وطن في صلعة    باشراحيل: على مواطني عدن والمحافظات الخروج للشوارع وإسماع صوتهم للعالم    الطائرات اليمنية التي دمرتها إسرائيل بمطار صنعاء لم يكن مؤمنا عليها    الحوثي يعلق على الخلاف بين ترامب ونتنياهو..والحكيمي يحذر من الخديعة    الجولاني يعرض النفط والتواصل مع إسرائيل مقابل رفع العقوبات    لماذا يحكمنا هؤلاء؟    تغاريد حرة .. صرنا غنيمة حرب    دبلوماسي امريكي: لن ننتظر إذن تل أبيب لمنع اطلاق النار على سفننا    تحديد موعد أولى جلسات محاكمة الصحفي محمد المياحي    عيد ميلاد صبري يوسف التاسع والستين .. احتفال بإبداع فنان تشكيلي وأديب يجسد تجارب الاغتراب والهوية    أرقام تاريخية بلا ألقاب.. هل يكتب الكلاسيكو نهاية مختلفة لموسم مبابي؟    البرلماني بشر: اتفاق مسقط لم ينتصر لغزة ولم يجنب اليمن الدمار    أرقام تاريخية بلا ألقاب.. هل يكتب الكلاسيكو نهاية مختلفة لموسم مبابي؟    السعودية تقر عقوبات مالية ضد من يطلب إصدار تأشيرة لشخص يحج دون تصريح    تعيين نواب لخمسة وزراء في حكومة ابن بريك    رئاسة المجلس الانتقالي تقف أمام مستجدات الأوضاع الإنسانية والسياسية على الساحتين المحلية والإقليمية    وسط فوضى أمنية.. مقتل وإصابة 140 شخصا في إب خلال 4 أشهر    السامعي يتفقد اعمال إعادة تأهيل مطار صنعاء الدولي    صنعاء.. عيون انطفأت بعد طول الانتظار وقلوب انكسرت خلف القضبان    انفجارات عنيفة تهز مطار جامو في كشمير وسط توتر باكستاني هندي    سيول الامطار تجرف شخصين وتلحق اضرار في إب    القضاء ينتصر للأكاديمي الكاف ضد قمع وفساد جامعة عدن    *- شبوة برس – متابعات خاصة    الرئيس : الرد على العدوان الإسرائيلي سيكون مزلزلًا    تكريم طواقم السفن الراسية بميناء الحديدة    صنعاء .. شركة النفط تعلن انتهاء أزمة المشتقات النفطية    اليدومي يعزي رئيس حزب السلم والتنمية في وفاة والدته    المرتزقة يستهدفون مزرعة في الجراحي    السعودية: "صندوق الاستثمارات العامة" يطلق سلسلة بطولات عالمية جديدة ل"جولف السيدات"    لوموند الفرنسية: الهجمات اليمنية على إسرائيل ستستمر    باريس سان جيرمان يبلغ نهائي دوري أبطال أوروبا    . الاتحاد يقلب الطاولة على النصر ويواصل الزحف نحو اللقب السعودي    محطة بترو مسيلة.. معدات الغاز بمخازنها    شرطة آداب شبوة تحرر مختطفين أثيوبيين وتضبط أموال كبيرة (صور)    شركة الغاز توضح حول احتياجات مختلف القطاعات من مادة الغاز    كهرباء تجارية تدخل الخدمة في عدن والوزارة تصفها بأنها غير قانونية    الرئيس المشاط يعزّي في وفاة الحاج علي الأهدل    الأتباع يشبهون بن حبريش بالامام البخاري (توثيق)    فاينانشال تايمز: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض رسوم جمركية على بوينغ    خبير دولي يحذر من كارثة تهدد بإخراج سقطرى من قائمة التراث العالمي    وزير الشباب والقائم بأعمال محافظة تعز يتفقدان أنشطة الدورات الصيفية    وزارة الأوقاف تعلن بدء تسليم المبالغ المستردة للحجاج عن موسم 1445ه    اليوم انطلاق منافسات الدوري العام لأندية الدرجة الثانية لكرة السلة    دوري أبطال أوروبا: إنتر يطيح ببرشلونة ويطير إلى النهائي    النمسا.. اكتشاف مومياء محنطة بطريقة فريدة    دواء للسكري يظهر نتائج واعدة في علاج سرطان البروستات    وزير التعليم العالي يدشّن التطبيق المهني للدورات التدريبية لمشروع التمكين المهني في ساحل حضرموت    ماسك يعد المكفوفين باستعادة بصرهم خلال عام واحد!    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    مرض الفشل الكلوي (3)    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مفاجئة البداية والنهاية ل «عاصفة الحزم» الخفايا والأسباب
نشر في الخبر يوم 26 - 04 - 2015

لم تكن البداية أكثر مفاجئة من النهاية، كنت شخصياً قد توقعت شيئاً من هذا، منذ اللحظات الأولى ل (عاصفة_ الحزم) لكني لم أكن قد بلغت بتحليلاتي ذلك الحد الذي انتهت عليه، في موضوع بعنوان: (بالمختصر المفيد) كتبته في اليوم الثاني من بدأ (#عاصفة_ الحزم) مُلخص ما جاء في أحد فقراته، أن المملكة لا يمكن أن تقوم بعملية إنهاء خصومها صالح والحوثي، لأن العمل على القضاء عليهما سيعزز من موقف حزب التجمع اليمني للإصلاح، وذلك ليس ضمن أهداف ومصالح المملكة، أو على الأقل أطراف لازالت مؤثرة فيها، برغم التغير الذي حصل بقيادة الملك سلمان، لكنها ستعمل على إضعاف قوتهما فقط إلى ذلك الحد الذي سينهي الخطر المحتمل عليها، ويبقيهما في موقف قوي أمام الإصلاح.
لكني بحق لم أكن أتصور أن تكون النهاية بتلك الصورة المفاجئة، لأنه من الناحية السياسية على وجه الخصوص، حين تنتهي العملية على هذا النحو، ستبدو (عاصفة_ الحزم) أنها لم تحقق أي هدف من الأهداف الرئيسية الثلاثة التي أعلنتها منذ البداية وهي:
1-انسحاب المليشيات من المدن التي احتلتها.
2-عودة شرعية هادي.
3-تسليم أسلحة الحوثي التي استولى عليها.
الهدف الأخير هو الهدف الأكثر انجازاً بالنسبة ل (عاصفة_ الحزم) ومع ذلك فإنه في حقيقة الأمر لا يزال محدوداً، إذا كانت المملكة قد تمكنت من ضرب الخطر العسكري، حسب النسبة التي أعلنها المتحدث باسم (عاصفة_ الحزم) في الأيام الأخيرة بأنها بلغت80% فإن بقاء20% من القوة بيد الحوثي، ستكون كفيلة بجعل المملكة في حالة خوف وقلق مستمر.
لأن قيام الحوثي بإطلاق صاروخ واحد إلى أي مدينة سعودية، سيكون بمثابة نصر كبير جداً، وستبدو معه انجازات العاصفة صفراً، فلا سلمت جماعة الحوثي السلاح، ولا تمكنت (عاصفة_ الحزم) من القضاء النهائي عليه، ولا انسحب من المدن، ولا تم إعادة الشرعية، ولم تتمكن (عاصفة_ الحزم) من تحرير مدينة واحدة، يمكن للرئيس الشرعي ممارسة مهامه منها، ناهيك عن الخطر البري الذي لن يكون بحاجة إلى أسلحة ثقيلة، فقيام الحوثي بعمليات عسكرية خاطفة، سيكون من شأنه إظهار الحوثي أنه لا يزال بكامل قوته، مالم تعمل المباحثات السياسية بعد توقف (عاصفة_ الحزم) من العمل على وضع حد لذلك.
إن القيام بإنهاء العملية بهذا الشكل المفاجئ، والذي لم يستند إلى أي مبادرة، يؤكد بأن أطراف قوية خلف الكواليس، لعبت دوراً مهماً للوصول إلى هذه النتيجة، برغم أن الأسبوع الأخير من (عاصفة_ الحزم) كان هو الأكثر دقة، كونه تميز بالتنسيق مع أطراف أخرى على الأرض، تمكنت من خلاله (عاصفة_ الحزم) من تصويب ضربات دقيقة، ضد مخازن هامة وقيادات كبيرة، لو استمرت على هذا النحو، لتمكنت بالفعل من القضاء الكامل على حلفاء الإنقلاب (صالح والحوثي).
النهاية المفاجئة بهذا الشكل، هي التي دفعتني للإنكباب على مدى يومين ماضيين، في دراسة الأحداث منذ بدايتها، للبحث عن أسباب هذه النهاية بتلك الصورة، وقد توصلت إلى نتائج مهمة جداً، سأقوم بعرضها على القارئ الكريم، بحسب خطوات البحث التي قمت بها، محاولاً تقديمها بشكل مختصر ما أمكنني ذلك.
أولاً: المعطيات السياسية المعلنة
-انطلقت العاصفة في26مارس في عمل فاجئ المجتمع المحلي والإقليمي والدولي.
-تمكنت المملكة من الحصول على دعم عربي، وإقليمي، وإسلامي، ودولي ل (عاصفة_ الحزم) يؤيد الأهداف التي انطلقت من أجلها، من خلال قرار مجلس الأمن (2216) بتاريخ 14إبريل 2015م الذي حدد مهلة10ايام لصالح والحوثي، بالإجماع وامتناع روسيا التي لم تستخدم حق النقض واكتفت بالإمتناع.
-تراجع الموقف الباكستاني، والسكون التركي، بعد مضي أسبوع من (عاصفة_ الحزم).
-بعد مرور أربعة أيام من مهلة مجلس الأمن، التي أعطاها للحوثي وصالح، الأمين العام للأمم المتحدة يدعو لضرورة وقف (عاصفة_ الحزم) ويحدد يوم الثلاثاء21إبريل، للقاء بمجلس التعاون الخليجي.
-إيران تعلن تسيير إحدى بأرجاتها إلى باب المندب، وفي عملية لاحقة تهدد وتتوعد السعودية وتشن هجوم إعلامي عنيف ضدها.
-قبل انتهاء مهلة مجلس الأمن، الحوثي يلقي بيان يتحدى فيه المملكة، وصالح يجري لقاء صحفي، وإيران تدعوا لوقف (عاصفة_ الحزم).
-صالح يوفد مبعوثين بقيادة القربي لمحاولة الخروج من الموقف وإنهاء الحرب.
-قبل انتهاء موعد مجلس الأمن بيومين، إيران تصرح بأن السعودية ستعلن إيقاف (عاصفة_ الحزم) في الساعات القادمة، تلاها مباشرة صحيفة الأسبوع المصرية، وبنفس الصيغة.
-يوم الثلاثاء21إبريل يلتقي الأمين العام للأمم المتحدة، بأعضاء مجلس التعاون الخليجي، ثم يخرج سفير المملكة يؤكد باسم مجلس التعاون بأن (عاصفة_ الحزم) لن تتوقف حتى يستجيب الحوثي وصالح لقرار مجلس الأمن (2216).
-في نفس اليوم الملك سلمان يدعو الحرس الوطني للمشاركة في (#عاصفة_ الحزم).
-بعدها بساعة فقط تقريباً، الإعلان بأن الرئيس اليمني سيلقي خطاب هام.
-في مساء نفس اليوم وقبل انتهاء مهلة مجلس الأمن لصالح والحوثي، المملكة تعلن انتهاء عملية (عاصفة_ الحزم) استجابة لما قالت إنها دعوة موجهة من الرئيس اليمني والإعلان عن بدأ مرحلة جديدة باسم مرحلة (إعادة الأمل).
-القرار الملكي خرج بصيغة وقف (عاصفة_ الحزم) ولم يقل إنهاء مرحلة (عاصفة_ الحزم) وهناك فرق بين الوقف، والإنهاء، ذلك أن الوقف يعني قطع العملية، قبل أن تستكمل وقتها وأهدافها.
ثانياً: معطيات من التسريبات الغير رسمية
عندما استشعرت خطورة الوضع الأمني عليها، ومعرفتها التغاضي الدولي، مع طرفي الإنقلاب صالح والحوثي، قامت المملكة بعملية (عاصفة_ الحزم) بصورة لم تشاور فيها دول الإقليم ولا دول العالم، سوى تلك التي هي مشاركة في العملية، بعضها لم يكن يعرف موعد انطلاق (عاصفة_ الحزم) فكان أمراً مفاجأ للجميع، ظهر التحالف منذ البداية قوياً ومتماسكاً، حيث دخلت فيه تركيا، وباكستان، ومصر، الأمر الذي جعل مجلس الأمن يتبنى قراره (2216) بهذا الشأن.
يعتقد البعض أن القرار لم يكن سوى، مراعاة للموقف السعودي وبقية دول تحالف (عاصفة_ الحزم) ذات الثقل السياسي والاقتصادي والإقليمي والدولي، وبقدر أهمية هذا القرار، إلا أنه كان مُفخخاً، عندما أعطى مهلة(10أيام)لصالح والحوثي لتنفيذ القرار، بناء على أهداف (عاصفة_ الحزم) المعلنة، ذلك القرار كان مهلة للمملكة السعودية، لكي تحزم أمرها خلال هذه الفترة، وعلى ما يبدو فإن تلك الفترة كانت فرصة ليتم خلخلة تحالف (#عاصفة_ الحزم) وهو ما حدث بالفعل.
الطبيعي أنه في حالة عدم استجابة، صالح والحوثي، لقرار مجلس الأمن، فإنه يتحتم على المجلس، أن يقدم دعماً ومساندة أكثر ل (#عاصفة_ الحزم) لا أن يدعوها لسرعة وقف (#عاصفة_ الحزم) الأمر الذي يؤكد أن القرار لم يكن سوى مجاملة سياسية، وثغرة للضغط على المملكة في وقت لاحق، وهو ما ظهر لاحقاَ.
على الواقع العملي، فإن طيران (عاصفة_ الحزم) قد أظهر كل الحزم الذي يملكه، لكن المؤكد بأن الضربات الجوية لا يمكن أن تحقق أهداف العاصفة فقط عن طريق الجو، دون تدخل بري، ناهيك أن يتم تحديد الفترة فقط بعشرة أيام، المملكة بدورها مع ذلك التراجع في مواقف أهم الدول، تركيا وباكستان، والتردد المصري والضغط الإماراتي، لن يكون بمقدورها القيام بأي عمل بري بمفردها.
روسيا لم تستخدم حق النقض الفيتو ضد القرار، كون المملكة غضت الطرف عن صفقة بيع سلاح روسي إلى إيران، من ضمنها صواريخ(s300) بمبلغ800مليون دولار، برغم الحضر الدولي على إيران، ما جعل الأمر يبدو بمثابة خدمات متبادلة بين الأطراف، بعد أن أنهت روسيا وإيران صفقتهما، وصدور قرار مجلس الأمن(2216) وظهور التراجع الباكستاني والصمت التركي بعد زيارة رئيسها إلى طهران، إضافة إلى ظهور نوع من التصريحات المتذبذبة بالنسبة للموقف المصري، بدأت روسيا تتحرك بقوة في المجتمع الدولي، وفي مجلس الأمن، أثمر ذلك التحرك في استخراج تصريح الأمين العام للأمم المتحدة، الذي دعا فيه المملكة إلى ضرورة الإسراع في وقف الضربات الجوية على اليمن، إضافة إلى تعيين مندوب جديد للأمم المتحدة في اليمن، يبدو أن المملكة ليست راضية عنه، لكنه ظهر كنوع من الضغط، وأيضاً دعوة أعضاء مجلس التعاون إلى اللقاء هام معه يوم الثلثاء21إبريل.
في هذه الأثناء بدأ ظهور نوع من التصدع في تحالف (عاصفة_ الحزم) وكان واضحاً بأن المزيد من الضغط، قد يفلح في إيجاد ثغرة أعمق داخل هذا التحالف، فأرسل صالح وزير خارجيته السابق القربي للقيام بجولة عربية في محاولة لتوسيع تلك الثغرة لفك الحصار الدولي الذي فرض عليه، ومحاولة إيقاف (عاصفة_ الحزم).
لقد كان أول ظهور لنتائج ذلك التصدع، هو في القيادة اليمنية الجديدة، حيث أعلن وزير الخارجية الجديد الدكتور ياسين، بأن اليمن يدرس توسيع قائمة الذين يجب أن تشملهم العقوبات من المسؤولين السابقين، الذين يستخدمهم صالح موفدين له في المنطقة، غير أن نائب الرئيس ورئيس الوزراء، خالد بحاح، عارض هذه العملية التي كان يؤيدها هادي، بحجة عدم استعداء الشخصيات الهامة في نظام صالح، ياسين وزير الخارجية، حاول القيام بضربة إستباقية دعا فيها مصر إلى عدم التعامل مع شخصيات لا تمثل النظام الرسمي، وبرغم أن مصر أعلنت استجابتها لتلك الدعوة، لكن الواقع أثبت غير ذلك، حيث أكدت التسريبات بأن القربي تمكن من استخدام علاقاته الشخصية السابقة في النظام المصري، للضغط على ضرورة البحث عن مخرج ووقف (عاصفة_ الحزم) وقد نجح في ذلك، حيث تم التوقف في الحديث عن موضوع توسيع قائمة العقوبات.
أبو ظبي منذ صدور قرار مجلس الأمن الأخير رقم(2216) الذي شمل عقوبات ضد صالح ونجله، والحجز على أموالهما، هذا القرار كان مستفزاً لها وصادماً، حيث تقول اللجنة الدولية المكلفة بمتابعة أموال صالح، بأن أكثر أمواله هي في دبي، لذلك فإن وفود أبو ظبي لم تتوقف بينها وبين الرياض، في محاولة للضغط على الرياض، للتخفيف من حدة الحملة والاستجابة لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة، في ضرورة وقف (عاصفة_ الحزم).
ضاحي خلفان الذي يعتبره الكثير الناطق الرسمي لحاكم الإمارات، أو المعبر الرسمي عن سياساته، بدأ يصرح بأهمية دور صالح ونجله، وأنه لا يمكن الاستغناء عن خبرته، في إيجاد مخرج لوقف العمل العسكري وإيجاد حل سياسي، وأكد بأن صالح هو الوحيد القادر على ترتيب الأمور في اليمن، وليس من الحكمة تجاوزه -حسب تعبيره- وفي هذه الأثناء ظهر تصريح الحوثي وصالح، بشكل متزامن بينهما، وكان قبل انتهاء مهلة مجلس الأمن بثلاثة أيام، كما ظهر موقفهما يحمل نوع من التحدي والصمود.
فيما يتعلق بالعاصمة السعودية الرياض، لا يخفى وجود أطراف داخل الأسرة الحاكمة، لا تؤيد عملية (عاصفة_ الحزم) على رأسها الأمير متعب بن عبدالله بن عبد العزيز، قائد الحرس الوطني، الذي يُعتقد بأنه قد ساهم في الضغط لوقف (عاصفة_ الحزم) كما سيأتي معنا لاحقاً.
بدأت معالم الذهاب إلى ضرورة وقف (عاصفة_ الحزم) في تصريحات الناطق الرسمي لها، حيث إنه طوال فترة المؤتمرات الصحفية، وهو يتحدث عن المخزون الهائل من الأسلحة والذخائر التي يتملكها صالح و الحوثي، وأنهم حولوا اليمن إلى مخزن هائل للأسلحة المختلفة، في كافة مناطق الجمهورية، مؤكداً بأن المليشيات تقوم بنقل الأسلحة والذخائر من منطقة إلى أخرى خوفاً من قصفها، لكنه وقبل انتهاء مهلة مجلس الأمن، فاجئ الجميع بقوله أن (عاصفة_ الحزم) دمرت80%من مخزون تلك الذخائر والأسلحة، هذا المعدل حسب تصوري، هو رقم مبالغ فيه.
لو طلب مني تقدير الكمية التي تم القضاء عليها، فإن قلت أنها60%سأكون قد بالغت في هذا الرقم، أو أنه الحد الأعلى، نعم قد تكون النسبة أكثر من ذلك فيما يتعلق ببعض المعدات الكبيرة والصواريخ بعيدة المدى، لكن لا يزال بحوزة الحوثي ومليشيات صالح الكثير.
المشهد في أروقة ودهاليز السياسة في الأيام الأخيرة لإعلان وقف #عاصفة_ الحزم
إذا تمكنا من ربط كل هذه المعطيات وتلك التحركات، سنخلص إلى استنتاجات هامة وخطيرة، وسيكون بمقدورنا أن نتصور المشهد الختامي على النحو التالي:
الأدوار التي لعبتها كل من روسيا وإيران، والإمارات، والوفود التي أرسلها صالح، أوصلت رسالة هامة من القوى في تحالف العاصفة، بما يفيد أن الدول المنضوية تحت التحالف، لن يكون بمقدورها القيام بأكثر مما قامت به، وأن الهدف الرئيسي قد تحقق وهو ضرب القوة العسكرية لصالح والحوثي، ويبدو أن ذلك التفكك لم يقتصر على أعضاء تحالف العاصفة، بل وصل إلى داخل الأسرة الحاكمة.
في هذا الظرف وفي الأيام الأخيرة لانتهاء المهلة، وجدت المملكة نفسها وحيدة، في الوقت الذي لا يزال صالح والحوثي يتحدثان من موقف المنتصر، ويتحركان على الأرض بقوة، في العديد من المحافظات اليمنية.
قبيل غروب شمس يوم الثلثاء21إبريل، ينتهي لقاء ممثلي مجلس التعاون مع الأمين العام للأمم المتحدة، ويخرج سفير المملكة متحدثاً بأن (عاصفة_ الحزم) ستستمر، حتى يذعن الحوثي وصالح لقرارات مجلس الأمن، لكن على ما يبدو لم يكن ذلك سوى موقف المملكة منفردة، ولم يكن ذلك أيضاً رأي بان كي مون.
برغم ذلك التفكك الواضح، إلا أن الملك سلمان، حاول أن يبدو أكثر حزماً وتصميماً، فمع غروب شمس يوم الثلثاء21إبريل، أصدر أمراً إلى الحرس الوطني، يدعوه إلى الانضمام إلى عاصفة الحزم، في محاولة تؤكد عزمه على مواصلة العمل العسكري بطريقة أكثر حزماً، حيث توقع مراقبون أن تكون تلك الدعوة هي بداية للعملية البرية، وبرغم إعلان الحرس الملكي التجاوب مع هذه الدعوة والترحيب بها والاستعداد لها، لكن يبدو أن ذلك التجاوب لم يكن سوى موقف إعلامي بحت، حتى لا يظهر الموقف السعودي هو الآخر منقسماً، ما يعني بأن الحرس الملكي الذي يقوده الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، المعروف بمعارضته ل(عاصفة_ الحزم) وتعاطفه مع نظام صالح، وقربه من مواقف دولة الإمارات، يبدو أنه في الواقع العملي، قد رفض القيام بهذه المهمة.
في هذه الأثناء لاشك بأن الملك سلمان وفريقه، وجدوا أنفسهم وحيدين تماماً، حيث وصل التصدع إلى أعماق الأسرة الحاكمة، ولعل ما يدل على ذلك، أنه وبعد أمر الملك سلمان للحرس الوطني بساعة واحدة تقريباً، بدأ الإعلان عن كلمة هامة مرتقبة للرئيس اليمني.
في هذه اللحظة، يبدو أن الملك سلمان وفريقه، أذعن للأمر الواقع، فتم اللجوء إلى محاولة إيجاد طريقة لائقة ومقبولة للخروج من هذا الموقف، ومن هنا تم الإيعاز إلى الرئيس هادي، للقيام بدعوة الملك سلمان يطالبه فيها بوقف (عاصفة_ الحزم) فكان مخرجاً مقبولاً إلى حد ما.
أضف إلى ذلك أن القرار الملكي في حقيقة الأمر، أوقف (عاصفة_ الحزم) وبدأ مرحلة جديدة أخرى، مرحلة إعادة الأمل، بأهداف مختلفة لعل أهمها استمرار عملية استهداف أي تحركات عسكرية تتبع الحوثي وصالح، فكان ذلك بمثابة خط رجعة جيد، وقد حرصت المملكة أن تؤكد ذلك، من خلال قيامها في اليوم التالي مباشرة، بضرب عدد من مواقع الحوثي وصالح، في مناطق مختلفة.
*ما يجب على المملكة القيام به في هذه المرحلة
إذا كان السيناريو المذكور أعلاه هو ما تم بالفعل، وأن المملكة أصبحت الوحيدة المصرة على المضي في المرحلة الجديد، فلكي لا تظهر منهزمة، وأن (عاصفة_ الحزم) لم تحقق الأهداف التي قامت من أجلها، فإنه في تصوري يجب عليها أن تقوم بما يلي:
1-استمرار العمل على استهداف أي تحرك عسكري على الأرض من قوات صالح والحوثي.
2-دعم الجيش الموالي لشرعية هادي والجان الشعبية المساندة له بالمال والسلاح، ليقوموا هم بعملية تحرير المدن التي احتلها الحوثي، بما فيها العاصمة، حتى يتمكن الرئيس هادي من العودة إليها لممارسة السلطة، وبمساندة جوية من طائراتها، ليكون ذلك بمثابة التدخل البري لتحرير المدن التي احتلها الحوثي، وحتى يذعن مع حليفه صالح، للجلوس على طاولة الحوار بدون سلاح كبقة الأطراف الأخرى.
3-دعم شرعية هادي للمضي قدماً في توسيع قائمة المشمولين بالعقوبات الدولية، وتجميد أرصدتهم، بحيث يدخل فيها كل من يتحرك إلى جوار صالح والحوثي من القيادات السياسية والعسكرية، ومن تلطخت أياديهم بدماء اليمنيين، ووقفوا ضد شرعية هادي، والعمل على محاكمة كل المتورطين في ذلك.
4-دعم العمل السياسي والإنساني والإعماري، للوصول إلى انتخابات حرة ونزيهة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.