كنت وما زلت أعتقد بأن ما نسبته 80%من مشاكل حكام العالم الثالث مصدرها الأصدقاء وليس الأعداء.. أما الرئيس علي عبدالله صالح فإنه أقل الزعماء عرضة لمخاطر الأعداء في العالم، وأنه بهذه الخصوصية يكون الرجل الأول مكررا بعد بابا الفاتيكان أو الأم تريزا، من حيث انعدام فرص الأعداء للنيل منه.. لكنه بكل تأكيد –ووفقاً لهذه الحسبة- أكثر القادة عرضة لمخاطر الأصدقاء وقدرتهم على الإضرار به من حيث يظنون أنهم يحبونه.. أو يحبون أنفسهم من خلاله. أعداء الرئيس صالح فشلوا في الإضرار به نهاية السبعينيات ومنتصف الثمانييات وبداية التسعينيات ونهايتها ومع بداية الألفية الثالثة وفشلوا في توريطه في 94م، وفي 95م مع الدفع بإريتريا لتكون كويت اليمن وهو صدامها.. فشلوا كثيراً حتى مع شيء اسمه ثورة 2011م، ومع أشياء أخرى زحفت من تحت الأنفاق أو هبطت من السماء أو اجتاحت دور العبادة.. أو تسللت إلى غرف النوم.. لم يضرونه إلاّ أذى ومن أضر بالرئيس صالح هم بعض أصدقائه... منذ أن بدأ مسلسل الرحيل إلى الشوارع والخيام وحتى وصل إلى القصور والصالونات المذهبة ونحن نشاهد أصدقاء الرجل يتقدمون المواكب ويهتفون لقراصنة البر والبحر، فيما أنصاره (البلوشي) يلزمون بيوتهم وأماكنهم ويهتفون به -وما أكثرهم- غير أن بعضهم يذهب بعيداً في الانتصار للرئيس أو الكيد له من زاوية الحب (ومن ركن البلادة السياسية) فمنهم مصفر العداد ومنهم داعية للزناد..ومنهم... ومن نافلة القول الإشارة إلى أن أحدهم وقع في يدي منذ يومين عبر مادة صحافية تتحدث عن نبوءة قديمة مفادها ظهور تبع يماني مرشح لحكم الجزيرة والخليج وصولاً إلى البيت الأبيض وقصر الأليزيه والكرملين ونحوه.. وأشار إلى أن الرئيس الصالح هو ذلك (البلد لوزر) الأممي الزاحف نحو العالم.. ولا مشكلة في ذلك إلا أنها صادرة عن شخص للرجل فضل عليه ويحسب صديقاً.. ولهذا الصديق برقية عتاب مفادها التذكير بأن لرئيس العراقي صدام حسين دخل الكويت وعمد المحافظة التاسعة عشر في طريقه إلى محافظات أخرى استناداً إلى مشروع عدد من الأصدقاء مفاده بأن صدام حسين هو ملك المشرق القادم اعتماداً على نبوءة شاعر فرنسي في القرن الثالث تكهن بما يشبه الأكيد بمصير وأعمال العديد من الزعماء التاريخيين.. وتلك كانت وقعة الرئيس صدام.. الرئيس علي عبدالله صالح سلم سلطة من يده طوعاً وعزوفاً عن السلطة وأخينا يروج لحاكم أممي.. الجماعة في الرياض والدوحة وواشنطن وغيرها يحلمون بانتزاع موقع رئيس حزب هو مؤسسه وأخينا يلوح بأن ثمة من هو قادم لنزع سلطاتكم جميعاً ودحركم من قصوركم.. فماذا أنتم فاعلون؟! أعرف أن الزميل كتب بحسن نية لكنه أغفل وجود قوى مجنونة وموهومة بالمليارات والصواريخ النووية في بلد يجد المواطن فيه الشمع بصعوبة بالغة. ومع ذلك يصدقون كل شيء.