تجددت المواجهات في مطار عدن الدولي أمس، باقتحام قوات سودانية موقعا لمليشيات موالية للإمارات والسيطرة على أجزاء من المطار لتصل حدة الصراع بين مرتزقة الإمارات والسعودية إلى حدود قابلة للانفجار الشامل. وقالت مصادر أمنية ومحلية ل"اليمن اليوم" إن قوات سودانية شنت منتصف ليل الثلاثاء فجر أمس هجوماً مباغتاً. وأوضحت المصادر أن القوات السودانية خدعت المليشيات المسنودة إماراتياً، حيث دخلت المطار بعدة أطقم وفي شكل موكب وسرعان ما انتشروا في الأجزاء الشرقية من المطار، فيما انسحبت المليشيات المسنودة إماراتياً قبل أن تعود للمواجهة بشن هجوم مضاد يقوده صالح العمري محاولاً استعادة الموقع وطرد القوات السودانية من المطار لكن دون جدوى. مشيرة إلى أن مواجهات استمرت زهاء 3 ساعات تسببت بتدمير الصالة الرئيسية للمطار والإضرار بمكاتبه. واعترف صالح العميري -المكنى ب"أبو قحطان"- بسيطرة القوات السودانية على أحد المواقع في المطار، مشيرا إلى "أن قواته لا تزال في حالة ضبط النفس". وقال العميري في تصريح صحفي إن تلك القوات باشرت بالاعتداء على "جنود جنوبيين عاملين في حماية المطار". ولفت إلى تدخل "قوة جنوبية" –حسب وصفه- لمنع تقدم القوات السودانية ووقف ما وصفه ب"الاعتداء على المطار"، متوعداً بإخراجهم. وعدت مصادر أمنية تدخل القوات السودانية على خط الصراع السعودي- الإماراتي يكشف فشل الإماراتيين في مساعيهم لتحييد (السودانيين) خلال زيارة الرئيس السوداني عمر البشير لأبو ظبي قبل عدة أيام، فيما قللت مصادر إعلامية محسوبة على الحراك من أهمية ما يحدث، مشيرة إلى أن الإمارات منسقة مع القوات السودانية وأن العميري رفض توجيهات إماراتية بتغييره كحل وسط مع الرئيس هادي وحكومة الشرعية- حسب توصيفها. وفشلت مليشيات الفار هادي -المسنودة سعودياً- قبل عدة أسابيع في السيطرة على المطار في سياق تفاقم الصراع بين طرفي تحالف الاحتلال (السعودية-الإمارات) بعد دخول قطر على خط الصراع والمصالح. وعاد الصراع إلى الواجهة مع فشل زيارة الفار هادي إلى الإمارات وتعمد حكامها إهانته رغم استدعائهم له على خلفية رصد مكالمات مع قيادة في القاعدة وتسليم شحنات أسلحة من مأرب إلى القاعدة في أبين. ووفق ما نشرته صحيفة (العرب) اللندنية، أمس، فإن زيارة هادي الفاشلة إلى الإمارات جاءت وسط أنباء عن وجود تواطؤ بين أطراف في "الشرعية" وعناصر إخوانية وأخرى تنتمي إلى القاعدة من أجل تنفيذ سياسة يقودها 14 مسؤولا ينتمون إلى حزب الإصلاح الإخواني تحالفوا مع القاعدة التي تسعى إلى السيطرة على المناطق (المحررة) على غرار ما حدث في أبين. وأضافت أن ناصر عبدربه، نجل هادي وقائد حمايته الرئاسية قام بتسليم مناطق في محافظة أبين للقاعدة في إطار خطة تتجاوز تلك المحافظة وتصب في زعزعة الاستقرار في عدن والمكلا بالتحالف مع قيادات القاعدة في محافظة البيضاء، مشيرة إلى أن ناصر عبدربه حشد نحو 10 آلاف مقاتل للرد على الإمارات. عرض عسكري لمرتزقة الإمارات ونظمت الإمارات، أمس، عرضا عسكريا لمرتزقتها المعروفين ب"الحزام الأمني" في عدن. وشارك في العرض -الذي حضره ضباط إماراتيون- أكثر من 5 آلاف مرتزق تم تجنيدهم في إطار مليشيات ما تعرف ب"قوة الدعم والإسناد في الحزام الأمني". ورفع المشاركون أعلام ما كان يعرف بدولة الجنوب إضافة إلى ارتدائهم لأزياء خاصة بالقوات الإماراتية. يذكر أن عدن شهدت خلال اليومين الماضيين عمليات حشد واسعة لمقاتلين من الضالع ولحج مسنودين إماراتياً وآخرين من أبين وشبوة مسنودين سعودياً.