رفض المتظاهرون المعارضون للرئيس المصري محمد مرسي دعوته إلى الحوار التي وجهها في كلمة وجهها إلى الشعب مساء الخميس وأصر فيها على إجراء استفتاء على مشروع دستور جديد للبلاد. وبينما كان مرسي يلقي كلمته هاجم محتجون المقر الرئيسي لجماعة "الإخوان المسلمون" التي جاء منها مرسي. وقال الرئيس المصري: "استعدت الدولة كلها لإجراء الاستفتاء على الدستور في موعده". ويقول معارضون إن الجمعية التأسيسية التي وضعت مشروع الدستور لم تكن تمثل مختلف أطياف المجتمع وإن المشروع الذي كتبته الجمعية التي غلب عليها الإسلاميون يأخذ مصر إلى تطبيق صارم للشريعة الإسلامية ويمنع تداول السلطة. وكان مرسي حدد منتصف الشهر الحالي لإجراء الاستفتاء على مشروع الدستور الذي قالت منظمات حقوقية إنه ينطوي أيضا على انتقاص لحقوق مصريين وقال إعلاميون إنه يقيد حرية التعبير. وقال شهود عيان إن مئات المحتجين احتشدوا أمام المقر العام لجماعة الإخوان المسلمين في هضبة المقطم بالقاهرة قبل بث كلمة مرسي وإنهم رشقوا المقر بالحجارة وقذائف مولوتوف. وقال حزب الحرية والعدالة - الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين- في صفحته على فيسبوك إن متظاهرين أضرموا النار في المقر الرئيسي للإخوان في القاهرة وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن مكتبا آخر للحزب في زهراء المعادي بجنوب القاهرة تعرض لهجوم. وأضافت الوكالة إن متظاهرين اقتحموا مقرا آخر للحزب في حي الكيت كات بمحافظة الجيزة. وقال حزب الحرية والعدالة: "بلطجية يضرمون حريقا بالمقر العام للإخوان بالمقطم"، ووصف الهجوم بأنه "عدوان إرهابي".وقالت الوكالة إن المتظاهرين "حطموا بعض الواجهات الزجاجية داخل المقر وقاموا بالاستيلاء على الأثاث الخشبي الموجود بداخله وإشعال النار فيه خارج المقر".وقرب انتهاء مرسي من إلقاء كلمته هتف آلاف المتظاهرين عند قصر الرئاسة "قاتل.. قاتل" و"الشعب يريد إسقاط النظام" ورفعوا أحذية. وهتفوا "باطل باطل" و"مش هنمشي.. هو يمشي".والهتاف الأخير ردده المتظاهرون أثناء الانتفاضة التي أسقطت الرئيس السابق حسني مبارك مطلع العام الماضي. وكان المتظاهرون اقتربوا من القصر الرئاسي بعد مسيرات انطلقت الخميس من أحياء مختلفة في القاهرة وأزالوا أسلاكا شائكة وقف خلفها صفوف من جنود الحرس الجمهوري متشابكي الأيدي. ودعا الرئيس المصري قوى سياسية وقضاة وشخصيات أخرى لاجتماع اليوم السبت لحوار وطني ووضع خريطة طريق سياسية لما بعد الاستفتاء على الدستور الجديد. وقال إنه ليس مصرا على بقاء مادة في الإعلان الدستوري المثير للخلاف منحته صلاحية اتخاذ إجراءات وتدابير إذا قام خطر "يهدد ثورة 25 يناير أو حياة الأمة أو الوحدة الوطنية أو سلامة الوطن أو يعوق مؤسسات الدولة عن أداء دورها".وأضاف قائلا: "إذا كانت هذه المادة تمثل قلقا لأحد فإني لست مصرا على بقائها إذا انتهى الحوار مع القوى السياسية إلى ذلك".وألقى مرسي كلمته بعد ساعات من اشتباكات دامية بين مؤيدين ومعارضين له في محيط قصر الرئاسة أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة أكثر من 700. وقالت جبهة الإنقاذ الوطني -وهي ائتلاف المعارضة الرئيسي- إنها تدرس عرض الحوار رغم أن مقترحات مرسي لم تصل إلى حد تلبية مطالب المعارضة. وقالت حركة شباب 6 أبريل التي شاركت في الانتفاضة التي أطاحت بمبارك إنها ترفض دعوة مرسي إلى الحوار وأنها ستشارك في مظاهرة حاشدة تطالب برحيله. وأضافت الحركة قائلة في بيان "تعلن حركة شباب 6 ابريل عن رفض دعوة الحوار التي دعا لها الدكتور مرسي اليوم السبت وتؤكد مشاركتها "الجمعة" في مليونية الكارت الأحمر". جبهة الإنقاذ الوطني ترفض الحوار في السياق ذاته أعلنت أبرز قوى المعارضة المصرية أمس، رسمياً رفضها المشاركة في الحوار الذي دعا إليه مرسي، وذلك نظراً (..) لتجاهله طرح المطالب الأساسية للجبهة، المتمثلة بضرورة إلغاء الإعلان الدستوري بأكمله، وإلغاء قرار الرئيس بالدعوة للاستفتاء على الدستور. وقالت الجبهة إنها مستمرة في "الدفاع عن حقوقها وحرياتها" باستخدام "كل الوسائل المشروعة". البرادعي وفي تطور متصل، ناشد د.محمد البرادعي، رئيس حزب الدستور، جميع القوى الوطنية بعدم المشاركة في حوار يفتقد كل أبجديات الحوار الحقيقي. وأضاف البرادعي، في تغريدة على حسابه الشخصي على تويتر، "نحن مع الحوار الذي لا يقوم على سياسة ليّ الذراع وفرض الأمر الواقع".كما أعلن حزب الوفد، أحد أقدم الأحزاب المصرية المعارضة، رفض دعوة مرسي للحوار. وكان عمرو موسى، عضو جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة، قد أعلن في وقت سابق أن الجبهة ستجتمع، الجمعة، لبحث دعوة مرسي للحوار الوطني، في محاولة من الرئيس للخروج من الأزمة التي حدثت عقب الإعلان الدستوري الذي أصدره ووسع نطاق صلاحياته. مسيرة حاشدة ميدانيا نظم المئات من بعض القوى المدنية مسيرة حاشدة خرجت من مسجد أبو بكر الصديق بمصر الجديدة مرورا بالكلية الحربية ومنها إلى ميدان الحجاز بمصر الجديدة حيث التحق بها المئات. المسيرة ضمت أعضاء حزب الدستور والمصري الديمقراطي والمصريين الأحرار للتنديد باعتداءات جماعة الإخوان المسلمين على المعتصمين السلميين أمام قصر الاتحادية . وندد المتظاهرون بنظام "الرئيس وحكم الإخوان المسلمين "، مرددين هتافات " يا مبارك نام واتهنا.. أنت وراك أحفاد البنا - الشرعية للميدان مش للسلفي والإخوان - كلمة في ودنك يا بديع صوت الثورة مش هايضيع ". تايمز: صورة الإخوان تضررت صحيفة الفاينانشال تايمز، نشرت أمس الجمعة تقريراً بعنوان "العنف يزيد من متاعب مرسي"، وقالت الصحيفة "الضغوط تزايدت على الرئيس محمد مرسي للقيام ببعض التنازلات لتخفيف الأزمة السياسية بعد ليلة من العنف بين مؤيديه ومعارضيه، أسفرت عن وقوع العديد من الضحايا بين قتيل ومصاب".ونشرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" على موقعها الرسمي على الإنترنت أمس، تقرير الفاينانشال تايمز، الذي قالت فيه: "إن مجلسا من أكبر رجال الدين في مصر طلب من مرسي تعليق العمل بالسلطات الإضافية التي منحها لنفسه الشهر الماضي وأن يجري حوارا مع جميع الأطراف". ونقلت تايمز، عن مراقب غربي في القاهرة قوله "أعتقد أن صورة الإخوان المسلمين تضررت، ولكن الجميع ارتكبوا أخطاء، ما زال هناك مخرج من الأزمة، وما زال هناك فرصة، وهذه الفرصة لتجنب المزيد من العنف يمكن الحصول عليها بإرجاء الاستفتاء".