في 2011، زعم مراهق السياسة حميد الأحمر المتوهم بأنه صانع الرؤساء أنه لم يتبق ل(عفاش) سوى شرذمة صعاليك يتم جمعهم كل جمعة إلى ميدان السبعين بواقع 2000 ريال. ومثله علي محسن الأحمر، المتوهم هو الآخر بأنه الكُل في الكُل، والرجل الأول أحياناً –كما قال- دعا من تبقى -لاحظوا - من تبقى من الجيش والأمن والسلطة والمؤتمر والمشايخ والشخصيات الاجتماعية لسرعة الالتحاق بساحات (الثورة). اليوم وبعد مرور 6 سنوات، لا سلطة، ولا حماية رئاسية، ولا حرس جمهوري، ولا أمن مركزي، ولا بنك مركزي، وعدوان غاشم متواصل منذ عامين، وطائرات 17 دولة تحوم وتنفذ قصفاً بلا أخلاق حتى على مجالس عزاء النساء، لكن عفاش يدعو إلى الاحتشاد وتتقاطر الحشود سيلاً بشرياً من كل حدب وصوب رغم الأزمة الاقتصادية الطاحنة. ليس ذلك وحسب، بل إن عفاش وبلا حماية رئاسية يخترق الحشود المسلحة راجلاً وكله اطمئنان بأن كل هذه الحشود هي حراسته وحصانته الحقيقية التي لم ولن يقدر الجنرال العجوز وجماعته الإخوان المسلمين اختراقها. ومما لا شك فيه أن حميد ومن منفاه في فنادق تركيا تابع هذا المشهد الكبير عبر شاشة "اليمن اليوم" التي لا يطيقها، ورأى بأم عينيه عفاش وهو يزاحم في وسط الميدان وتتزاحم الحشود حوله في ميدانهم الأثير إلى قلوبهم ويهتف الجميع "بالروح بالدم.. نفديك يا يمن.. نفديك يا صنعاء.. نفديك يا عدن" و"الشعب يحبك يا علي". ومما لا شك فيه أيضاً أن الجنرال العجوز المتنقل مع خبراء خليجيين في صحارى مأرب والجوف يرسم الإحداثيات لتدمير بلده قد بلغه هو الآخر نبأ عفاش العظيم، وأن شعباً كهذا لا ولن يهزم.