح نزلت إلى الشارع وقامت بإطلاق النار في الهواء وتفريق العناصر التي قامت بقطعه، موضحة بأن التوتر كان هو السائد في المنطقة حتى كتابة الخبر التاسعة مساء أمس، حيث توافد العشرات من المسلحين من فصائل معروفه بولائها لحزب الإصلاح في حي الكوثر وسوق الصميل وحي الأشبط، بالتزامن مع انتشار مكثف لمدرعات وأطقم كتائب حسم. وشهدت ذات المنطقة، مساء أمس الأول، معارك بالأسلحة المتوسطة ورشاشات المدرعات وقذائف ال"آر بي جي" بين كتائب حسم ومسلحي فصائل أخرى، في حي الهريش بعصيفرة، وتمددت حرب الشوارع بين تلك الفصائل إلى محيط مدرسة الشعب وجوار مبنى اليمنية بشارع عبد العزيز الحروي غرب حي حوض الأشراف، واستمرت عدة ساعات، أصيب خلالها المواطنون بالرعب، وتضررت واجهات المنازل والمحال التجارية جراء استخدام مدرعة حسم في المعارك التي سقط خلالها قتلى وجرحى من المتقاتلين. وتعود أصل الحكاية، وفقاً لمصادر محلية، إلى قيام مسلحين من عناصر حسم، بقتل الشاب "ردفان الأعجم" عصر أمس الأول، إثر خلافات مع الشاب وشقيقه الذي يعمل بائع قات. وأوضحت المصادر أن أحد أطقم كتائب حسم قام عصر أمس الأول باعتقال شقيق ردفان الأعجم، ومصادرة كمية القات التي كانت بحوزته، ونقله مع القات إلى سجن الكتائب، فقام شقيقه "ردفان" بالذهاب إلى مقر "حسم" وتمكن من إخراج شقيقه مع القات، وأثناء عودتهم في الطريق تبعهم طقم لذات الكتائب، وحصل شجار بين الطرفين تطور إلى إطلاق نار على ردفان الأعجم من قبل أحد مسلحي "حسم" الذي أصابه في رأسه، فارداه قتيلاً، بينما قام الأفراد الآخرون من كتائب حسم بإطلاق النار في الهواء لتفريق الناس وتسهيل هروبهم من السوق. ونقل مقربون من شقيق القتيل ردفان الأعجم، أن الذي أطلق النار عليه من كتائب حسم شخص يدعى "عبدالله" الذي لديه خصومه سابقة مع المجني عليه، واستغل عمله في كتائب حسم، ضمن ما يسمى باللجنة الأمنية، لتصفية خصمه ردفان الأعجم. وطبقاً للمصادر فقد تجمع مسلحون من مربع حي الكوثر وسوق الصميل، بعضهم ينتمون لفصائل أخرى موالية للعدوان أنشأها حزب الإصلاح، وذهبوا إلى مقر قيادة كتائب حسم، للمطالبة بتسليم القاتل، فخرج إليهم القائد الميداني لكتائب حسم "عمار الجندبي" وأبلغهم بأن القاتل ليس من عناصرهم وإنما من أتباع كتائب أبو العباس، غير أنهم أصروا على تسليمه، كونهم يعرفون بأنه من عناصر "حسم" فتعهد الجندبي بتسليمه إلى قيادي فيما يسمى ب "المقاومة" ويدعى "حارث العزي" فانطلق زملاء القتيل إلى الأخير الذي بدوره أفادهم بأن الجندبي لم يسلمه القاتل ويُنكر أنه من عناصرهم. وتشير ذات الرواية إلى أن المسلحين عادوا بعد ذلك إلى مقر قيادة حسم، ليتفاجأوا بالمدرعات تحيط بالمبنى وعناصر حسم يتمركزون في الأسطح، وسرعان ما تبادل الطرفان إطلاق النار، ما أسفر عن سقوط 9 جرحى من الطرفين، وفقاً لمصادر طبية في المدينة، بالإضافة إلى احتراق طقم تابع ل "حسم" . وخلال ساعات المساء أعلنت كتائب حسم حالة الطوارئ في تلك الأحياء، حتى السادسة صباح أمس. في غضون ذلك أصدر القائد الميداني لكتائب حسم "عمار الجندبي" بلاغاً أفاد فيه بأن أحد أفراد ما يسمى ب "اللجنة الأمنية" المشكلة من كتائب حسم ولواء الصعاليك، قام بقتل ردفان الأعجم، عن طريق "الخطاء" وفر القاتل هارباً، ثم جاءت الحملة الأمنية إلى منزل "الجندبي" لمناقشة الموضوع، وتفاجأوا بعد ذلك بإطلاق نار كثيف على السيارات التابعة له وللحملة الأمنية وضرب قذيفتين "آر بي جي" على منزله وطقم تابع لعضو الحملة الأمنية "نبيل الكدهي" وإطلاق وابل من الرصاص على سيارة عضو الحملة الأمنية "خطاب المخلافي" ما أدى إلى إصابة اثنين من مرافقي الكدهي والمخلافي أحدهما نقل إلى العناية المركزة. وقال الجندبي إن إطلاق النار قامت به "عصابة وليد الرغيف" وكان لزاماً عليهم الرد والدفاع عن أنفسهم. وبعد ذلك أصدرت ما تسمى ب "اللجنة الأمنية" بلاغاً حول تلك المعارك، وأوضحت أنه "تم الاعتداء على اللجنة الأمنية من قبل عصابة وليد الرغيف وإصابة 4 من أفراد اللجنة أحدهم في حالة خطرة، بالإضافة إلى محاولة الاعتداء على مقر القيادة العامة لكتائب حسم من محورين من الخلف (سوق الصميل) ومن الأمام (حي الكوثر) مما دعا حراسة وأفراد حسم للتصدي لهم ورد العدوان عليهم. وأمس الأول لقي شاب يدعى "إلياس الدبعي" مصرعه على يد أحد مسلحي كتائب أبو العباس في حي المسبح، بينما شهدت الأحياء الواقعة تحت سيطرة الفصائل الموالية للعدوان في مدينة تعز، الأيام الأخيرة، معارك وحرب شوارع بين السلفيين والإصلاح، أسفرت عن قتلى وجرحى من الطرفين وسقوط ضحايا مدنيين.