دعوة الرئيس السابق لقادة الجيش القدامى وقيادة النخبة ممن تلقوا تدريباً عالياً أيام حكمه لإعادة ترتيب الصفوف ورفد جبهات القتال فوراً .. تكتيك مفاجئ ينقل المعركة إلى بدايتها ويضع "عاصفة الحزم" أمام تطور جديد..! بغضون أسبوع واحد ألقى صالح ثلاثة خطابات هي الأقوى منذ مطلع الحرب، وغير أنها فاجأت المملكة باحتمالية استهدافها بالصواريخ بعيدة المدى فإنها تمثل عودة قوية وتهديداً خطيراً يقوض أحلام "عاصفة الحزم"، لقد بدا صالح وهو أكثر تحكماً بأدوات المعركة، ويخلق موقفاً ميدانياً جديداً، وليس بعيداً أن تتغير موازين المواجهة العسكرية وتقفز بها إلى الطور الأكثر تعقيداً في حال الاصطدام الحقيقي بها..!! زعماء القبائل الممثلة لطوق العاصمة صنعاء كانت حاضرة في اللقاء التشاوري للمؤتمر واستمعت لكلمة صالح النارية التي كان لها ذات الزخم الجماهيري والشعبي الذي عرف عنه، بدا الأمر محرجا للغاية بالنسبة لقيادة "عاصفة الحزم" وهي تدخل عامها الثالث لإعلان عملياتها العسكرية ويبدو صالح والحوثي أكثر تمكناً ويفرضون أمامها واقعا جديدا برغم استمرارها في تصعيدها العسكري ومواصلة ضخها للمعدات والأسلحة طيلة الوقت، معتقدة أن سعيها الدؤوب لإرباك المعركة وفتح جبهات جديدة سيغير مسارات القتال لصالحها..! بينما على الأرض تواصل غرقها دون أن تتمكن من إنجاز وعودها باستعادة العاصمة صنعاء من يد الانقلابيين والعودة بالرئيس الشرعي "هادي" إليها..!! المملكة السعودية أكثر من اختبر تأثير وتصميم الرئيس السابق صالح وأيقنت أن الرجل لا يؤمن بالهزيمة، الرياض تعرف جيداً نفوذه في الجيش، وخبرته الكبيرة في التعامل مع تشكيلاته وتكويناته الواسعة وبطريقة تمكنه من إنعاش منظومة وألوية الجيش اليمني مجدداً والعودة به إلى سابق عهده بعد أن قام هادي بتفكيكه وإقصاء المحسوبين على نظامه السابق، ما يعكس القوة المتنامية التي لازال الرئيس صالح يتمتع بها ومقدرته في إرساء قواعد جديدة للحرب، وأن تجاهل مثل هذا الأمر سيزيد من تعقيدات فرص المهمة العسكرية ل"عاصفة الحزم" ويفاقم حجم المأزق الذي تورطت فيه دول التحالف بسبب تهورها في شن هجوم عسكري على اليمن، ثم اعتقادها لاحقاً بأنها قد تمكنت من تدمير أسلحة الردع وتخلصت من الصواريخ البالستية، وإخماد الدفاعات الجوية وتدمير مخازن الذخيرة، كم هذا سيئ للأمراء وباعث على الإحباط والأيام تعود بهم إلى ذروة الاحتدام التي لم يفكروا بها.. بعد أن توصلت لكل الأهداف التي حددها بنك المعلومات المقدم من هادي وحكومته، وأنها راهنت في خوض حربها على خصوم صالح من القادة العسكريين الذين يقاتلون في صفوفها اليوم. السعوديون ودول الخليج يتوقون منذ سنوات لمحو وتغيير معالم الجيش اليمني، لقد بدا خوفها يتفاقم إزاء تلك القوة منذ العيد الوطني العاشر للوحدة سنة2000 حينما شهدت المنطقة أقوى عرض عسكري قدمه الجيش اليمني أيام الرئيس السابق بحضور العاهل عبدالله بن عبدالعزيز، العرض المبهر والمتطور كان صادماً لقيادة المملكة السعودية، أسلحة الهجوم الرمزية في العرض استفزت الأمير سلطان وزير الدفاع السعودي وقتها، فغادر العرض وهو يستشيط غضباً ويصرخ بوجه الوفد السعودي القادم معه للمشاركة في عرض صنعاء العسكري، ما يعني أن إمكانيات الجيش اليمني قد تجاوزت الخطوط الحمراء التي وضعتها السعودية وفاق القدرة العسكرية لحساباتها وأنها لن تكون بمنأى عنها.. من يومها بدأت تتشكل أول خيوط المؤامرة ضد جيش أرعب العربية السعودية..! نفذ التحالف الخليجي السعودي "عاصفة الحزم" وبدلاً من أن تعلن انتصاراتها، ظلت تتلقى هزائم وانكسارات عسكرية متلاحقة، وفيما يبدو أنها قد انجرفت بشكل أعمق إلى حرب استنزاف وصار الحسم والانتصار أمامها مستحيلاً، وعليها الآن أن تتعامل بجدية أكثر مع صالح. أداء صالح بهذه الوتيرة المتزايدة سيجعل المعارك تراوح مكانها، واستمرار "عاصفة الحزم" لن تفضي إلا لمزيد من الهزائم والانهيارات العسكرية القادمة..!!