بين شحة الإمكانيات وكثافة الطلب على الرعاية الصحية تقف المجمعات الصحيةبمحافظة عدن عاجزة عن الوفاء بالتزاماتها وتقديم خدماتها الصحية للمواطنين بشكلكامل الأمر الذي فاقم من معاناة الموطنين وتسبب في تفاقم آلامهم يوما عن يوم. وعلى الرغم من العناية الصحية التي يقدمها مجمع المعلا الصحي والتي تبدوجيدة حسب ما يلمسه المواطنون هنا، إلا أن العثور على أدوية في الصيدلية التابعةللمجمع يبدو غير ممكن ويجد المرضى أنفسهم مضطرين لشراء العلاجات المقررة من الصيدلياتالخارجية بأسعار عالية. الوضع الذي لا يحتاج للتعليق في مجمع المعلا الصحي يفنده مدير المجمعالدكتور خالد عبدالباقي فارع الذي يجد أن المجمع يقدم خدمات تفوق إمكاناتهالمتواضعة وميزانيته التشغيلية، مؤكدا أن الكثافة السكانية في مديرية المعلا تحتاجإلى ما هو أكبر من مجمع صحي، فحد قوله المعلا بحاجة إلى عدد من المراكز الصحيةالمتخصصة أو إلى مستشفى عام يتناسب وكثافة الطلب على الخدمات الصحية وخدماتالرعاية الصحية والإنجابية والطوارئ. ويشير الدكتور فارع إلى أن المجمع أنشأ أقسام الصحة الإنجابية والطوارئ حتىيتمكن من تقديم خدمات مستشفى ولادة لتخفيف الضغط على المستشفيات العامة إلا أنالموازنة التشغيلية المتواضعة للمجمع تدفعهم إلى شراء الكثير من الطلبات من خلالمساهمة المجتمع ومع ذلك يظل المجمع بحاجة إلى دعم كافٍ لمساعدته على القيام بعملهبأكمل وجه.
مساهمة المجتمع تشغل المجمعات عدا مجمع المعلا الصحي هناك مجمع التواهي الذي تعتمد إدارته على مساهمةالمجتمع في شراء الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية، ومع ذلك تظل مسألة نقص الأدويةوالكادر الطبي المتخصص محور شكوى القائمين على هذا المجمع، ويبين مدير مكتب الصحةبمديرية التواهي الدكتور محمد عبده الدوش أن نقص الأدوية والكادر الطبي المتخصص فيالمجمعات الصحية بالتواهي يعد من أكبر الصعوبات التي تواجه العمل في هذه المرافقالصحية التي تخدم شريحة واسعة من المواطنين. 4 مراكز صحية في مديرية التواهي هي: المجمع الصحيالتواهي – مركز طوارئ التوليدي المركز الصحي بمنطقة القلوعة – مركز الصحةالإنجابية القلوعة، وتسعى المديرية إلى بناء مركز آخر في منطقة الفتح، حيث يعدالمبنى جاهزاً إنشائيا بنسبة 80% واعتمدت السلطة المحلية مؤخرا 30 مليون ريال كمرحلة أولى لتجهيزه.
توفير الأدوية المشكلة العويصة يؤكد مدير مكتب الصحة بمديرية التواهي الدكتور محمد عبده الدوش أن أكبر المعضلاتالتي تواجهها المجمعات الصحية بالمديرية غير الكادر الطبي تتمثل بتوفير الأدوية،فالمرضى يريدون الدواء من الصيدلية الداخلية باعتبارها حكومية، غير أن إلغاء وزارةالصحة لنظام إعادة الكلفة في الأدوية التي كانت توفر عبر صندوق الدواء دفعالمجمعات الصحية إلى تقديم الدواء من خلال مساهمة المجتمع وهذه ليس بمقدورها توفيرالكثير من الأدوية الأساسية لعدم رفد المراكز الصحية بالأدوية والمستلزمات الطبيةمن قبل الوزارة.
العمل بحسب الإمكانات العمل بحسب الإمكانات في الخدمات الصحية والطبية قد يبدو مغامرة لكنالدكتور الدوش يؤكد أن الجميع هنا يعمل بكل طاقته حسب الإمكانيات المتاحة،فالأطباء ملتزمون بعملهم حسب النوبات ويعملون فوق طاقتهم وإمكانياتهم، مؤملا أنالرقي بمستوى خدمات المجمعات من خلال العمل على توفير احتياجاتها من وسائل طبيةتسهل العمل وتجعلها تعمل دون عراقيل. في مجمع الميدان بكريتر عدن ليست التواهي والمعلا فهناك كريتر، حيث يوجد مجمع الميدان الصحي، وحيثتتعالى صرخات المواطنين من غياب الأدوية وعدم اهتمام الممرضين بالحالات المرضيةالواصلة إلى المجمع، ويقول المواطن أحمد صالح حمادي: الأدوية هنا في (مجمعالميدان) غير متوفرة بشكل كامل وبعض الممرضين يستهترون بالمرضى ولا يقومون بتقديمالخدمة الطبية في بعض الحالات التي تحتاج إلى السرعة في إسعاف المريض، كما يتعمدالبعض منهم التأخير ومماطلة المريض ولذا لابد من الوقوف ضده. ورغم ذلك يجد المواطن حمادي أن هناك كوادر طبية وصحية تستحق الشكر والتقديرلما تبذله من جهود حسب الإمكانات المتاحة، لكنه أيضا يرى أن على وزارة الصحةالعامة والسكان رفد هذه المجمعات الصحية بالأدوات والأجهزة الطبية الحديثة والكادرالمؤهل حتى تؤدي الدور الذي أنشئت من أجله. على عكس المواطن حمادي تجد المواطنة ملكة خالد أن العناية الصحية في مجمعالميدان أفضل من أي مكان آخر إن لم تكن أفضل بكثير -حد قولها- من بعض المستشفياتالحكومية التي تفتقر لأبسط الخدمات وأصبحت خاوية على عروشها.
الإضرابات تصعب الحالة الصحية "نحن كلما نأتي إلى المجمعنتعالج نجد الموظفين مضربين مطالبين بحقوقهم وهذا يجعلنا نذهب إلى العيادات الخاصة"بهذه الكلمات بدأت إحدى المريضات حديثها دون الإفصاح عن اسمها، وحين طرحنا الموضوععلى طاولة الأطباء أكد أحد الأطباء المتطوعين أنه يعمل في المجمع منذ 13 سنة ولم يتم تثبيته وأنه في أحيان كثيرة يجد نفسهمضطرا للمتابعة بنفسه والتوقف عن العمل كون الإدارة لا تقوم بالمتابعة وتكتفيبمنحهم أوراقاً تؤكد حاجتها لهم فقط.