ست سنوات انقضت على جريمة العصر ذات الخلفيات الدراماتيكية الطويلة، وبشاعة جاهزيتها الذهنية والكيدية في وصولها إلى مسجد النهدين المحصن بأسوار عالية داخل أسوار دار الرئاسة، ثم فشل محاولاتها الحثيثية لاغتيال رموز الدولة العميقة الذين تكتلوا لتأدية فريضة يوم جمعة رجب الحرام، فأفسد القتلة اليوم الذي يسكن أفئدة اليمنيين ويغمرهم بغموض حميم..! الفاجرون فقط ومن لا يعبأ بالسلام والإسلام معا هم من يمكنهم أن يفكروا بتحويل مثل هذا اليوم إلى يوم دام تبدأ منه أول خيوط المؤامرة المستميتة في تفكيك وتفتيت اليمن عبر إلحاق الانهيار المفاجئ بمنظومة الدولة، لتتسع معها شهية الدول والقوى المعادية للبلد بشكل لم يسبق له مثيل. جريمة دار الرئاسة كان السقوط الأخير لمشروع الربيع، فسقط أخلاقيا واستطاع الرئيس السابق صالح أن ينجو بالدولة ويحافظ على كيانها إلى أن أوصلها لمصاف الطريقة الدستورية، سقط القتلة في مستنقع الخيانة والعمالة وتشتتوا في أصقاع الأرض، بينما احتفظ الرئيس صالح بشعبه ولازال يتشارك شعورا عارما مع الجماهير. سيبقى هذا الحدث متجذرا في الصفحات السوداء التي عاشها اليمنيون باعتباره انحرافا جر اليمن إلى الانغماس في طور الصراع والعنف الفوضوي، ثم تواصلت حلقاته إلى أن بلغت "عاصفة الحزم" التي تشنها دول التحالف التي تتزعمها المملكة السعودية باعتبارها أكثر أعداء اليمن ديمومة، وما حربها الضارية التي يرزح تحت وطأتها اليمنيون إلا واحدة من حلقات المؤامرة التي ترمي للإطاحة باليمن الكبير.. لكننا سننجو وننتصر في النهاية.